«القرين الثقافي» يحتفي بالأسطورة عبدالحسين عبدالرضا
أسرة الراحل أهدت جزءاً من مكتبته السمعية والبصرية إلى المجلس الوطني للثقافة
أشاد المجلس الوطني بدور الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، من خلال احتفالية استثنائية بمناسبة إطلاق كتاب عن الراحل الكبير يوثق مسيرته في الصحافة.
دشن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كتاب «الأسطورة عبدالحسين عبدالرضا في الصحافة»، الذي أعده د. عيسى دشتي، وبإهداء أسرة الفنان الراحل مكتبته السمعية والبصرية لمكتبة الكويت الوطنية، وافتتاح المعرض المصاحب ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ26، بحضور الأمين العام للمجلس كامل العبدالجليل، ود. بشار عبدالرضا نجل الفنان الراحل، وعائلته وأقاربه، وجمع كبير من الفنانين تتقدمهم الفنانة القديرة مريم الصالح، والكاتبة عواطف البدر، والفنان داود حسين، والفنان أحمد السلمان، وغيرهم.في البداية، رحب الإعلامي هاشم أسد بالحضور وقال «نحتفل بتدشين ثلاثة أشياء جميلة، إهداء المكتبة السمعية والبصرية من قبل أسرة الراحل، وتدشين الكتاب، وأيضا المنحوته الفنية التي نحتها الفنان علمدار»، كما أقيم معرض وثائقي أرشيفي تضمن صوراً فوتوغرافية توثق سيرة الراحل.
أسرة الفقيد
بدوره، قال العبدالجليل «يشرفني أن ألتقيكم مع أشخاص أعزاء علينا جميعاً، وهم أسرة الفقيد الغالي ابن الكويت وسفيرِها في الفن والإبداع الفنان عبدالحسين عبدالرضا (رحمه الله) الهرم الرائدِ والعلمِ المؤسسِ للمسرح في الكويت ومنطقة الخليج العربي، وصاحبِ الدور الكبير في إثراء الحركة الفنية في دولة الكويت لما يزيد على نصف قرن من الزمن».وأضاف ان «مسيرة الفنان الراحل ودوره التنويري في عرض قضايا المجتمع المحلية والعربية جعلاه بحق سفيرا فنيا لدولة الكويت لدى الشعوب الأخرى من خلال ما أبدعه من مسرحيات وأعمال تلفزيونية وسينمائية وإذاعية، إلى جانب كونه كاتباً ومخرجاً وممثلاً ورائداً في الكوميديا الناقدة الهادفة».وتابع «إنه لحدثٌ سار أن تهدي أسرة الفنان الكبير المجلس الوطني مقتنيات مكتبته السمعية والبصرية، لتكون جزءاً من محتويات مكتبة الكويت الوطنية، ولتوفر فرصة نادرة للجميع للاطلاع عليها والاستفادة منها في العديد من الأغراض، سواء الفنية أو البحثية، نظراً لما تحتويه هذه المقتنيات من قيمة وأهمية في توثيق تطور المجتمع الكويتي من نواحٍ فنية وثقافية متقنة الإنتاج والجودة». وذكر «تأتي هذه المبادرة الكريمة من ذوي فقيد الكويت، يرحمه الله، رداً على الدعم والرعاية اللذين توليهما الدولة ممثلةً في قيادتها السياسية الرشيدة للمؤسسات الثقافية والفنية الكويتية، للنهوض بدورها في عملية التنمية المستدامة، إيماناً بدور الفن في ترسيخ بناء التطور الحضاري».سفير الفن
وبين العبدالجليل «لقد عمل المجلس الوطني طوال سنوات مضت على رد جزء من جميل هذا الفنان القامة، الذي يستحق بجدارة لقبَ سفير الفن، وهي محاولات واجتهادات قد لا تكافئ عطاءه الوفير ومقامه الرفيع، فقد تم منحه جائزة الدولة التقديرية في عام 2005، وأُطلق اسمه على مسرح السالمية، تخليدا لتاريخه الفني، وتاريخ رفاقه من الرموز الفنية الكويتية القديرة، كما تم تخصيص منارة ثقافية باسمه في إحدى دورات مهرجان القرين الثقافي، تقديرا لمسيرته الفنية». أما في مجال التوثيق الأدبي لمسيرة الفنان الكبير الحافلة بالعطاء المتدفق فأصدر المجلس كتابين عن حياته وإنجازاته، الأول بعنوان «عبدالحسين عبدالرضا... الأيقونة»، والثاني بعنوان «الأسطورة عبدالحسين عبدالرضا في الصحافة».فخر أبنائي
