اليوم الدولي للتعليم
يعدّ الـ24 من يناير يوما دوليا للتعليم، تبعا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، والممثلة للمجتمع الدولي، فهي تضم دول العالم أجمع تقريبا، ورغم أن هذه السنة الثانية لهذه المناسبة، حيث بدأ الاحتفاء به 2019، فإن الاهتمام بالتعليم على الصعيد الدولي والإقرار بأهميته بدأ مع أول اهتمامات المجتمع الدولي الحديث بحقوق الإنسان، فقد أقر إعلان حقوق الإنسان عام 1948 حق التعليم بذاته أحد الحقوق الأساسية للإنسان، ووسيلة لتوطيد سائر حقوقه وحرياته الأخرى، وتلاه العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وما أعقبهما من اتفاقيات دولية وإقليمية بلورت وعززت الاهتمام الدولي بالتعليم. أما الوقت الراهن فيتطلب مزيدا من الاهتمام بالتعليم على المستوى الدولي، خاصة مع التطور التكنولوجي السريع، والتدفق المعرفي غير المحدود، والانفتاح الدولي وما يرافقه من تدني المستوى التعليمي والنواتج المهنية، ومشكلات تعليمية لا حصر لها يتطلب حلها تكاتف ومشاركة دولية للنهوض بالتعليم، وكفالة حق التعليم وجعله نعمة حقيقية.
إن المجتمعات اليوم بحاجة لجعل التعلم عادة لا تنقطع ولا تنفصل عن شخص الإنسان طوال حياته؛ فيثمر مع خبرة علمية وعملية وعمرية علماً نافعاً للأوطان، وهذا نهج العلماء يتطلب غرس حب التعلم منذ مهد الطفولة وجعله عادة، فشكرا لوالديّ- رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته- فلهما الفضل الأول لجبلي على هذه العادة، تجسيداً للقرآن الكريم السباق في الحث على التعليم والتعلم قبل قرون عدة، وفي مواضع كثيرة، ومنها قوله تعالى: "وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا".