قبيل إجراء الانتخابات البرلمانية الإيرانية المقررة أواخر فبراير المقبل، كشفت النائبة في مجلس الشورى (البرلمان)، هاجر تشناراني، أن "40 في المئة من الشعب الإيراني يرزحون تحت خط الفقر".وأرجعت النائبة المنتمية للتيار الإصلاحي، في تصريحات أدلت بها أخيراً، سبب تفشي الفقر إلى "سوء الإدارة وعدم کفاءة بعض المسؤولين في إيران الغنية، كما أن العملة الإيرانية هي الأضعف في العالم".
ورأت تشناراني، وهي عضوة لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان، أن "لا الهجوم الخارجي ولا الأقمار الصناعية يمكن أن تزعزع إرادة الشعب الإيراني، لكن سوء الإدارة وإجحاف بعض المسؤولين هما من تسببا في استياء الشعب"، في إشارة إلى الاحتجاجات الدامية التي قمعتها السلطات بعد رفع سعر الوقود 300 في المئة نوفمبر الماضي.في موازاة ذلك، أقر نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري، بأن الفقر والفساد متفشيان في البلاد، محذراً من أن "الفساد يستشري كالنمل الأبيض في جسد الثورة".وقال جهانغيري، في كلمة، أمس الأول: "في حين ينتشر الفساد وتعيش أسر بدون قوت يومهم، هناك من يستمر بنهب المال العام".وطالب نائب الرئيس بالجدية في مكافحة الفساد، قائلا: "إن ذلك يحتاج إلى رقابة شاملة وتقبل دور الصحافة من أجل الشفافية".وأشار جهانغيري إلى أن "البلاد تمر بأصعب الظروف الإقليمية والدولية والداخلية منذ انتصار الثورة عام 1979". في إشارة إلى العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية التي تفرضها إدارة الرئيس دونالد ترامب على طهران.في هذه الأثناء، تراجعت الحكومة الإيرانية، عن تصريحات للرئيس حسن روحاني اعتبرت "مُهينة لأفغانستان".وردَّ حسام الدين آشنا، مسشتار روحاني، على انتقاد شاه حسين مرتضوي، أحد كبار مستشاري الرئیس الأفغاني تصریح روحاني الذي طالب فيه مسؤولي بلاده بجعل الانتخابات المقبلة إلكترونية "حتى كما فعلت أفغانستان".وكتب آشنا أن "کلام الرئيس روحاني كان موجهاً إلى المسؤولين الإيرانيين الذين يتذرعون بنقص المرافق. تُظهر تجربة الإخوة في أفغانستان أنه على الرغم من كل المشاکل المفروضة، يمكن المضي قدماً".في المقابل، رأى وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أمس، أن حرمان إيران من الأموال والثروات هو "الأسلوب الصحيح لإجبارها على اتخاذ قرارات صعبة".كما أكد خلال مؤتمر مشترك مع وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، في لندن، أن على طهران أن توقف دعم الميليشيات في العراق ولبنان وأفغانستان.بدوره، شدد وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب على ضرورة محاسبة إيران بسبب خروجها عن "الأعراف الدولية".وأضاف راب، أن بلاده تريد من إيران العودة للالتزام بالاتفاق النووي، مؤكداً عدم وجود تباين كبير بين الأوروبيين وواشنطن حول اتفاق أوسع مع طهران.ويأتي هذا في وقت أعلنت لندن تسلمها قيادة تأمين الملاحة في الخليج ضد "التهديدات الإيرانية" أمس. الجدير بالذكر أن بريطانيا انضمت إلى مهمة بقيادة الولايات المتحدة للحفاظ على سلامة حرية الملاحة في الخليج، ومضيق هرمز وبمشاركة الإمارات والسعودية واستراليا والبحرين.في موازاة ذلك، عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري بشكل ملحوظ في قاعدة "الأمير سلطان" الجوية بالسعودية تحسبا لـ "الخطر الإيراني".وأكدت وكالة "أسوشيتد برس"، أن مئات الخيم أقيمت في القاعدة لاستضافة العسكريين الأميركيين الموجودين فيها، وبدأ سرب جديد من مقاتلات "إف 15 إي" بتنفيذ تحليقات يومية من القاعدة فوق سورية والعراق، علاوة على بطاريتين من منظومة "باتريوت" نشرتا أخيراً في محيط القاعدة تحسباً لأي هجوم إيراني محتمل على المملكة. وأكد نائب قائد "السرب الـ 378" في سلاح الجو الأميركي، الكولونيل جيسون كينج، أن "التخطيط جار في القاعدة، التي تضم 2.5 ألف جندي، مما قد يؤدي قريباً إلى استبدال الخيم بمقطورات وبنى تحتية أخرى أكثر استدامة".من جانب آخر، رأى القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية، الجنرال جوزيف فوتيل، أن قتل واشنطن قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني "أعاد قوة الردع للولايات المتحدة ضد طهران". في السياق، احترقت ناقلة نفط قبالة سواحل إمارة الشارقة شمال غرب الإمارات أمس الأول.من جهتها، أعلنت السلطات الإماراتية إنقاذ بحارة وطاقم الباخرة البنمية، مؤكدة أنها لم تكن محملة بالنفط عند نشوب الحريق، موضحة أن سبب الحريق يعود لحادث عرضي وقع أثناء أعمال الصيانة.
دوليات
نائب روحاني: الفساد ينخر إيران كالنمل الأبيض
31-01-2020