على الرغم من حالة التوتر بسبب انتشار فيروس كورونا الجديد، استقرت الأسهم الأميركية في تداولات الأمس، بدعم من ارتفاعات أسهم أبل، بيونغ، جنرال إلكتريك، وإن قلصت المخاوف من تداعيات تفشي فيروس كورونا الجديد من المكاسب.

وعقب قرار بنك الاحتياطي الفدرالي تثبيت معدل الفائدة، عند النطاق بين 1.75 و 1.50 في المئة، صرح جيروم باول رئيس الفدرالي بأن المركزي سيكون مرناً بشأن حيازته من الأصول في الفترة المقبلة.

Ad

وحذر باول من أن فيروس كورونا الجديد يخلق حالة من عدم اليقين في الأسواق ويهدد بمزيد من التباطؤ في الاقتصاد الصيني.

وجاء ذلك بعد أن صوت أعضاء الفدرالي بالإجماع على إبقاء أسعار الفائدة ثابتة دون تغيير في اجتماع البنك الأول لهذا العام.

وعزا الفدرالي تثبيت الفائدة إلى استمرار النمو الاقتصادي بوتيرة معتدلة، وسوق العمل القوي.

يشار إلى أن التخفيض الأخير للفائدة كان في أكتوبر الماضي ليكون بذلك الفدرالي قد خفض الفائدة ثلاث مرات في 2019 متعهداً بإبقائها مستقرة في النطاق الحالي بين 1.5 في و1.75 في المئة إلى حين حدوث تغير جذري في النظرة المستقبلية للاقتصاد الأميركي.

وقالت اللجنة صانعة السياسة النقدية للبنك المركزي الأميركي في بيان، إن قرار الإبقاء على سعر الإقراض لليلة واحدة في نطاق بين 1.50 و1.75 في المئة اتخذ بالإجماع. وأضافت قائلة "مكاسب الوظائف متينة، ومعدل البطالة يبقى منخفضاً".

ولا يتضمن بيان مجلس الاحتياطي الاتحادي تغييراً يذكر عن بيانه الذي أصدره بعد اجتماعه في ديسمبر، إذ قال إن سعر فائدة الأموال الاتحادية الحالي "ملائم لدعم توسع مستدام للنشاط الاقتصادي"، بما في ذلك نمو مستمر في الوظائف وزيادة في التضخم إلى المستوى الذي يستهدفه البنك المركزي والبالغ 2 في المئة.

ولم يقدم مجلس الاحتياطي توجهاً جديداً بشأن برنامجه الحالي لشراء ما قيمته 60 مليار دولار شهرياً من أذون الخزانة الأميركية لضمان سيولة كافية في الأجل القصير في أسواق التمويل المصرفي.

وفي قرار ذي صلة، زاد مجلس الاحتياطي الفائدة التي يدفعها للبنوك على فائض الاحتياطيات بمقدار خمس نقاط أساس إلى 1.60 في المئة، وهو تعديل فني يقول مسؤولون إنه ضروري للإبقاء على سعر فائدة الأموال الاتحادية حول منتصف النطاق المستهدف.

وارتفع مؤشر "داو جونز" الصناعي بأقل من 0.1 في المئة (+11 نقطة) إلى 28734 نقطة، كما ارتفع "ناسداك" بأقل من 0.1 في المئة (+5 نقاط) إلى 9275 نقطة، بينما تراجع "S&P 500" بأقل من 0.1 في المئة أو بمقدار نقطتين عند 3273 نقطة.

وعلى صعيد التداولات، ارتفع سهم "تسلا" لأعلى مستوى على الإطلاق بنحو 2.5 في المئة إلى 580 دولاراً، كما ارتفع سهم "آبل" بنسبة 2.1 في المئة إلى 324 دولاراً.

وحققت شركة "أبل" مكاسب تجاوزت 3 في المئة، بعد الإعلان عن نتائجها المالية وتجاوز إيراداتها التوقعات. فيما قفز سهم "جنرال إلكتريك" بأكثر من 10 في المئة، بعد إعلان الشركة عن مستهدفاتها المالية لعام 2020.

