الذوق العام
البعض للأسف يتصرف أحياناً بما يخالف الذوق العام وعدم احترام الآخرين، مما يشكل إزعاجاً وتذمراً من الآخرين، هذا البعض يرى أنه مميز ويعتبر نفسه أعلى مستوى من الجميع بتصرفاته التي لا تتماشى مع الذوق العام أو كيفية التصرف في بعض الأماكن. فلو نظرنا إلى تصرف بعض الناس في أماكن التجمعات، على سبيل المثال الدواوين أو أماكن احتفالات الزواج وحتى في المقبره، لوجدناهم يتسابقون لكي يتخطوا الآخرين بدون وجه حق، يتخطون الآخرين الذين يحترمون النظام ويقفون في الطوابير حتى لو كانت طويلة والذين يحترمون الذوق العام، فعلى سبيل المثال عندما نذهب للمقبرة لأداء واجب العزاء لأشخاص غادروا دنيانا الفانية، نجد الناس الذين يحترمون النظام يقفون في صفوف قد تكون أحيانا طويلة، في حين يخالف البعض النظام ويأخذون أدوار الآخرين. هذا التصرف غير المقبول نجده أيضا في حفلات الزواج، البعض لا يريد أن يقف في الصف لأنه يعتقد أنه إنسان مختلف عن الآخرين، وهذا التصرف غير المقبول ينطبق على الذين يقفون بسياراتهم سواء مع السائق أو بدونه أمام أماكن العزاء كالدواوين أو أماكن احتفالات الزواج دون شعور بالخجل لأنهم بتصرفاتهم غير المقبولة تعدوا على الذوق العام. هنا أضرب مثالاً شاهدته بأم عيني عندما انتهيت من تقديم واجب العزاء في أحد الدواوين، وعندما هممت بمغادرة المكان وأنا أقود سيارتي فإذا بسيارة يقودها سائق متوقفة في منتصف الطريق، وعندما نبهته لإفساح الطريق لم يهتم، وبعد ذلك تحرك قليلاً، ومن ثم توقف مرة أخرى، ونبهته مرة ثانية فتباطأ في السير، وإذا بالشخص الذي كان ينتظره يأتي بعد أن كان يتحدث مع شخص آخر قريب من السيارة، وركب سيارته مع السائق دون أن تبدر منه كلمة أسف لتعطيله حركة المرور بالطريق، وغادر بعد ذلك، ولمحت وجهه وعرفت أنه كان يتولى منصبا رفيعا سابقا، ويكتب عن القانون واحترامه والذوق العام واحترام الآخرين، وليته لم يُولّ ذلك المنصب لأنه لم يحترم الآخرين ولا يحترم الذوق العام.
وهناك أمثلة كثيرة من شاكلة ذلك الشخص، وهذه الأمور تتكرر في عدة مناسبات لأن أصحاب السيارات هم الذين يعطون التعليمات لسائقي سياراتهم بأن يوقفوها عند باب الديوانية أو الحفل، ويعطلوا المرور، فلا يأبهون بالناس الآخرين ضاربين عرض الحائط بالذوق العام والأخلاق والقانون وعدم احترام الآخرين.