أشاد وزير التجارة خالد الروضان بالعلاقات الكويتية ـــ الأوكرانية، قائلا إن «علاقات الكويت بالدول الصديقة والشقيقة في تطور مستمر، وذلك برعاية ودعم من سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وسمو رئيس الوزراء، ووزارة الخارجية». وأوضح الروضان، خلال رعايته لـ «يوم الوحدة الأوكراني» (العيد الوطني)، الذي أقيم مساء الخميس الماضي في قاعة سلوى الصباح بالسالمية، بحضور حشد من الدبلوماسيين والشخصيات الرسمية والاقتصادية، أن «علاقاتنا تشهد تطوراً مع أوكرانيا. والسفير الأوكراني يبذل جهداً كبيراً في هذا المجال»، مؤكّداً أن «العلاقات التجارية بين البلدين تتطور بشكل سريع جدا، وذلك بزيادة حجم التبادل التجاري بين بلدينا».
بالانوتسا
من ناحيته، ثمن السفير الأوكراني لدى البلاد ألكسندر بالانوتسا «دور الاعلام في تقوية العلاقات بين الدول»، لافتا الى انه «من غير الإعلام لا يمكن للدبلوماسي أن يعمل اي شيء، وذلك لما يقوم به من تقديم معلومات للمتلقين. فالشكر العميق للإعلام الذي يسهل مهمتي في الكويت». وقال بالانوتسا، في كلمته خلال الحفل: «إن علاقة بلاده بالكويت متميزة ومتينة ومتفردة، لكنها تحتاج إلى تطوير، والسفارة تعمل على توطيد هذه العلاقات في المجالات الثقافية والسياسية والرياضية والاقتصادية والعسكرية». وأضاف: «ما نقوم به هو الترويج لأوكرانيا لدى الأصدقاء في الكويت، وتوضيح ما لدى بلادنا من إمكانات في المجالات كافة».وعن أهم الملفات التي يوليها اهتماما للعمل على تطويرها، قال: «أقمنا خلال الأسبوع الماضي أسبوع أوكرانيا في الكويت، وكان أسبوعا حافلا وجيدا، استعرضنا فيه الجانب الثقافي لأوكرانيا، كما أقمنا منتدى اقتصاديا مهما ركز على فرص الاستثمار في أوكرانيا، شارك فيه 25 شركة أوكرانية بالتنسيق مع غرفة التجارة الكويتية التي أظهرت اهتماما كبيرا بفرص الاستثمار في بلادنا». وكشف أنه على استعداد «لإقامة العديد من هذه المنتديات الاقتصادية في الكويت لجلب الاستثمارات الكويتية الى بلدنا، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري فيما بيننا، فضلا عن تعزيز التعاون في مجال التعليم والبحث العلمي والمجال العسكري». وبشأن التعاون العسكري بين البلدين، قال بالانوتسا إن «هناك مفاوضات بين الجانبين في هذا الخصوص، وهذا يحتاج الى المزيد من البحث، نظراً لوجود رغبة في حصول الكويت على معدات عسكرية أوكرانية». وفي رده على سؤال حول وضع العمالة الأوكرانية في الكويت، قال: «ليس لدينا جالية كبيرة، فعددها يقارب 750 أوكرانيا فقط يعملون في مجالات الهندسة والطب والتدريس، وكذلك في مجال الطيران من خلال الخطوط الجوية الكويتية». وعن فتح خط مباشر بين البلدين، أوضح: «نحن نعمل الآن في هذا الشأن مع شركة طيران الجزيرة، والشهر المقبل سنجتمع لإبرام التفاهم وبحث الأمور التقنية المتعلقة ببدء تسيير رحلات، ونأمل أن نشهد انطلاق هذا الخط المباشر الصيف المقبل». وأعرب بالانوتسا عن أمله، أن «يزور أكبر عدد من الكويتيين أوكرانيا، خصوصا لما لمسته من اهتمام كويتي بالاستثمار والسياحة في بلادي الجميلة والآمنة، والتي تعتبر مقصداً سياحياً»، مشيرا الى ان «السفارة أصدرت العام الماضي 3 آلاف تأشيرة، وهذا رقم مهم، خصوصا مع وجود اهتمام لرجال أعمال كويتيين بالاستثمار في بلادنا. وهناك لجان تعاون بين رجال أعمال من البلدين».بالانوتسا: بلادي كتاب مفتوح وموقعنا مميز في العالم
