احتفى مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي بسيرة ومسيرة الفنان البحريني خالد الشيخ، الذي استعرض خلال ساعتين أهم المحطات في مشواره الفني غنائيا بصوته، إلى جانب الفنانين مطرف المطرف وعبدالقادر الهدهود وفاطمة الخضر وفاطمة الكويتية وغنيمة العنزي وولاء الصراف، وبمعية فرقة مركز جابر الموسيقية بقيادة المايسترو خالد نوري، لتضيء أعمال الشيخ صفحات "دفتر الكويت" على مدار حفلين شهدا العديد من المفاجآت، يومي الأربعاء والخميس الماضيين على المسرح الوطني.

وبإطلالة سريعة على ما شهده الحفل الأول نجد أن إدارة مركز جابر كانت حريصة على ظهور الاحتفالية بأفضل صورة، بدءاً من الكتيب الذي كان على هيئة دفتر قديم يحمل صورة أول ألبوم في مسيرة الشيخ الغنائية، ويتضمن إلى جانب برنامج الحفل مجموعة من الصور التي توثق علاقات خالد مع نجوم الأغنية الخليجية، مرورا بالفيلم التسجيلي الذي عرض بين الأغنيات، وصولا إلى مبادرة الفنان الذي حرص على أن يقدم كل الفنانين الذين شاركوا بالغناء، ومن ثم يعود مجددا للمسرح ليوجه لهم الشكر على مشاركتهم في تكريمه، مما يعكس تواضعاً جماً وخلقاً راقياً يتمتع به الفنان البحريني.

Ad

الأبيض والأسود

وفي الثامنة من مساء الأربعاء الماضي رفعت الستارة الشفافة، التي كانت تحمل صورة للشيخ بالأبيض والأسود في ريعان شبابه، عن فرقة مركز جابر بقيادة المايسترو خالد نوري، ليخطو خالد الشيخ إلى المسرح وعلى محياه ابتسامة رضا عن حفاوة الاستقبال، ويفتتح دفتره بأغنية "مرة فرح"، وهي من كلمات الشاعر ستار السكيني، وما إن انتهى حتى حظي بتحية كبيرة من الحضور. يقول الشيخ: "على أرض الكويت كتبت أولى كلماتي في دفتر الكويت في أوائل السبعينيات، واليوم سوف أختم فصلا من الدفتر، بعد 30 عاما أصحبكم في جولة ونمر على صفحات دفتر الكويت لنسلط الضوء على حيوات ناس عشت معهم وتربيت بينهم وتعلمت منهم، أو بالأحرى غصبتهم على تعليمي، وظلت المشيمة كما هي بيني وبين الكويت التي لا أعتبرها بلدا وإنما الكويت من صنعها الكويتيين هي رمز يزين هذه الأرض بكل من بنى فيها طوبة، وتبقى الكويت تاجا على رؤوسنا جميعا".

ثم يستأنف خالد البرنامج الغنائي الدسم، وينتقي من أعماله أغنية "يا محمدي"، التي سطر كلماتها الشاعر علي الشرقاوي، شريك نجاح الشيخ في العديد من الأعمال التي مازلت تلقى قبولا عند الجمهور، الذي تفاعل مع اداء خالد للأغنية بلياقة وتمكن.

«طائر الأشجان»

ثم اعتلت الفنانة الشابة غنيمة العنزي المسرح، على وقع أنغام أغنية "الوردة"، وهي من كلمات علي الشرقاوي لتقدم غنيمة نفسها بصورة جيدة، قبل أن يفاجئ خالد الجمهور بدخوله المسرح ليؤدي مع غنيمة جزءا من الاغنية كدويتو ويشكرها على مشاركتها في "دفتر" الكويت.

ويستذكر الشيخ حكاية أغنية "طائر الأشجان"، فيقول: تلك الأغنية التي كتبها يحيى بن إبراهيم حجاف عمرها 33 عاما تقريبا، وقبل 3 سنوات فوجئت باتصال هاتفي من الفنان عبدالمجيد عبدالله، الذي ذكرني بهذه الأغنية قائلا "اليوم مرت 30 سنة على طائر الأشجان، ورغم ذلك مازلت أغنيها حتى اليوم"، واستدرك الشيخ: وبهذه المناسبة أقول لعبدالمجيد بمناسبة 33 عاما مرت على صداقتنا سأظل أحترمك وأقدر نبل اخلاقك ودعمك.

