خالد الشيخ: اضطررت إلى التمرد والابتعاد عن المشهد الفني
يحيى حفلين غنائيين بعنوان «دفتر الكويت» مساء اليوم وغداً بمركز جابر الثقافي
التقى الفنان البحريني خالد الشيخ جمهور «حديث الاثنين» في حوار بعنوان «على هوامش دفتر الكويت».
يتمتع الفنان البحريني خالد الشيخ بشخصية استثنائية، هو إنسان غير متوقع، ودود في حديثه، وصريح إلى أبعد الحدود، ولعل من يتابع لقاءاته يلمس ذلك ويدرك جيداً أنه فنان تلقائي وآراءه مبنية على قناعات تشكلت على مدار سنوات، وتجلى ذلك لكل من توافد على القاعة المستديرة في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي مساء أمس الأول ليتابع استضافته تحت مظلة حديث الاثنين "على هوامش دفتر الكويت" في حوار أدارته شروق مظفر، وسلط الشيخ الضوء على محطات من مشواره الفني والإنساني بين الكويت والبحرين.وتطرق الشيخ إلى عودته لمحبيه في عرض بعنوان "دفتر الكويت"، يقام مساء اليوم وغداً على المسرح الوطني بمصاحبة الفنان عبدالقادر الهدهود، والفنان مطرف المطرف وفرقة مركز جابر الموسيقية، ليقدم أجمل أعماله التي رسخت في أذهان مستمعيه ورافقتهم طوال سنوات إنتاجه الفني الثري، واتسم حديث الشيخ بالبساطة والعمق، واستحق أن يستقبله الحضور في القاعة المستديرة بعاصفة من التصفيق.
الضحالة
يقول خالد رداً على سؤال حول ما يستهويه حالياً من موسيقى وأغنيات: "أنا على قناعة بضرورة ألا يخضع الإنسان للفنان، لذلك أصبحت لا أسمع موسيقى أو غناء إلا فيما ندر، وإذا شعرت بالحاجة إلى ذلك، مثل المريض عندما يشعر بالألم يذهب إلى الصيدلية بحثاً عن دواء.ويستطرد في السياق ذاته: "الواقع والسائد منذ خلق الله الكون أن الجيل الجديد دائماً ما يكون في دائرة الانتقاد، ويتهم بالضحالة، بينما الجيل القديم هو الأصيل، اليوم أشعر أن الضحالة لم تعد مرتبطة بجيل قديم أو جديد، لكن أزعم أن المجال الغنائي ما يعبر عنه أكثر شيء هي ضحالتنا".ويتوقف الفنان البحريني عند تجربة التوزيع الموسيقي خلال حقبة الثمانينيات مقارنة بالفترة الحالية فيقول: "في ذلك الوقت كل معلوماتنا عن التوزيع الموسيقي كانت تنحصر في أن الناي يعزف جملة ثم يعزف القانون جملة والعود أخرى وهكذا، وأذكر أن د. سمحة الخولي رحمها الله كانت ترى أننا شوهنا فكرة التوزيع الموسيقي، بينما تبدل الوضع اليوم، وأصبحنا في عصر التنظيم.ازدهار الكويت
ويعتبر الشيخ أن منطقة الخليج لفترة ما كانت تستقبل ما يصلها من شتى ألوان الفنون، مشيراً إلى أن الكويت كانت مزدهرة خلال تلك الحقبة.وأضاف أن الكويت شهدت حينها حالة من النشاط الفني تمثلت في استحداث فرقة موسيقية في الإذاعة، واستقدمت الكويت خيرة المدرسين من العالم العربي على سبيل المثال لا الحصر من مصر نجيب رزق الله، وميشيل المصري، ثم تمدد اهتمام الكويت للمعاهد الخاصة والحفلات، وواكب تلك الفترة تهذيب بعض الألوان الغنائية الشعبية وتقديمها بصورة مختلفة على أيدي الفنان شادي الخليج.ويرد خالد على علاقته بالشعر لاسيما اللغة العربية بشفافية حيث كشف أنه أخطأ كثيراً في حق اللغة العربية لأنه كان مأخوذاً بالموسيقى، وقال: "ارتكبت أخطاء فادحة في اللغة العربية، وأحياناً كنت أتعامل معها بجهل كبير، لأنني كنت مأخوذاً بالموسيقى".المرحلة الذهبية
