لبنان: جدران حول «السراي» وجدل حول دستورية الموازنة
«حزب الله»: حكومة دياب صفعة لترامب وبومبيو وشينكر
بصرف النظر عن إمكانية وصول النواب والوزراء إلى مبنى المجلس النيابي اللبناني صباح اليوم فيما لو قرر المحتجون إقفال مداخله، هناك جدل يسود الأوساط السياسية والقانونية حيال دستورية جلسة مناقشة الموازنة ومثول الحكومة أمام المجلس النيابي ليس فقط قبل نيلها ثقة البرلمان، بل أيضاً للدفاع عن مشروع موازنة لم ترسله أو تطّلع عليه، كما أنّه أُعدّ من الحكومة السابقة، وسط أوضاع مغايرة سبقت حراك "17 تشرين (أكتوبر)".لم يسبق للمجلس النيابي أن واجه حالة مماثلة، بمعنى التزامن بين وظيفته بإقرار الموازنة ووجود حكومة لم تنل ثقته. رئيس مجلس النواب نبيه بري يبدو مصراً على موعد الجلسة، التي تنقسم حيالها الآراء الدستورية، الحكومة الجديدة المحاصرة بضغط الاحتجاجات لم تعلن موقفا بشأن مشاركتها، وإن كان يحقّ لها استراداد مشروع الموازنة لدرسه أو تعديله أو حتّى نسفه وإرسال مشروع جديد.من ناحيته، أعلن رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميّل "تحفّظ الكتائب على جلسة مجلس النواب المقررة لإقرار موازنة أنجرتها حكومة ساقطة وستدافع عنها حكومة لم تأخذ الثقة".
وأكد الجميّل أن "النهج القديم مستمر والحلّ بالذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة فوراً". وأكد في مؤتمر صحافي عقده أمس، أن "الموازنة تعتريها مجموعة من المخالفات الدستورية، وعلى رأس لائحة المخالفات أن هذه الحكومة جديدة لم تأخذ ثقة المجلس بعد، ولا يحق لها المثول أمامه وهي لم تطّلع على الموازنة القديمة، ولا يحق لها أن تتبناها قبل أخذ ثقة مجلس النواب".وكشف أنه "وصل إلى النواب 3 أوراق من المجلس، وأُبلغنا أنها فذلكة أرسلها وزير المالية الجديد غازي وزني، الذي لا يحقّ له إرسال أي أمر قبل أخذ الحكومة الثقة وتبنّي الموازنة". وتابع: "وزير المالية أرسل الفذلكة بعدها أصدر مكتبه بياناً نفى فيه قيام الوزير بهذا الأمر". وسأل الجميّل: "اذاً من أرسل هذه الأوراق التي تتبنّى بإسم الحكومة الجديدة موازنة الحكومة القديمة؟ هل هناك أشباح في المجلس ترسل أوراقاً للنواب؟ ومن يحق له إرسال هكذا أوراق؟" ورد وزني على الجميّل في تغريدة على حسابه عبر "تويتر"، أمس، نافياً أن "يكون قد أرسل فذلكة جديدة للموازنة إلى مجلس النواب أو أي نص آخر له علاقة بالموازنة"، مؤكداً أنها "موازنة الحكومة السابقة".في موازاة ذلك، وفي توجه واضح نحو مزيد من خنق الاحتجاجات مع انضمام السراي الحكومية إلى أولوية أهداف الحراك ودخولها لإسقاط من فيها، بدأت السلطة تدشيم مقراتها لتعزيز الهوة بينها وبين الناس. وارتفعت، أمس، جدران من جديد حول تلك السراي بعدما حاول المتظاهرون اقتحامها أمس الأول.إلى ذلك، أكّد عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، أمس، أنّ "الحكومة الجديدة هي حكومة العمل والإنقاذ، وليست حكومة مواجهة ولن تكون كذلك"، مشيرًا إلى أنّها "ستعمل على إنقاذ ما تبقى من المؤسسات ووقف الانهيار ومواجهة الفاسدين". ولفت إلى أنّ "حزب الله سيكون في طليعة الداعمين للحكومة، ولكنه في نفس الوقت سيكون في طليعة من يراقب أداءها". وختم: "في بيروت كان تشكيل الحكومة صفعة للرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو وديفيد شينكر(مساعد وزير الخارجية الأميركي) ولكل رجال الإدارة الأميركية الذين راهنوا على الفوضى وحصار المقاومة وإخضاع اللبنانيين".