ثم قدم خالد للجمهور الفنان عبدالقادر الهدهود ليشدو بتمكن بأغنية "طائر الأشجان"، وسط تفاعل كبير من الحضور، وبعد انتهاء عبد القادر توجه للبيانو كاشفا انه سيعزف أغنية جديدة بمصاحبة صوت مميز، وهي الفنانة فاطمة الخضر، وبالفعل شرع الثنائي في أداء أغنية "لا خط لا هاتف"، وهي من كلمات محمد السويدي، ليعيدا إحياء هذه الأغنية بفكرة جديدة بدأت كدويتو على انغام البيانو، ثم انضمت لهما الفرقة بقيادة المايسترو خالد نوري الذي استطاع أن يعبر بالحفل إلى بر الأمان.

الرويشد يشارك رفيق دربه غناء «تذكرني» في الحفل الثاني

فاجأ سفير الأغنية الخليجية الفنان عبدالله الرويشد جمهور الحفل الثاني من "دفتر الكويت" باعتلاء المسرح ومشاركة رفيق دربه الفنان خالد الشيخ غناء" تذكرني"، وكتب الرويشد بعد الحفل على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": كانت أجمل صفحة معك في "دفتر الكويت" أخوي ورفيق دربي خالد الشيخ. وأرفق تغريدته بمقطع من الأغنية التي جمعتهما.

وكان الشيخ قد ضمن برنامج الحفل 3 أغنيات من أعمال الرويشد، وتحدث في الحفل الأول عن علاقته به قائلا: "كنت أتمنى أن يكون موجوداً اليوم، ولكنه اعتذر، أتمنى ان اشاهدك غدا يا عبدالله"، ليلبي الرويشد نداء الصداقة ويحرص على الحضور.

«أشكي لمن»

وبعد انتهاء الهدهود وفاطمة وجه لهما خالد التحية، ثم كشف عن الأغنية التالية، وهي "أشكي لمن"، أحد أعمال الفنان عبدالمجيد عبدالله، وهي من كلمات حسين المحضار، ويقول الشيخ مقدما الفنان مطرف المطرف الذي سيؤدي الأغنية إن المطرف على مدار 10 سنوات استطاع ان يحقق قفزات كبيرة ليصل إلى قلوب الجمهور، وأثنى على صوت الفنان الشاب قائلا: "ليتني وأنا في عمرك كنت أستطيع ان أغنى مثلك"، ويغني مطرف بتمكن وروح جديدة أغنية "أشكي لمن"، ثم يطرب الجمهور بواحدة من أنجح أغنيات الشيخ والتي مازالت حاضرة في الوجدان حتى وقتنا هذا، وهي "شويخ"، من أشعار أبوالحسن الششتري والتي تعود للفنان القدير احمد الجميري.

ويمضي الوقت بين طرب وذكريات جميلة نتعرف عليها من خلال أجزاء الفيلم التسجيلي، الذي كان يعرض بين الأغنيات، ويستقبل الجمهور الفنانة ولاء الصراف التي صدحت بأغنية "شراع الهوى" من كلمات علي الشرقاوي، وحرصا منه على دعم الأصوات الشابة يسجل خالد دخولا مفاجئا للمسرح، ويشارك ولاء غناء المقطع الأخيرة كدويتو، من ثم يختتم خالد الجزء الأول من الحفل بأغنية "جروح قلبي وتر"، وهي من كلمات الشرقاوي أيضا، وأهدى الشيخ الأغنية لمؤلفها موجها له تحية خاصة.

