يزرع نحّات أوكراني ملقب بـ "بانكسي بودابست"، تماثيله الصغيرة في أرجاء العاصمة المجرية مستوحياً إياها من رسوم متحركة كانت تعرض في طفولته في أوكرانيا الشيوعية، مثيراً عند البعض حنيناً إلى الماضي، وعند آخرين رفضاً تاماً.

وينثر ميهالي كولودكو البالغ (41 عاما) التماثيل الصغيرة جدا من سيارات صغيرة وعفاريت وضفادع، منذ ثلاث سنوات في المدينة الكبيرة على ضفاف نهر الدانوب.

Ad

وهذه التماثيل البرونزية الصغيرة لا تزخر بالسخرية اللاذعة كأعمال الفنان البريطاني الذي لا تزال هويته سرية، إلا أن الفنان الأوكراني يؤكد "تأثرت ببانكسي واستخدمت لغة النحت كما يفعل هو مع الرسم".

وعلى غرار بانكسي يفاجأ "ثائر" فن الشارع هذا، بانتظام المارة مع ابتكاراته التي ينشرها من دون إذن، لكن خلافاً للفنان البريطاني الشهير لا يخفي كولودكو هويته عن المعجبين الذين يزداد عددهم.

وتقول سيلفيا ليبتاي (40 عاما) مبتسمة: "تذكرنا أعماله بطفولتنا"، وهي باتت تنظم "سباقات كولودكو" ينبغي خلالها على الرياضيين المشاركين اتباع مسار يربط بين أكثر من عشرة أعمال.

ويمثل أحد هذه الأعمال دودة وضعت على سور على نهر الدانوب قبالة مقر البرلمان، وقد نسج لها مجهولون قبعة صوفية صغيرة صفراء وزرقاء فاتحة، فضلا عن وشاح يقيها البرد في مكان آخر، وأرنب بأذنين ضخمتين يراقب المدينة قرب قصر بودا الشهير وهو يلقى رواجا كبيرا أيضا.

ويراوح ارتفاع هذه المنحوتات بين 10 و15 سنتمترا، ويبتدعها الفنان في محترفه في فاتس قرب بودابست. ويوضح أن أعماله "تتوجه إلى جيلنا، جيل الأشخاص في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر، الذين كانوا يشاهدون الرسوم المتحركة التي يبثها التلفزيون المجري في السبعينيات والثمانينيات".

وشب ميهالي كولودكو على البرامج نفسها في مسقط رأسه اوحورود في اوكرانيا قرب الحدود مع المجر.

وفي اوجورود نشر الفنان عشرات التماثيل قبل أن ينتقل مع طفليه إلى المجر في 2016، ومنذ ذلك الحين، نشر في شوارع بودابست حوالي 20 منحوتة.

وكان الفنان تدرب على المنحوتات الضخمة المكرسة للدعاية الشيوعية، إلا أنه يطمح الآن إلى "ابتداع لغة جديدة تسمح بالتواصل بين الناس".

وفتحت صفحة مكرسة للمعجبين بالفنان عبر "فيسبوك"، وهم يتبادلون النصائح حول "مطاردة التماثيل" ويتناقشون حول معنى الأعمال التجريدية منها، إذ تترك بعض الأعمال المارة في حيرة وتشكيك لا بل في رفض تام.

ومن أعماله منحوتة قبعة "الشابكا" المتروكة قرب نصب تكريمي للجنود السوفيات الذين سقطوا خلال الحرب العالمية الثانية، كما أنه وضع فأسا برونزية منحوتة مكان "الشابكا"، ووضع عنزة مبتسمة تنهمك في أعمال صغيرة في إحدى الساحات المرممة حديثا في بودابست، مما أثار غضب بعض الأطراف الذين رأوا فيها انتقادا لنوعية الأشغال.