من جانبه، قال د. بشار، إن «هذه المناسبة تجدد الذكريات مع فخري وفخر أبنائي وأسرتي بوالدي عبدالحسين عبدالرضا، ونقوم بإهداء المكتبة الوطنية جزءاً من أرشيف الوالد ليكون جزءاً من أرشيف الكويت»، ومن ثم تقدم بالشكر للمجلس الوطني على قبول الهدية، مشيدا بالجهد الذي قام به مؤلف الكتاب وتوثيقه مسيرة 55 عاما من حياة والده الراحل، معربا عن سعادته بالوقوف على منصة تحمل اسم والده.فكرة الكتاب
بعد ذلك، قال دشتي «مع اليوم الأول الذي عرضت فيه فكرة هذا الكتاب على الفنان الراحل، وما لقيته من تشجيع وترحيب ودعم منه، حيث تم عرض الكتاب بشكله النهائي على الفنان الراحل للموافقة عليه، وكان معجبا به وقال: «انتظر قليلا فبعد عودتي من لندن إما أن يتم طباعته فوراً أو تحتاج إلى إضافة فصل جديد عليه!»، فقد كان جوابه، رحمه الله، علامة استفهام لي وللمجلس الوطني عن أي فصل جديد يقصد ليتم إضافته؟، لكن بعد الخبر المفجع الذي أحزن الكويت والعالم العربي بوفاته، نكون قد عرفنا سبب الانتظار لطباعة هذا الكتاب، بعدها طلب مني الأمين العام السابق أن أضيف فصل التغطية الصحافية لوفاته، وبالفعل تمت إضافة هذا الفصل الأخير، الذي كان آخر فصل من مسيرة حياة هذا الفنان المعطاء».أما الفنانة القديرة مريم الصالح، فقالت «لقد كنت زميلة الراحل منذ بداياته، ومهما تكلمنا عن الراحل فلا يوجد بديل له، ليس فقط في الكويت، بل بالدول العربية كلها، شاء من شاء، وأبى من أبي، فعبدالحسين الفنان الكوميدي الأول، فهو مؤلف، وملحن، وممثل، ومخرج».بدوره، قال الفنان داود حسين، إن «الراحل يستحق ما هو أكثر من هذا الاحتفال لدوره الكبير في اثراء الحركية الفنية، ليس على مستوى الكويت فحسب انما على مستوى العالم العربي».الصانع: علّم الناس الابتسامة
تضمن الكتالوج الذي وزع على الحضور كلمة لزوجة الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا نبيلة الصانع، ومن مقتطفات ما قالت فيها «ترحل الفارس النبيل الذي قضيت معه 52 عاما... كانت أياما وسنوات جميلة فيها من الحلو الكثير ومرارة تخالطها حلاوة أيضا... أنا عشت مع إنسان ذي تركيبة غريبة لا يملكها أحد من الناس. تزوجنا بعد قصة حب وأنجبنا أولادنا، وهنا بدأت قصة الكفاح الحقيقية».وذكرت «ماذا أتكلم عن رجل هو كل حياتي، هو طفولتي وشبابي وتركني في وقت شيخوختي الوقت الذي أنا فيه بحاجه إليه. لقد فقدت رجلا لا يعوض، بل سيبقى خالدا أبد الدهر، هذا الرجل الذي علم الناس الابتسامة حتى إنه مات وهم مبتسم».
أهدينا للمكتبة الوطنية جزءاً من أرشيف الوالد ليكون جزءاً من أرشيف الكويت ... بشار
مهما تكلمنا عن الراحل فلا يوجد بديل له في الكويت فقط بل بالدول العربية كلها ... الصالح
مهما تكلمنا عن الراحل فلا يوجد بديل له في الكويت فقط بل بالدول العربية كلها ... الصالح