بينما بحثت "منظمة الصحة العالمية" إعلان "حالة طوارئ عالمية" لمواجهة شبح فيروس كورونا الجديد، الذي لم يتوصل العلماء بعد لعلاج أو لقاح يوقفه، قررت روسيا، على غرار هونغ كونغ ومنغوليا وكازاخستان، إغلاق حدودها مع الصين التي تمتد على طول 4250 كلم لمكافحة تفشي الفيروس الذي لا يزال يحصد الأرواح ويمثل مشكلة خطيرة جداً ويلقي بظلال من عدم اليقين على مجمل آفاق الاقتصاد العالمي، في حين علقت العديد من شركات الطيران بالجملة رحلاتها الى "بلد الوباء" حتى إشعار آخر.وأعلنت السلطات الصينية أمس، تسجيل 37 حالة وفاة إضافية في مقاطعة هوبي وعاصمتها ووهان (11 مليون نسمة)، ما يرفع إلى 170 عدد الوفيات جراء الوباء المنتشر في البلاد.
كما سجلت 1032 إصابة جديدة مؤكدة في هوبي ونحو 700 إصابة أخرى في أنحاء الصين، وفق السلطات التي أشارت إلى تسجيل إصابة أولى بالفيروس في التيبت.وبالتالي، يرتفع إلى نحو 7700 عدد الإصابات الإجمالي في البلاد. وهذا الرقم تخطى عدد الإصابات عند انتشار فيروس "سارس" الذي أصاب 5327 شخصاً في عامي 2002 و2003 وأدى إلى وفاة 774 شخصاً في العالم بينهم 349 في البر الصيني.وأعلنت وزارة المالية الصينية، أمس، أنها خصصت ما يعادل نحو 4 مليارات دولار، لإجراءات الوقاية من الفيروس والحد من تفشيه.من ناحيتها، قالت هيئة مكافحة الفساد في الصين، أمس، إنها ستعاقب بشدة أي مسؤول يتقاعس عن تنفيذ تعليمات الرئيس شي جينبينغ بفعالية في المعركة ضد الفيروس وسيلقى عقاباً.
الصحة العالمية
وبينما أعلن اخصائي علم الأوبئة الشهير في الصين، لي لانغوان، أن الأمر سيستغرق ثلاثة أشهر على الأقل لاختبار ما إذا كان لقاح فيروس كورونا "2019 - إن سي أو في" فعالاً، قال مايك ريان، مدير البرامج الطارئة في منظمة الصحة العالمية التي عقدت أمس اجتماعاً طارئاً في جنيف، إن "العالم بأسره يجب أن يكون بحال طوارئ ويجب أن يتحرك".وحتى الآن لا يوجد علاج محدد أو لقاح ضد المرض. ومع ذلك، فقد تعافى عدد من الأشخاص بعد خضوعهم للعلاج.وأوضح ريان، أنه تم جمع فريق دولي من الخبراء للذهاب إلى الصين والعمل مع الخبراء هناك لمعرفة المزيد حول كيفية انتقال المرض.وأعلن أن "معدل الوفاة بسبب الفيروس بات نحو 2 في المئة، في حين كان معدل وفاة فيروس سارس نحو 10 في المئة".وأوضح أن عدداً قليلاً من حالات الإصابة بالفيروس الجديد بين الناس في دول غير الصين منها ألمانيا يثير القلق، مضيفاً أن التفشي مازال متركزاً في ووهان ومقاطعة هوبي، لكن "المعلومات تحدث وتتغير كل ساعة".وأشاد ريان، باستجابة الصين لتفشي المرض المميت، قائلاً: "التحدي كبير، لكن الاستجابة كانت هائلة".وقال إن هذا جزء من سبب قيام المدير العام لمنظمة الصحة الدولية، تادروس أدناهوم غيبرييسوس، بالدعوة لإعادة انعقاد لجنة خبراء كورونا لتلتقي، أمس، حيث قيّمت اللجنة ما إذا كان يجب إعلان الطوارئ عالمياً بسبب التفشي.وفي تغريدة على "تويتر"، أعلن غيبرييسوس الذي زار الصين هذا الأسبوع، "قررت عقد اجتماع جديد للجنة الطوارئ المعنية باللوائح الصحية الدولية حول الفيروس الجديد، لأخذ رأيهم حول ما إذا كان الفيروس يشكل حال طوارئ صحية ذات بعد دولي".وأضاف إن الصين "تحتاج إلى تضامن العالم ودعمه، والعالم يجتمع معا لإنهاء تفشي المرض، بالاعتماد على الدروس المستفادة من تفشي أمراض سابقة".وفي واشنطن، قال لاري كودلو، كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن واشنطن سترسل خبراء إلى الصين للمساعدة في احتواء تفشي الفيروس.موسكو
