لا أحد ينكر أن ظاهرة الطلاق متفشية بشكل كبير في مجتمعنا الصغير، مع أن العصمة بيد الزوج، ولو كانت بيد الزوجة فماذا سيحصل؟ أعتقد أن نسبة الطلاق ستزداد أكثر وأكثر، لأن النساء عاطفيات، وفي حالة غضبهن يطلقن أزواجهن!يحضرني موقف "زين العابدين" عندما أراد أن يعقد على امرأة، فقال لها في مجلس العقد: "إني رجل سيئ الخلق، دقيق الملاحظة، شديد المؤاخذة، سريع الغضب، بطيء الفيء"، أي بطيء الرجوع إلى حالة الهدوء، فنظرت إليه وقالت: "أسوأ منك خلقا تلك التي تضطرك إلى سوء خلق"!
فقال لها: "أنتِ زوجتي ورب الكعبة"، فمكث معها عشر سنين ما حدث فيها إلا كل خير، ثم وقع بينهما خلاف، فقال لها غاضبا: "أمرك بيدك؛ (أي جعل طلاقها بيدها إن شاءت طلقت نفسها). فقالت له: "أما والله لقد كان أمري بيدك عشر سنين فأحسنت حفظه، فلن أضيعه أنا في ساعة من نهار، وقد رددته إليك". فقال لها: "ألا والله إنك أعظم نعم الله عليّ". والشيء بالشيء يذكر، فقد ذكرني موقف (زين العابدين) رحمه الله، بموقف آخر سمعته عن زوج عاش مع زوجته ثلاثين عاما، ومع أن الطلاق بيده، لم يطلق زوجته ولا طلقة، بالرغم من المشاكل الكثيرة التي كانت تحدث بينهما، لكن الزوجة لم تصن العشرة الطويلة فذهبت إلى المحكمة وخلعت زوجها بعد ثلاثين عاما من زواجهما.الزوجة العاقلة هي التي تمتلك مفتاح حل المشكلات، وكيفية كسب قلب زوجها مهما كانت طباعه، وقد كتبت مقالا في "الجريدة" بعنوان "خريطة طرق قلب الزوج"، ذكرت فيه قصة الزوجة التي تريد زوجها أن يحبها حبا جما، فذهبت إلى رجل حكيم وطلب منها أن تأتيه بشعرة من رقبة الأسد... وبعد شهرين استطاعت أن تروض أسداً وتأتيه بالشعرة، فإذا كانت هذه الزوجة بذكائها وحيلتها استطاعت أن تروض الأسد، ألا تستطيع أن تروض زوجها؟ هل زوجها أشرس وأقوى من الأسد؟!فالمرأة العاقلة الرزينة الحنون الودود التي تخاف ربها تستطيع أن تصل إلى قلب زوجها بأقصر الطرق، أما الزوجة النرجسية فلو عمل زوجها المستحيل فلن يصل إلى قلبها، لأنه "مسدود مسدود"، كما يقول الشاعر نزار قباني في رائعته قارئة الفنجان.
مقالات - اضافات
كفاية طلاق
31-01-2020