بلغ الطلب المحلي على شبكات البيانات الضخمة والحوسبة السحابية في عدد من دول الشرق الأوسط، تتصدرها الإمارات، ضعف الطلب العالمي، وفق الرئيس التنفيذي لشركة أفيفا العالمية للحلول السيبرانية وتقنيات الذكاء الاصطناعي كريغ هايمان، الذي حدد 5 تقنيات رئيسية تستهدف اقتصاد المستقبل، وتتراوح نسب الطلب بين 40 و60 في المئة بالسوق المحلي والأسواق الإقليمية، وتشمل إنترنت الأشياء، وحلول التنقل المؤسسي، والحوسبة السحابية، ومحاكاة النماذج، والمسح الضوئي بالليزر.وأرجع نمو الطلب، وفق دراسة شاملة قامت بها الشركة، إلى التوسع في حجم المشاريع بالقطاعات الرئيسية كالنفط والغاز والطاقة المتجددة، وبناء حقول الطاقة والصناعات التحويلية، إلى جانب تضاعف حجم الإنفاق والميزانيات المخصصة للتحول السيبراني.
وأضاف هايمان، على هامش أعمال ملتقى عالم أفيفا، الذي عقد في أبوظبي، أن منطقة الشرق الأوسط تستحوذ على ثلث العقود التي تنفذها الشركة حاليا، فيما يختص السوق الإماراتي بنسبة تتراوح بين 10 و15 في المئة منها، مع توسعها بالأخص في العقود المنفذة مع شركتي أدنوك والإنشاء البترولية.
التحول والطلب
وسلط هايمان الضوء على الفرص المواتية لأنشطة مزودي خدمات الطاقة العالمية في أسواق دول الخليج بشكل خاص، لاسيما أن التحول والطلب على الذكاء الاصطناعي بالمنطقة لا يزال تحت نسبة 45 في المئة، مقارنة بالنسبة العالمية التي تتجاوز 60 في المئة. وبشأن ترتيب الكويت واستعدادها في مجال الحلول السيبرانية، أفاد بأن الكويت تحتل مكانة وترتيبا جيدا بمنطقة الشرق الأوسط في هذا المجال، كما أن لديها الإمكانات في التوسع بشكل أكبر بهذا القطاع.وأضاف: «تبرز أهمية المنطقة في أن الحاجة إلى الذكاء الاصطناعي تتجسد بالصورة الأكبر في قطاع الطاقة والمرافق وقطاع النفط والغاز، إلى جانب مشاريع المعالجة والتكرير والأنشطة الأساسية»، مبينا أن الأمن السيبراني شكل بدوره الطلب الأكثر إلحاحا بتلك الأسواق، في ظل حاجة قطاعات رئيسية، مثل التعدين وتكرير النفط والغاز والطاقة والمرافق والقطاع البحري.تحول تقني
من جانبه، كشف نائب الرئيس الإقليمي للشرق الأوسط لدى «أفيفا» محمد عوض، في تصريحات على هامش الملتقى، أن الشركة تستعد حالياً لتنفيذ المرحلة الثالثة من مشروع التحول التقني الذي تنفذه مع شركة أدنوك، باستخدام الشبكات الضخمة وتقنيات الأبعاد الثلاثة، استكمالا للنجاح الذي حققته في المراحل السابقة عبر تنفيذ مشروع بانوراما لمراقبة كل عمليات وأنشطة مشاريع الغاز والنفط الخاصة بـ»أدنوك»، بدءا من عمليات الإنتاج وأنشطة المكامن وصولا إلى أنشطة تحميل وتصدير الخام، إلى جانب شبكة الصيانة التنبؤية التي تكفل وضع خطط استباقية لمواجهة الأعطال والأزمات المفاجئة، بما يقلل تكلفة تلك الخطط بشكل واضح.وأرجع عوض التباطؤ النسبي في الطلب على الذكاء الاصطناعي في المنطقة إلى أن المنطقة تحتاج إلى المزيد من الوقت لتعزيز التحول نحو الذكاء الاصطناعي وتطبيق التجارب التي سبقتها إليها بعض الدول، لاسيما الأسواق الأوروبية وأميركا.وتوقع أن تشهد السنوات العشر المقبلة تحولا جذريا وتطورات هائلة في أسواق الشرق الأوسط، عبر إيجاد خدمات جديدة مبتكرة وأكثر مطابقة مع الذكاء الاصطناعي.تجارب رائدة
من ناحيته، تحدث الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك لمعالجة الغاز د. سيف الناصري، خلال الملتقى، عن نجاح مشاريع النفط والغاز في تعزيز التحول التقني والتوسع نحو شبكات البيانات الضخمة في تطوير أداء القطاع وتخفيض التكلفة وتحسين مستوى الإنتاجية بشكل واضح.وأشار د. الناصري إلى التجارب الرائدة التي تبنتها «أدنوك» على هذا الصعيد، مضيفا أن قطاع النفط والغاز الإماراتي مقبل على نقلة نوعية في تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي، في ظل استراتيجية «أدنوك» نحو تعزيز هذا التحول وتوسيع الاعتماد على تقنيات المستقبل.