زعم مصدر بـ "فيلق القدس" التابع لـ "الحرس الثوري" الإيراني في تصريحات لـ "الجريدة"، أن طهران زوّدت العديد من حلفائها و"طالبان" بصواريخ أرض- جو، تُحمَل على الكتف، ومدت الحركة الأفغانية المتمردة بمعلومات استخباراتية لاستهداف طائرة عسكرية أميركية صغيرة، تحطمت أمس الأول بأفغانستان، اعتقاداً منها أن على متنها رجل الاستخبارات الأميركي مايكل داندريا، الملقب بـ "آية الله مايك"، الذي تتهمه طهران بأنه خطط لعملية قتل قاسم سليماني في بغداد.وأكد المصدر أن "الحرس الثوري أبلغ طالبان وحلفاء إيران أنه يرصد بعض الطائرات العسكرية الأميركية وقادة عسكريين وأمنيين أميركيين بالمنطقة، وعرض دفع مكافأة كبيرة لمن يسقط هذه الطائرات"، مشدداً على أن "الصواريخ لا يجب استعمالها إلا للعمليات التي تطالب بها طهران".
وأشار إلى إيران تمكنت من رصد داندريا، الذي تعتقد أنه أحد كبار مسؤولي جهاز الاستخبارات CIA والعقل المدبر لقتل سليماني، ومن قبله عماد مغنية، بعد تلقيها معلومات من أجهزة مخابرات روسية تفيد بأن طائرته ستمر بأجواء ولاية غزني الأفغانية. وبحسب المصدر فإن طهران أمدت "طالبان" التي تبنت إسقاط الطائرة بالمعلومات.وأضاف أن الطائرة التي تم استهدافها، تعود لقيادة استخباراتية وتحمل أجهزة رادار واتصالات قوية جداً وظيفتها تنسيق العمليات بين القوات الجوية وعملاء الاستخبارات على الأرض، وهي تتبع للوحدة 430 من القوات الجوية الأميركية، وتتركز مهمتها في أفغانستان لكن قيادة العمليات الأميركية استعانت بها في تنفيذ عملية بغداد، حيث حلقت بالأجواء العراقية بحماية 4 طائرات من طراز "أف 15" لحمايتها.وادعى المصدر أن الإيرانيين استطاعوا أن يرصدوا الطائرة في الأجواء العراقية، ورصدوا اتصالات بينها وبين واشنطن، حيث لعب داندريا دور المنسق الرئيسي بقتل سليماني، ومن وقتها أضحى أحد الأهداف الإيرانية، وحتى لو تبين أنه لم يكن على متن الطائرة التي تحطمت فإن الإيرانيين لن يهدأوا قبل قتله.ولفت إلى أن خطوة التسليح الإيرانية غير المسبوقة جاءت بعد التهديدات التي أطلقتها القيادة الأميركية ضد قادة "الحرس" وضرورة الرد على قتل سليماني بشكل يعطي درساً للأميركيين كي لا يقوموا بعملية مماثلة لضربة بغداد، لافتا إلى أن اللواء إسماعيل قآني خليفة سليماني استطاع إقناع قادة "الحرس" بأن السبيل الوحيد لوقف الأميركيين والإسرائيليين هو الرد بـ "صفعتين مقابل كل صفعة".وشدد المصدر على أن "عملية اغتيال داندريا ستتبع بعمليات أخرى تشمل البر والبحر، وتستهدف كل من كان ضليعاً في قتل سليماني، ولا حاجة لإيران أن تعلن مسؤوليتها طالما تلقت واشنطن الرسالة".إلى ذلك، قال مسؤول عسكري أميركي، إن واشنطن انتشلت رفات أشخاص من الطائرة العسكرية الأميركية التي تحطمت بمنطقة تسيطر عليها "طالبان" في أفغانستان، مضيفاً أن الجيش يقوم بعملية تحديد هوية الرفات.الجدير بالذكر أن داندريا يبلغ من العمر 62 عاما، وقد اعتنق الإسلام، وتم تكليفه في 2017، برئاسة مركز "مهام إيران" التابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، في حين تشير تقارير إلى أنه تولى أيضا ملفات العراق وأفغانستان، علاوة على أنه كان شخصية رئيسية في البحث عن زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن.
دوليات
طهران ساعدت «طالبان» لإسقاط الطائرة الأميركية لقتل «آية الله مايك»
29-01-2020