الجزء الثاني

وعقب استراحة قصيرة عاد الجمهور أكثر حماسة وشغفا، للاستمتاع بما يجود به نجوم هذا المساء لتطل الفنانة فاطمة بودستور وتشدو بأغنية "كمنجة"، بمشاركة عازف الكمان ياسين، وسط تفاعل كبير من الحضور، ثم انضم لهما الشيخ في نهاية الأغنية وأثنى على أدائهما.

ثم يختار الشيخ أغنية "سافر" التي تحمل توقيع علي الشرقاوي كمؤلف، ليستعيد بأداء سلس وبسيط زمن الفن الجميل، ويعود الفنان مطرف المطرف للظهور مجددا ويقدم من أعمال الفنان عبدالله الرويشد أغنية "تصور"، وهي من كلمات فتحية عجلان، ويأتي من بعده ظهور جديد للفنان عبدالقادر الهدهود ليشدوا بـ"لمني بشوق" وهي أيضا من أغنيات الرويشد وكتبت كلماتها عذاري، ويعتلي بعد ذلك الشيخ المسرح ليوجه تحية للفنان عبدالله الرويشد، قبل أن يؤدي خالد من أغنيات بوخالد "تذكرني"، التي كتبت كلماتها الشاعرة فتحية عجلان، ويؤكد خالد انه امام الاختبار الأصعب بأداء هذه الأغنية.

وقفة وفاء للمحيلان

وفي وقفة وفاء لرفيق دربه الإعلامي الراحل عبدالله المحيلان يدمج خالد بين تسجيل قديم كان يشدو فيه مع المحيلان وبين أدائه على المسرح لإحدى الأغنيات التي جمعتهما، ليهديه بعد ذلك الشيخ أبيات شعر ويوجه تحية لنجله ناصر المحيلان الذي كان حاضرا في المسرح.

ثم يفاجئ خالد الجمهور بغناء قصيدة "عندما كنت صغير"، للشاعر محمود درويش، والتي تعد واحدة من تجليات الشيخ ورقما صعبا بين أعماله، يتبعها بأغنية "عيناكي" إحدى روائح الشاعر نزار قباني، قبل أن يترجل ويترك الفرصة أمام الكورال بمعية الفرقة الموسيقية، ليقدموا مختارات من أعماله: "يود عليه، يا عبيد، البمبرة، نعم نعم، كلما كنت بقربي"، وفي الختام يقدم خالد أغنية: "حان الوداع بخاطري"، بمعية مطرف المطرف وعبدالقادر الهدهود.

فيلم تسجيلي تخلل برنامج الحفل

تخلل الحفلين عرضُ فيلم تسجيلي يضيء على محطات من مسيرة الفنان خالد الشيخ، وحرص المنظمون على عرض الفيلم من خلال مقاطع بين الأغنيات، ويقول خالد في الفليم عن بدايات شغفه بالفن إنه كان حريصا على كتابة بعض الأشعار على جدران غرفته متأثرا في ذلك الوقت بالأعمال الناجحة، التي كانت يستمع لها وفي جزء آخر يتناول خالد قصة.

وفي جزء آخر يستعرض خالد هوسه باقتناء الأعواد وذكرى أول عود أهداه إياه أصدقاؤه قائلا: "دخلت مرحلة الهوس باقتناء الأعواد، وبمرور الوقت تخلصت من هذا الأمر وأصبحت أراها أمامي كأنها خشب مسندة".

ويستعرض خالد في أحد اجزاء الفيلم الأغنية التي قدمها للكويت إبان تفجيرات المقاهي الشعبية، وهي أغنية "صوتك يا كويت"، ثم تطرق للأغنية الأخرى "7 شهور" التي جاءت بعد 7 شهور من صدمة الغزو الغاشم.

وفي الجزء الأخير يتحدث الشيخ عن علاقته بشركة النظائر، وكيف التقى مالكها يوسف الرفاعي عام 1982، ليبدأ رحلته مع احتراف الغناء بإنتاج الشركة لألبومه الأول، وشهد الفيلم ظهورا خاصا للرفاعي الذي تحدث عن علاقته مع خالد، كذلك تطرق الشيخ إلى بداية علاقته مع الفنان عبدالله الرويشد عندما التقيا للمرة الأولى في مقر الشركة.