كذلك ارتفع سهم "بيونغ" بعد إعلان الشركة أن خسائرها من توقف طائرات 737 MAX ستبلغ 19 مليار دولار، لتأتي أقل من توقعات غالبية المحللين.

وفي السوق الأوروبية، ارتفع مؤشر "ستوكس يوروب 600" بنحو 0.4 في المئة أو بمقدار نقطتين إلى 419 نقطة.

وصعد "كاك" الفرنسي بنسبة 0.5 في المئة (+29 نقطة) عند 5955 نقطة، كما صعد "فوتسي100" البريطاني بأقل من 0.1 في المئة (+ 3 نقاط) عند 7483 نقطة، وارتفع "داكس" الألماني بنسبة 0.2 في المئة (+21 نقطة) إلى 13345 نقطة.

وتراجعت تلك الأسهم في بداية التعاملات مع ترقب صدور نتائج اجتماع بنك إنجلترا بشأن السياسة النقدية، فضلًا عن توجه الأنظار إلى تطورات البريكست والعلاقات المستقبلية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، وفي ظل متابعة آخر مستجدات تفشي فيروس "كورونا".

وصوت أعضاء البرلمان الأوروبي بأغلبية على بنود اتفاقية خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، التي تشير إلى إتمام البريكست غدًا مع خضوع بريطانيا لمعظم قواعد الاتحاد خلال الفترة الانتقالية التي ستنتهي بحلول نهاية العام.

وانخفض مؤشر "ستوكس يوروب 600" بنسبة 0.78 في المئة إلى 416 نقطة، كذلك "فوتسي" البريطاني 0.98 في المئة عند 7410 نقطة، كما تراجع "داكس" الألماني بنسبة 1.14 في المئة إلى 13190 نقطة، و"كاك" الفرنسي 1.21 في المئة ليتداول عند 5883 نقطة.

وفي آسيا، تراجعت الأسهم اليابانية في ختام التداولات أمس، وسط استمرار المخاوف المتعلقة بانتشار الفيروس التاجي مع وصول حالات الإصابة إلى أكثر من 7000 حالة وارتفاع عدد الوفيات إلى 170 شخصاً.

وتسعى حكومة ثالث أكبر اقتصاد في العالم لإجلاء المزيد من المواطنين اليابانيين من مدينة "ووهان" الصينية لحمايتهم من الإصابة بفيروس "كورونا".

وعند الإغلاق، انخفض مؤشر "نيكي" بنسبة 1.72 في المئة إلى 22977 نقطة، كما سجل المؤشر الأوسع نطاقًا "توبكس" تراجعاً 1.48 في المئة عند 1674 نقطة.

تفاقم أزمة المرض قد يدفع الأسهم العالمية للانخفاض 10%

توقع بنك سوستيه جنرال تراجع الأسهم العالمية بنحو 10 في المئة، مع انتشار فيروس كورونا الجديد، الذي تسبب بالفعل في وفاة 130 شخصا في الصين، وفقا لما ذكرته "فاينانشال تايمز".

وكتب الاستراتيجي لدى البنك الفرنسي، آلاين بوكوبزا، في مذكرة: "إذا استمر انتشار الفيروس في الصين، فإن وزنها البالغ نحو 18 في المئة بالاقتصاد العالمي، سيكون له تأثير سلبي كبير على بقية العالم".

ومع تصاعد أزمة كورونا، يتوقع البنك أن يشهد المؤشر العالمي "فوتسي" تصحيحا – وهو ما يعرف بانخفاض بنسبة 10 في المئة أو أكثر من قمة حديثة – وهو ما قد يمحو نحو 5 تريليونات دولار من رأس المال السوقي للمؤشر.

وأصاب الفيروس بالفعل 5974 شخصا في الصين، وانتشر إلى 18 دولة، من بينها: الولايات المتحدة، فرنسا، ألمانيا، اليابان وكوريا الجنوبية.