وفي موسكو، أعلنت، أمس، رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو، أن بلادها تعمل مع الصين من أجل إيجاد لقاح ضد الفيروس.أضافت: "أعتقد أن العلماء الروس والصينيين، سيكونون قادرين بشكل مشترك على صنع مثل هذا المصل الذي سيكون ضرورياً جداً".إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، إن "أمراً وقَع اليوم ودخل حيز التنفيذ. نبلّغ اليوم كل العالم بالإجراءات المتخذة لإغلاق الحدود التي تمتد على طول 4250 كلم في أقصى الشرق الروسي".من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان تعليق اعتباراً من الأمس إصدار التأشيرات الإلكترونية للصينيين في مراكز العبور في الشرق الأقصى وفي جيب كالينينغراد الروسي وفي سان بطرسبورغ ثاني مدن البلاد التي تلقى إقبالاً كبيراً من السياح.شركات الطيران
ودعت السلطات أيضاً الروس إلى الامتناع عن أي رحلة إلى الصين "ما لم يكن ذلك ضرورياً جداً".وبعدما أوقفت الخطوط الجوية البريطانية وشركة "لايون إير" الإندونيسية للطيران رحلاتها اليومية إلى الصين، أعلنت "مصر للطيران" وشركة "العال" الجوية الإسرائيلية، أمس إنهما ستعلقان رحلاتهما حتى 25 مارس.كما علقت "الخطوط الجوية الإسكندنافية" (ساس) رحلاتها بدءاً من اليوم.وأكدت شركة "كاثاي باسيفيك" الوطنية، في هونغ كونغ، إنها ستخفض حجم رحلاتها إلى الصين بنسبة 50 في المئة أو أكثر، حتى مارس المقبل.وعدلت شركات طيران أوروبية وأميركية أخرى جداول رحلاتها أيضاً، إذ علقت شركة "لوفتهانزا" خدمات الطيران حتى 9 فبراير.إصابات
وأكدت 20 دولة عدا الصين، تسجيل نحو 80 حالة إصابة مؤكدة على أراضيها كان آخرها فنلندا والهند والفلبين.وأعلنت حكومة هونغ كونغ، أمس، أنه تم نقل 95 مريضاً وتتراوح أعمارهم بين 14 عاماً و100 عام إلى مستشفيات المدينة خلال الـ 24 ساعة الماضية، للاشتباه في إصابتهم بالفيروس الجديد.إجلاء
تزامناً، وصل نحو 195 أميركياً إلى قاعدة عسكرية أميركية إلى كاليفورنيا، ويخضعون لحجر صحي مدة 72 ساعة.وأكدت اليابان أن 3 من رعاياها الـ 206 الذين تم إجلاؤهم أمس الأول من ووهان، أصيبوا بالفيروس، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الإصابات في اليابان إلى 11 شخصاً.وفي باريس، التي سجلت خامس إصابة مؤكدة، أعلنت وزيرة الصحة الفرنسية انيز بوزين، أن أول رحلة لإعادة الفرنسيين من ووهان بدأت مساء أمس الأول، وكان هناك رحلة ثانية أمس وستكون هناك رحلة أخرى اليوم.وفي برلين، أعلن عن عملية إجلاء لنحو 90 ألمانياً من ووهان "في الأيام المقبلة". كما سترسل كندا طائرةً من جهتها.وأرسلت تركيا أمس طائرة عسكرية برفقة كوادر طبية إلى ووهان الصينية لإجلاء رعاياها ورعايا مواطنين من جورجيا وأذربيجان وألبانيا، من المدينة.وفي جاكرتا، ذكرت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي، أمس أن حكومة بلادها تقوم بإعداد إجراءات لإجلاء الإندونيسيين من ووهان، حيث يعيش نحو 243 إندونيسياً.وفي ولينغتون، ذكر وزير الخارجية النيوزيلندي وينستون بيترز أن حكومة بلاده بصدد إرسال طائرة لإعادة رعاياها الـ 300 العالقين في معقل تفشي الفيروس.وبدأت كوريا الجنوبية في نقل نحو 700 مواطنيها من ووهان، أمس، على متن رحلات مستأجرة، بعدما أعلنت كوريا الجنوبية، وجود حالة إصابة رابعة مؤكدة.في السياق، وجد 6 آلاف شخص أنفسهم عالقين على متن سفينة سياحية إيطالية بسبب شبهات بإصابة راكبين صينيين بفيروس كورونا.وأكدت شركة Costa Crociere السياحية الإيطالية أن المصابين المفترضين، وهما زوجان، صعدا على متن السفينة Costa Smeralda في 25 من يناير في ميناء سافونا الإيطالي وتعرضا لاحقا لحمى وصعوبات في التنفس.وزارت السفينة خلال الأيام الماضية موانئ مارسيليا الفرنسي وبرشلونة وبالما دي مايوركا الإسبانيين، قبل أن ترسو أمس، في ميناء تشيفيتافيكيا الإيطالي شمال روما.