بالعربي المشرمح: «يا ربي بسنا فساد!!»
من أمن العقوبة ازداد فساداً وخراباً، ولأن مؤسسة الفساد أمنت العقوبة أصبح الفساد وسيلة لكسب المال والمناصب والثراء، ورغم أننا في بلد لديه دستور وقوانين ومحاكم وسجون ومجلس أمة منتخب ومجلس وزراء، ولدينا نواب يمثلون الأمة، ولدينا معارضة وصحافة وفضائيات، ولدينا ديمقراطية نتغنى بها كلما جلسنا مع أشقائنا الآخرين الذين حرموا منها، رغم كل هذا فلدينا فساد لا يعلمه إلا الله عز وجل، وفاق في حجمه فساد الدول المحرومة من كل ما نتمتع به، ومنتشر بشكل مخيف، وإن تحدثت عنه لدى الغرباء يعتقدون أنك تبالغ أو كاذب ولا تحب بلدك أو نظامك، الأمر الذي يبدو أن مؤسسة الفساد قد استغلته حين يسألونها لتنكر وجود فسادها في ظل ما نتمتع به ويسمعه الآخرون خارج الحدود، دون أن يعلموا أن كل ما يشاع هو إما مجمد أو مسرحية مختلقة لحجب الأضواء عن الفساد المقزز الذي نعيشه. حالات الفساد التي نشاهدها ونسمع بها أصبحت كنشرة الأخبار اليومية، وبلغت الحال أن البعض ممن يئس وفقد الأمل يبحث عن وسيلة للانضمام إلى هذه المؤسسة المجرمة لكي يحصل، ولو على جزء بسيط، مما تحصل عليه هي وأفرادها، وهو أمر في غاية الخطورة إن لم نتداركه، ونضع له حداً قبل فوات الأوان، ليس على مستقبلنا ومستقبل أجيالنا فقط، بل على وطننا الذي لا وطن غيره لنا، ولنحافظ على استقراره قبل سقوط مؤسساته التي بدأت تترنح قواعدها بسبب هذا العبث المخيف.
يعني بالعربي المشرمح:خلاص بسنا فساد، فاستمراره دمار على الجميع، ولن يستثني أحداً كبيراً كان أم صغيراً، وزيراً كان أم موظفا، غنياً كان أم فقيراً، تاجراً كان أم عاملاً، فلنصحُ من سبات هذا الفيروس المدمر، ولنُعِد لوطننا عافيته وصحته قبل فوات الأوان، فهل للعقلاء والحكماء كلمة توقف هذه الآفة وتقول: "بسنا فساد؟".