هذه الكلمات الثلاث تشرح الواقع الحضاري الذي تعيشه جمهورية الصين "تايوان"، والتي تبلغ مساحتها 36.197 كلم2، إذ إن تلك الحضارة المتقدمة التي تتلمسها وتشاهدها بمجرد أن تصل الطائرة إلى تايوان حيث تُشاهد من الجو قبل الهبوط عدداً من مولدات الطاقة الكهربائية النظيفة التي تعمل عن طريق الرياح، إضافة إلى استخدام الألواح الشمسية التي تصنع في تايوان في العديد من المواقع. الحضارة التايوانية لا تكمن في التكنولوجيا فقط، ولكن سرها في الشعب التايواني الذي أحب بلده فأخلص إليه، وتجد ذلك الإخلاص في كل شيء، في التعامل والترحيب الفائق مع ضيوف تايوان من أصغر مسؤول في المطار لأكبر مسؤول في الدولة، وفي نظافتها وفي المحافظة على بيئتها الطبيعية بدون تلوث، واستغلال مواردها المختلفة في العديد من الصناعات المتقدمة والتي تصدر إلى جميع البلدان على مستوى العالم، إضافة إلى العلاقات الدبلوماسية العالمية مع بلدان العالم، والتي جعلت منها يداً ممتدة للتبادل الثقافي والحضاري، لما يعزز رفاهية الشعب التايواني.
وفي دعوة خاصة للكويت، ممثلة بجريدة "الجريدة"، كانت الرحلة إلى تايوان ضمن وفد إعلامي من قرابة 13 دولة للتعريف بالحضارة التايوانية بمختلف مناحيها، استغرقت الرحلة قرابة 9 ساعات بالطائرة من الكويت حتى الوصول إلى تايبيه عاصمة تايوان، والتي يقطنها شعب الهان الصيني بنسبة تزيد على 95 في المئة، إضافة إلى العديد من المجموعات مثل "الهولو والهاكا" التي تعود أصولها إلى البر الصيني. منذ اللحظات الأولى للوصول تلاحظ مدى الرقي والتقدم الحضاري في الأبنية وفي التعامل داخل المطار رغم الزحام الشديد في بعض الأوقات لكثافة الرحلات وتعدد الجنسيات التي تصل إلى تايوان، إلا أن الكل في المطار في خدمة الزائرين ولا تشعر بلحظة أنك غريب بل تجد الابتسامة على وجوه الجميع والعمل على سرعة إنهاء أوراق الدخول إلى تايوان.
ديمقراطيتها
يفتخر الشعب التايواني بديمقراطيته المشكلة منها الحكومة مع تعدد الأحزاب السياسية، ويفتخرون كذلك برئيسة تايوان وهي الرئيسة المحبوبة لدى شعبها "تساي اينج واين" والتي يوجد لها صورة كبيرة في القصر الرئاسي الكائن في منطقة "Zhongzheng" في العاصمة تايبية، التي يلتقط بجوارها الضيوف العديد من الصور التذكارية.وكان للوفد الإعلامي المتعدد الجنسيات زيارة للقصر الرئاسي، وتعرف عن قرب على تاريخه والأحداث الكبيرة التي شاهدها.الطبيعة فيها
تعد جزيرة تايوان من الجزر ذات الجمال الفائق، إذ تكتسي تايوان المكونة من عدة سلاسل جبلية بالأشجار الطبيعية، لذلك تعد تايوان محمية طبيعية، فحوالي 20 في المئة من أراضيها تعد مناطق محمية، وأينما تنظر تجد الجبال الشاهقة التي تناطح بارتفاعها السحب، والمكسية بالأشجار، ويعتبر جبل "جيد" في تايوان أعلى قمة جبلية في شرق آسيا. وتقع جمهورية الصين "تايوان" في غرب المحيط الهادي ما بين اليابان والفلبين وتمتد سلطاتها وسيادتها إلى جزر "بينغو وكينمين وماتسو"، إضافة إلى العديد من الجزر الصغيرة الأخرى، وتقارب مساحتها الإجمالية 36.197 كلم2، أي أن حجمها يقارب حجم هولندا.جنة الذواقة
الغذاء هو أولوية قصوى للشعب التايواني في حياتهم اليومية، ويقال إنه في أي شارع بتايوان، إذا كنت تسير على ثلاث خطوات، فهناك متجر صغير للأطعمة، وعند المشي خمس خطوات، يجب أن تصطدم بمطعم آخر، يتم تقديم جميع أنواع الأطعمة الإقليمية، من الجنوب إلى الشمال، وغيرها من الأطعمة التقليدية، وتتوفر أيضاً الوجبات السريعة الحديثة، وقد جعل هذا ثقافة الطهي في تايوان متنوعة للغاية.ونظراً، لأن تايوان هي المكان الذي تتلاقى فيه ثقافات العالم اليوم، يمكن العثور على الطعام من جميع أنحاء العالم.