ويصف الفنان البحريني الفترة التي عاشها في بالكويت خلال السبعينيات بإحدى المراحل الذهبية، "فقد شهدت تلك الفترة حراكاً طلابياً ثقافياً وسياسياً وحراكاً نقابياً مميزاً، كانت الكويت ومازالت تنبض بالحياة، الأجواء كانت مشبعة بالسياسة والثقافة، كان ينظر لمن لا يقرأ بأنه أميّ.وكان لتجربة الشيخ في تلحين قصيدة "عيناكِ" للشاعر نزار قباني نصيب من الحديث حيث قال: "صاحب الفضل في أن ألحن تلك القصيدة صديقي أحمد مطر، وخلال أحد لقاءاتنا سحب الديوان من المكتبة وفتحه على هذه القصيدة، وقال لي سوف تغنيها، وبالفعل لحنتها وحرص على تسجيلها لكنها ظلت عندي فترة إلى أن زار نزار قباني البحرين ووجهت لي الدعوة لنفاجئه بالقصيدة، وذهبت والتقيت هناك د. سعاد الصباح ود. غازي القصيبي وغنيت القصيدة وأعجب نزار بها.ابتعاد وتمرد
واعتبر خالد أن ابتعاده عن المشهد الفني وتقديم الحفلات نوع من التمرد، "الذي يضطر له الفنان وليس ما يرغب فيه، أنا مضطر أن أفعل ذلك، بسبب الصراع مع الشكل الموسيقي الذي أقدمه، لأنني كنت حبيس منطقة متوقعة عند الجمهور أحتاج إلى مغادرتها لمناطق أخرى، ودائماً ما كان يقول لي الشاعر قاسم حداد أنت تفتح نافذة واحدة فقط على المشهد الموسيقي، هناك نوافذ أخرى تستطيع أن تشاهد منها أنماطاً أخرى من الموسيقى".وتطرق الشيخ إلى المشروع الغنائي الذي كان يفترض ان يجمعه والفنان عبدالكريم عبدالقادر قائلاً: "الأغنية التي كان يفترض أن تذهب لبوخالد تقول كلماتها " أنا قطيرة ندى تمشي على غصونك ليش يا صبح تتأخر" والتقيت الفنان عبدالكريم عبدالقادر في إذاعة الكويت وعندما قدمت له الأغنية قال "هذا الصبح مال مناخ" ورفض غناءها، ولحنت بعد ذلك أربع قصائد كتبها الشاعر علي الشرقاوي موجودة إلى الآن باسم الصوت الجريح.وتحدث خالد عن حفله "دفتر الكويت" المقرر أن يقام اليوم وغداً على المسرح الوطني بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي قائلاً: "من المشروعات التي كانت مطروحة على الأخوة في مركز جابر الثقافي واستعرضنا أكثر من فكرة إلى أن وصلنا إلى دفتر الكويت، ليكون المشروع الذي نقدم من خلاله بعض الأغنيات ونتحرك في إطار احتفاء بخالد الشيخ الذي كتب هذا الدفتر للكويت وبكل الناس الذين تعرفت عليهم فيها".من أجواء اللقاء
• استقبل الجمهور خالد بعاصفة من التصفيق ووقف لهم طويلاً ليرد التحية• قدم الشيخ عدداً من الأغنيات على أنغام العود ولبى طلب الجمهور• وجه الشيخ تحية للشاعر الراحل فائق عبدالجليل عندما قدم إحدى قصائده• إحدى الحاضرات تمنت على خالد أن يغني بلهجته البحرينية المحببة• تحلّق الجمهور حول الشيخ عقب انتهاء الأمسية لالتقاط الصور التذكاريةتعاون ناجح مع فنانين عرب
ولد خالد الشيخ في البحرين عام 1985، وبعد إتمام دراسته الثانوية، انتقل إلى الكويت ليلتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ثم إلى القاهرة للدراسة في المعهد العالي للموسيقي (الكونسفتوار)، قبل أن يعود إلى البحرين للعمل مدرساً لآلة العود في المعهد الموسيقي ثم موظفاً بوزارة الإعلام فيها. وبرز اسمه لأول مرة في عام 1982، عندما لحن للفنان البحريني الكبير أحمد الجميري قصيدة "شويخ من أرض مكناس"، فكان للأغنية صدى واسع تجاوز دول الخليج العربية وفي عام 1983، أصدر ألبومه الأول، "كلما كنت بقربي"، الذي تبعه عدد من الألبومات كان آخرها "اسمي وميلادي" في عام 2005؛ إضافة إلى تعاون ناجح مع فنانين عرب.
خالد الشيخ يرى أن المجال الغنائي يعبر عن ضحالتنا ويعترف بأنه تعامل مع اللغة العربية بجهل