في زيارة هي الثالثة له خلال يناير الجاري الذي شهد ارتفاع حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة لأعلى مستوياته في عقود بعد أن قتلت واشنطن قاسم سليماني وردّت الجمهورية الإسلامية بقصف قواعد تستخدمها القوات الأميركية في العراق، أعلنت وزارة الخارجية العمانية عبر «تويتر» أن وزير الدولة للشؤون الخارجية يوسف بن علوي اجتمع مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، في طهران لبحث «أمن الملاحة البحرية في مضيق هرمز».وقالت الوزارة، إن الوزيرين سيجتمعان «لمناقشة العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة، وعلى وجه الخصوص أمن الملاحة في هرمز» الذي تطل عليه السلطنة وإيران.
ويتزايد الحديث عن مساعي وجهود عمانية لتسوية الخلافات بين السعودية وإيران اللتين تبادلتا الأسبوع الماضي رسائل انفتاح، كذلك عن مسار آخر للتوسط بين طهران وواشنطن. وقالت الرياض قبل أيام على لسان وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان، إن دولاً عدة عرضت الوساطة، وانها منفتحة على حوار بشرط واحد هو تخلي إيران عن استخدام العنف لدعم أجندتها الإقليمية.
ترامب وظريف
في غضون ذلك، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، رفضه التفاوض مع إيران شريطة رفع العقوبات عنها، وذلك رداً على اقتراح قدمه أخيراً وزير الخارجية الإيراني.وكتب ترامب في تغريدة عبر «تويتر» نشرها بالإنكليزية ولاحقاً بالفارسية: «وزير الخارجية الإيراني يقول إن إيران ترغب في التفاوض مع الولايات المتحدة لكنها تريد رفع العقوبات... لا شكراُ!»ورد ظريف، أمس، بنشر مقتطف من مقابلته مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية قال فيه إن إيران لا تزال منفتحة على المفاوضات مع أميركا، حتى بعد قتل سليماني، إذا تم رفع العقوبات التي أعاد ترامب فرضها بعد انسحابه الأحادي من الاتفاق النووي الإيراني في 2018.وعلق ظريف على المقتطف بـ«تغريدة» قال فيها: «سيكون من الأفضل لترامب أن يبني بياناته وقراراته المتعلقة بالسياسة الخارجية على الحقائق وليس على عناوين أخبار فوكس نيوز أو ما يقوله مترجموه باللغة الفارسية».وقال: «بالنسبة لنا، لا يهم من يجلس في البيت الأبيض، ما يهم هو كيف يتصرف. يمكن لإدارة ترامب تصحيح ماضيها ورفع العقوبات والعودة إلى طاولة المفاوضات. ما زلنا على طاولة المفاوضات، هم الذين غادروا».جولة أميركية
إلى ذلك، يبدأ ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، اليوم، جولة تشمل سلطنة عمان وإسرائيل.ومن المقرر أن يلتقي شينكر مسؤولين حكوميين في إسرائيل لمناقشة قضايا ثنائية وإقليمية، كما سيشارك في المؤتمر الدولي السنوي لمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب.وفي سلطنة عمان، من المقرر أن يلتقي شينكر «مسؤولين لتقديم التعازي بوفاة السلطان قابوس وإعادة التأكيد على التزام الولايات المتحدة بالعلاقات الثنائية بين البلدين ومناقشة القضايا الأمنية الإقليمية، بما في ذلك أنشطة النظام الإيراني المزعزعة للاستقرار».كما سيجتمع أثناء وجوده في مسقط بقادة في مجال الأعمال لمناقشة فرص زيادة التجارة بين والعلاقات الاستثمارية.روحاني ورئيسي
على صعيد منفصل، عارض الرئيس الإيراني حسن روحاني القرار الجديد الذي اتخذه رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي لتنظيم «الفضاء الإلكتروني»، معتبراً أنه ليس من اختصاص سلطته.وكتب روحاني في رسالة إلى رئیسي، تم نشرها في وكالات الأنباء أمس، إن «مثل هذه الأمور مرتبطة بالمجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني».وكان رئيسي المحسوب على التيار المتشدد قد أصدر، الأسبوع الماضي، قراراً حول «مسؤولية مؤسسة الإذاعة والتلفزیون عن ترخيص وتنظيم قواعد نشر الصوت والفیدیو علی نطاق واسع، في الفضاء الإلكتروني ومراقبته».من جهة أخرى، أعلن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني محمد جواد جهرمي أن 6 أقمار صناعية جاهزة لإطلاقها ووضعها في مدار بالفضاء الخارجي.وجاء الإعلان عشية استعداد طهران لإطلاق القمر الصناعي «ظفر» المخصص لمهام بحثية إلى الفضاء في خطوة من التوقع أن تزيد التوتر مع الدول الغربية التي تتهم الجمهورية الإسلامية بتطوير برنامج تسلحها الصاروخي تحت غطاء غزو الفضاء.