أصالتها
وتتعلق أصالة تايوان إضافة إلى حضارتها الصناعية والتكنولوجية المتطورة بالكثير من الصناعات، وبالتعليم والصحة والبناء والطرق والتكنولوجيا المختلفة، إضافة إلى طبيعتها الخلابة، إذ تضم تايوان سلسلة جبال يوجد بها العديد من القمم التي تصل إلى حوالي 3 آلاف متر، بينما تحتل التلال أكثر من نصف مساحتها، إضافة إلى الجبال البركانية والسهول الساحلية والأحواض.جنة زراعية
وتقع تايوان في مسار تيارات المحيط الدافئة على الساحل الشرقي لقارة آسيا، وتمتاز خصائصها الطبيعية بشكل مميز بنطاق واسع من المناطق المناخية من الاستوائية إلى المعتدلة، إضافة إلى أنها تمتلك تربة خصبة، وتتميز بسقوط مطري متكرر يجعل من تايوان جنة زراعية، إذ يمكن زراعة أي نوع من الخضار والفواكه، إضافة إلى زراعة الشاي، الذي يعد مشروبا ذات أهمية كبيرة في تايوان.العجائب الترفيهية
وتعد تايوان من العجائب الترفيهية للزوار والمواطنين، ففي الشتاء يمكن مشاهدة سقوط الثلوج على منحدرات جبال هيهوان في مقاطعة نانتو، ومن ثم السفر قرابة 200 كيلومتر إلى مقاطعة بينغتونغ المعتدلة للاستمتاع بالغوص بين الشعب المرجانية عبر الجهة الجنوبية من الجزيرة، إضافة إلى أن الجزر الصغيرة التابعة لتايوان تملك خصائص طبيعية مميزة مثل الأعمدة البازلتية في جزر بينهو والينابيع البحرية الساخنة على سواحل جزيرة غرين وجزيرة قويشان.الإرث الثقافي
ويقدر الشعب التايواني بشكل كبير إرثه الثقافي، الذي يعود إلى 16 قبيلة تتحدث "الأسترونيزية" رسميا، وتبذل المؤسسات العامة والخاصة جهودا لإعادة إحياء لغاتها وثقافتها، وتعد تايوان حالياً قلباً مفتوحا يتطلع إلى الأمام من خلال التقاء التيارات الإنسانية التي ساعدت على دمج تلك التيارات مع حضارات عالمية مختلفة بطريقة متميزة ومتنوعة.«القصر الوطني»
كان للوفد في آخر أيام الرحلة زيارة لمتحف القصر الوطني الذي أسس في عام 1965، وهو يضم واحدة من أكبر مجموعات القطع الأثرية والأعمال الفنية التي تخُص الإمبراطورية الصينية على مستوى العالم، ويُقدّر عدد القطع الأثرية بنحو 700 ألف قطعة، ومن خلال المتحف يمكن استكشاف التاريخ الصيني العريق عبر القطع الفنية التي كانت ملكا يوماً ما للأباطرة الصينيين.
عهود الاستقرار الخمسة:
1 - الرعاية المجتمعية وضعت الرئيسة تساي اينج وين عهوداً خمسة للاستقرار الاجتماعي في تايوان، تبدأ تلك العهود بالرعاية المجتمعية، التي تتمثل في تعزيز خدمات رعاية الأطفال في المنشآت العامة وغير الربحية، ورفع خدمات الرعاية المجتمعية طويلة المدى لكبار السن والمعاقين، وخلق فرص عمل، وتعزيز الاقتصاد المحلي من خلال تطوير الخدمات الطبية والرعاية المحلية. 2 - المعاشات المستدامة وجاء العهد الثاني من تلك العهود متعلقاً بالمعاشات المستدامة، ومن خلاله يتم تنظيم مؤتمرات الشؤون الوطنية لمناقشة أنظمة التقاعد الرئيسية، وتلبية اثنين من المتطلبات الأساسية وخاصة الحاجات الأساسية لكبار السن، ومخططات التقاعد التي تحافظ على التوازن بين الدخل والنفقات، إضافة إلى الالتزام بالاستراتيجيات التالية: إنفاذ التغييرات بشكل تدريجي، وتبسيط الأنظمة المعقدة، ورفع سن التقاعد بشكل ملائم، والانتقال تدريجيا نحو معدل استبدال الدخل المعقول. 3 - الحياة السهلةدعا العهد الثالث إلى تنظيم أو بناء 200 ألف وحدة اسكان اجتماعي للايجار خلال 8 سنوات، وضمان أن وحدات الإسكان الإجتماعي الجديدة ملائمة لسكن كبار السن والمعاقين، وتعزيز تجديد المنازل والمجتمعات القائمة لتحسين إمكانية الوصول إليها من السكان كبار السن. 4 - سلامة الغذاءالعهد الرابع تعلق بسلامة الغذاء في تايوان، إذ دعا إلى اعتماد سلامة الغذاء بشكل أكثر صرامة ليتطابق مع المعايير الدولية "الآيزو 22 ألفاً" وتحليل المخاطر ونقاط المراقبة الحساسة، مع إنشاء نظام تتبع شامل للمنتجات الزراعية وتحسين إجراءات معالجة الأغذية والمنتجات الزراعية. 