بينما اعتبر السفير الأوكراني ألكسندر بالانوتسا، أن العلاقات الأوكرانية ـــ الروسية «سيئة للغاية نظراً لسياسة روسيا العدائية تجاه بلادي»، وصف العلاقات بين بلاده والكويت، بأنها «قوية جدا»، معربا عن شكره «لسمو الأمير ودعمه لنا. وما أحاول أن أفعله هو العمل على تقوية هذه العلاقات التي تنمو سنة بعد سنة من خلال التجارة والبعثات المتبادلة». وفي ختام «أسبوع أوكرانيا في الكويت»، الذي انطلق في 19 الشهر الجاري، وشهد نحو 22 فعالية مميّزة، أقامت السفارة في مقرها «ورشة عمل» لأبناء أفراد الجالية المقيمين في الكويت، شاركوا خلالها في صنع طبق أوكراني تذوّقه جميع الحاضرين، كما شاركوا في مسابقة «أفضل رسمة» على الورق، وعلى البيض المسلوق، للعلمين الكويتي والأوكراني، إضافة إلى شعار «تريزوب» الأوكراني القديم، الذي بات رمزا لأوكرانيا بعد استقلالها في 24 يناير 1991، والذي يعرف بـ «يوم الوحدة الأوكرانية». ورداً على سؤال عن الهدف من وراء هذا العمل، قال بالانوتسا لـ «الجريدة»: «قبل أن أجيب عن هذا السؤال، دعني أوضح أنني أردتُ أن نُظهر من خلال هذا الاسبوع، جمال أوكرانيا المتطوّرة تقنياً والمتقدّمة علمياً، والهدف الذي أريد تقديمه للكويت حكومة وشعباً، هو أن أوكرانيا مختلفة وقوية، وأنا فخور جداً بكوني أوكرانيا، وأعتقد أن بلادي التي فيها مؤسسات ثقافية وسياسية وعلمية منذ مئات السنين، تستحق أن نكشف معالمها التاريخية والدينية، والمهارات التي فيها، وموقعها الجغرافي على خريطة العالم، وأعتقد أننا نستحق أن نكون في موقع مميز من هذا العالم».وعن الشعارات الموضوعة داخل خريطة بلاده، والتي تمّ عرضها خلال حفل الاستقبال الرسمي وتمت طباعتها على البروشورات التي وزّعت خلال «الأسبوع الأوكراني»، أوضح بالانوتسا «أنها من تصميمي، وهي عبارة عن الكلمات التالية: القوية، الوديّة، الذكية، الأكاديمية، الرياضية، العصرية،الفنية، الموثوق بها، المبتكرة، الذكية، المبدعة، المهنية، الموهوبة، السياحية، المميزة والفريدة من نوعها، التقدّمية، المأكولات اللذيذة، الفعّالة، والتكنولوجيا المتقدّمة». وتابع: «انها كلمات تصف بلدي وتجسّده. ومنذ وصولي الى الكويت في يوليو 2019، والجميع كان يطلب مني معلومات عن أوكرانيا، ومن الصعب أن أصف ما هي أوكرانيا، لذلك، أردت أن أكون دقيقاً جداً في وصفها، وانتقيت كل هذه العبارات التي تصفها منذ القدم، كي يتمكّن الجميع من معرفة، ما هي أوكرانيا، وقد وضعت هذه الصفات، كما ترون في داخل الخريطة».أما السبب وراء إقامة «الاسبوع الأوكراني»، فأوضح بالانوتسا: «انها ليست دعوة فقط ليزورنا الكويتيون، بل أنا أعرض عليهم صداقتنا بقلوب مفتوحة وأدعوهم للاستثمار وللسياحة، وأوكرانيا كتاب مفتوح، ما عليك الا فتحه والقراءة فيه، وهذا ما أعرضه على الكويتيين، أن يأتوا عندنا ويتعرّفوا علينا».وعن تقييمه لأسبوع بلاده في الكويت، قال بالانوتسا: «كان رائعاً للغاية، وأعتقد أن البرامج التي بلغ عددها 22 كانت ناجحة، وهذا ما سمعته من جميع أصدقائي السفراء، وأنا فخور جداً بالعمل الذي أنجزناه».وأشار إلى أنه بفضل دعم حكومة الكويت وجامعتها، ثمة منح دراسية أعطيت لـ 8 طلاب للدراسة في الكويت، موضحا أن «كل يوم جمعة، يتم دعوة أولاد الجالية الأوكرانية، لتعليمهم عن ثقافة أوكرانيا وتاريخها، اضافة الى تقوية لغتهم الأم». ولفت بالانوتسا، في الوقت نفسه، الى أنه «لا حاجة حالياً للتفكير في إقامة مركز ثقافي أوكراني، نظراً لأن الأوكرانيين والكويتيين يتحدثون اللغة الإنكليزية».