وسط انتشار أمني مكثف في معظم ميادين القاهرة الكبرى، مرت الذكرى التاسعة لثورة 25 يناير 2011 بهدوء أمس السبت، إذ فضلت الدولة المصرية ووسائل الإعلام الرسمية والخاصة الاحتفال بعيد الشرطة الـ68، فيما تذكر رواد مواقع التواصل الاجتماعي مشاركتهم في الثورة بكل فخر، ما كرس من حدية تقييم الحدث الثوري، لكن وسط هذا كله لم يعر المصريون انتباها لدعوات رجل الأعمال الهارب محمد علي للثورة مجدداً، فذهبت دعوته أدراج الرياح.محمد علي، دعا خلال الأسابيع الماضية، إلى تنظيم تظاهرات ضد نظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وهي الدعوة التي تلقفتها المنصات المحسوبة على منصة جماعة «الإخوان» الإرهابية، على أمل تكرار النجاح المحدود لدعوة محمد علي للتظاهر في سبتمبر الماضي التي أسفرت عن تظاهرات محدودة، ولكن نادرة ضد حكومة القاهرة.
لكن هذه المرة حصد رجل الأعمال الهارب إلى إسبانيا، السراب، إذ فضل المصريون الاستمتاع بيوم العطلة الرسمية أمس بالبقاء في منازلهم في ظل طقس شديد البرودة، ولم تعرف القاهرة أي تجمعات باستثناء تجمع محبي الكتب في معرض القاهرة الدولي للكتاب المقام في القاهرة الجديدة، وجاء فشل دعوات التظاهر أمس ليكرس من انهيار شعبية محمد علي الذي صعد على سطح الأحداث في صيف 2019، عبر مهاجمة عدد من رموز الدولة.وعشية الاحتفال بالذكرى التاسعة للثورة التي أطاحت نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، كشف نجله الأكبر علاء مبارك عبر حسابه الشخصي على «تويتر» عن إجراء الرئيس الأسبق (92 عاما) عملية جراحية، وأن حالته مستقرة، لكنه لم يعلن تفاصيل العملية التي تأتي بعد نحو شهر من دخول زوجه سوزان مبارك المستشفى لتلقي العلاج.وكشف مصدر مطلع لـ«الجريدة»، عن أن مبارك أجرى عملية لعلاج فتق جراحي في المعدة الخميس الماضي، وأنه تم نقله بعدها إلى العناية المركزة للاطمئنان على صحته، وأنه استعاد عافيته مع استقرار حالته الجسمانية، وسيخرج من المستشفى العسكري الموجود به حاليا خلال أيام، فور الانتهاء من علاجه إذا لم تحدث أي مضاعفات.
سد النهضة
في سياق منفصل، وفي مؤشر على عدم تحقيق نتائج حاسمة، التزمت مصر الصمت رسميا، ولم تصدر وزارة الخارجية أو وزارة الموارد المائية والري أي بيانات توضيحية عن نتائج جولة الاجتماعات الفنية حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، والتي استضافتها العاصمة السودانية الخرطوم يومي الأربعاء والخميس الماضيين، ليبدو أن جولة التوقيع على الاتفاق النهائية المقررة يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، ستكون صعبة، وقد تنتهي إلى عدم توقيع الاتفاق.وعلمت «الجريدة» أن اجتماعات الخرطوم لم تتمكن من إنهاء الخلاف حول تحديد عدد سنوات الملء وقواعد التشغيل وآلية فض المنازعات، في ظل رغبة إثيوبية في فرض تصور أحادي على مصر والسودان، إذ نقلت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية عن وزير المياه سلشي بيكيلي، قوله إن أديس أبابا ستبدأ في عملية ملء السد نهاية العام الحالي خلال فترة من أربع إلى سبع سنوات، لكنه لم يوضح إذا ما كان ذلك بالاتفاق مع الجانب المصري أم بقرار منفرد من إثيوبيا.وتم إقرار اتفاق مبدئي بين مصر وإثيوبيا والسودان حول سنوات ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، بعد ثلاثة أيام من المفاوضات في واشنطن، بمشاركة وزير الخزانة الأميركية ورئيس البنك الدولي كمراقبين، وانتهت 16 يناير الجاري، مع تحديد يومي 28 و29 يناير لتوقيع الاتفاق النهائي في العاصمة الأميركية، حال تم الاتفاق على بنوده.وحال الوصول إلى طريق مسدود ربما تلجأ القاهرة إلى المسار الذي أعلنه وزير الخارجية سامح شكري، عقب إعلان اتفاق واشنطن المبدئي، إذ عبر عن تفاؤل حذر وقتها وأكد أنه «إذا لم نصل إلى اتفاق نهائي فبالتأكيد يظل مفعول المواد الخاصة باتفاق المبادئ سارياً... فإذا لم يتم التوصل – وآمل ألا يكون هذا هو النتاج- فبالتأكيد سيتم تفعيل المادة الخاصة بحل النزاع».