5 - السلامة العامة ويأتي العهد الخامس متعلقا بالسلامة العامة في تايوان، إذ أعطى الأولوية لبرامج مكافحة المخدرات ومكافحة الاحتيال، إضافة إلى تعزيز سلامة النساء والأطفال، ومحاربة الجريمة المنظمة، والاستخدام غير القانوني للأسلحة النارية، وبناء آليات تبادل المعلومات لمساعدة سلطات إنفاذ القانون في داخل البلاد وخارجها.الشؤون الخارجية
إن جمهورية الصين تعتبر دولة ذات سيادة ومستقلة، وتحافظ على شؤونها الخارجية الخاصة، كما هو منصوص عليه في دستورها، وتسعى تايوان إلى المحافظة على خطوط تجاور جيدة مع البلدان الأخرى، واحترام المعاهدات وميثاق الأمم المتحدة، وتعزيز التعاون الدولي، وحماية العدالة الدولية، وضمان السلام الدولي.وتسعى تايوان إلى ضمان بيئة محفزة للمحافظة على التطور للمدى الطويل للأمة، وتلتزم الحكومة بمنهجيتها في الدبلوماسية الواقعية والتي تهدف إلى تقديم المساعدات المتبادلة لتحقيق المنافع التبادلية، إضافة إلى بناء علاقات شاملة مع الحلفاء الدبلوماسيين والبلدان التي تشارك القيم المشتركة في الحرية والديمقراطية، وضمن هذه المنهجية فإن التركيز على العمل الدبلوماسي للبلاد ينتقل من تزويد المساعدة الخارجية من جانب واحد إلى حوار ثنائي الجانب مع مشاريع تعاون ثنائية الجانب تأخذ بعين الاعتبار التطور بين الأسواق وبين الصناعات.التعاون الاقتصادي
وتسعى تايوان إلى توسعة التعاون الاقتصادي والتجاري واستثمار المواهب وتشارك الموارد والروابط الاقليمية مع 10 مؤسسات من الدول الأعضاء في جنوب شرق آسيا، و6 دول بجنوب آسيا وأستراليا ونيوزيلندا، إضافة إلى إنشاء نوع جديد من التعاون القائم على المنافع المشتركة، وتقيم علاقات دبلوماسية مع بلدان العالم من خلال روابط متينة منها بلدان في أميركا الوسطى والمحيط الهادي ودول الشرق الأوسط والدول العربية وأوروبا وإفريقيا.المشاركة الدولية
ولدى تايوان عضوية كاملة في 37 منظمة حكومية وهيئاتها الفرعية، بما يشمل منظمة التجارة العالمية ومنتدى التعاون الاقتصادي لدول أسيا والمحيط الهادي وبنك التنمية الآسيوي وبنك أميركا الوسطى للتكامل، إضافة إلى أنها تتمتع بمنصب رائد بين الحكومات الدولية، والهيئات التابعة لها، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، ولجان منظمة التعاون الاقتصادي والتطوير.وتسعى تايوان إلى المحافظة على السيادة الوطنية والكرامة والتقدم في رفاهية شعبها، إضافة إلى مشاركتها الدولية، ودعم مشاركتها في الوكالات المتخصصة للأمم المتحدة والآليات التي تركز على الرفاهية والتنمية مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الطيران المدني الدولي، واتفاقية إطار عمل الأمم المتحدة للتغير المناخي.تايبيه 101
برج تايبيه 101 هو ناطحة سحاب فائقة الارتفاع تقع في الحي التجاري في تايبيه، ويُعد بمنزلة أعجوبة تكنولوجية حديثة، ذات معالم الجذب السياحي، ومع إمكانية الوصول إلى المترو بجانب المبنى مباشرةً، يُعد موقع تايبيه 101 سهلاً للوصول إليه عند زيارة تايبيه، كما أنه لا يقع في منطقة نائية.وتتميز ناطحة السحاب العملاقة تايبيه 101 بأسلوب معماري متميز وعصري يشبه الصناديق المكدسة والمتداخلة، وهو معلم بارز لمنطقة شينيى في تايبيه. بدأت عملية بناء تايبيه 101 في عام 1999، وتم الانتهاء منه في عام 2004. وسُمي المبنى باسم تايبيه 101 لأنه يضم 101 طابق، .