يستعد الرئيس دونالد ترامب وخلفه الحزب الجمهوري لطي صفحة محاكمة العزل محققين نصراً مزدوجاً، الأول في تبرئة الرئيس وعدم عزله وهو أمر كان متوقعاً بسبب سيطرة الجمهوريين على الأغلبية في مجلس الشيوخ، والثاني في إفشال محاولة الديمقراطيين استدعاء شهود بهدف «تلطيخ سمعة» ترامب. وأمس الأول، رفض مجلس الشيوخ في اقتراع خاص قرار استدعاء الشهود بأغلبية 51 إلى 49 صوتاً.
ولم يخالف أي عضو جمهوري حزبه ويضم صوته إلى أصوات الديمقراطيين باستثناء ميت رومني، المرشح الرئاسي الجمهوري في 2012 وسوزان كولينز التي ستواجه منافسة شديدة للفوز بفترة أخرى في ولاية مين في نوفمبر.وبات بحكم المؤكد أن يبرئ مجلس الشيوخ ساحة ترامب، إذ يتطلب عزل الرئيس موافقة أغلبية الثلثين في المجلس، ولم يشر أي من الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ، وعددهم 53 عضواً، إلى أنه سيصوت بإدانة الرئيس.ولم يتبق إلا التصويت على الإقالات كإجراء رمزي لإقفال الملف رسمياً يوم الأربعاء المقبل.وبذلك، سيصبح ترامب ثالث رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يحال إلى المحاكمة أمام مجلس الشيوخ بقصد عزله من منصبه ويُبَرّأ من التُهم الموجّهة إليه.وعلق زعيم الأغلبية الجمهورية ميتش ماكونيل على «تويتر» قائلاً: «قررت أغلبية أعضاء مجلس الشيوخ أن الشهود الإضافيين و28 ألف صفحة من الوثائق الموجودة بالفعل في المحاكمة كافية للحكم وإنهاء محاكمة العزل».وتابع: «سيجتمع أعضاء مجلس الشيوخ، ومع مديري مجلس النواب لتحديد الخطوات التالية، نحن نستعد لاختتام المحاكمة في الأيام المقبلة».وقال السيناتور الجمهوري تيد كروز: «إن إجراءات عزل الرئيس ترامب انتهت، ونحن متجهون إلى التصويت النهائي وستتم تبرئة الرئيس من هذه الاتهامات كما ينبغي». وتابع: «الحقيقة البسيطة التي تحل قضية العزل هذه هي أن الرئيس يتحمل المسؤولية والسلطة للتحقيق في مزاعم الفساد ذات المصداقية. في قضية الرئيس ترامب، كان هناك أكثر من مزاعم كافية تتعلق بفساد شركة بايدن».في المقابل، قالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في بيان: «إنه يوم محزن بالنسبة لأميركا أن نرى فيه زعيم الأغلبية الجمهورية السيناتور ماكونيل يطلب من رئيس قضاة الولايات المتحدة أن يترأس تصويتاً رفض الالتزام بالقواعد القضائية لأمتنا ومؤسساتها التي من شأنها دعم الدستور وحكم القانون».من جهته، اعتبر كبير المدعين في محاكمة ترامب النائب الديمقراطي آدم شيف أن تبرئة الرئيس ستعني «تطبيعاً لعدم احترام القانون»، فيما صرح زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر بأن تبرئة ترامب «لا تعني شيئاً» إذا رفض أعضاء المجلس استدعاء شهود إضافيين، وستكون «ثمرة محاكمة مزورة».وقال تشاك شومر، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ للصحافيين، «ستتذكر أميركا، للأسف، هذا اليوم الذي لم يضطلع فيه مجلس الشيوخ بمسؤولياته ونأى بنفسه عن الحقيقة ووافق على محاكمة صورية». أضاف: «لا شهود ولا وثائق في محاكمة العزل هذا غدر. إنها مأساة كبرى». وأضاف: «البراءة لن يكون لها أي قيمة. الأميركيون سيعرفون أن هذه المحاكمة ليست محاكمة حقيقية».إلى ذلك، قال مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض، إن ترامب سيتباهى بـ «العودة العظيمة لأميركا» في خطابه عن حالة الاتحاد، الرسالة التقليدية التي يوجهها الرؤساء إلى الأمة، والمقرر بعد غد.وسيلقي الخطاب في مجلس النواب، في المكان نفسه الذي اتهم فيه بـ«إساءة استخدام السلطة» و«عرقلة عمل الكونغرس».إلى ذلك، وجهت منظمات غير حكومية ونواب ديمقراطيون انتقادات لقرار ترامب فرض قيود جديدة على دخول مواطني ست دول إضافية بينها السودان ونيجيريا أكبر بلد إفريقي في عدد السكان، إلى الولايات المتحدة في إطار مرسومه المعادي للهجرة.ويشمل الإجراء الجديد الذي يدخل حيز التنفيذ في 22 فبراير إلى جانب الدولتين، بورما واريتريا وقرغيزستان وتنزانيا، حسبما ذكر مسؤولون في الإدارة الأميركية. من جهتها، استدعت وزارة الخارجية القرغيزستانية السفير الأميركي في البلاد دونالد لو لطلب توضيحات بشأن القرار. وقد برر الإجراء بأن القرغيزستانيين لا يحملون جوازات سفر بيومترية.وردت قرغيزستان بالقول، إن «أكثر من ثمانين بلداً لا تمنح جوازات سفر بيومترية» لم تدرج على لائحة ترامب.
منافسة قوية في «كوكس آيوا»
تشهد ولاية آيوا الأميركية، غداً، أول انتخابات تمهيدية للحزب الديمقراطي، لاختيار مرشحه لمنافسة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر المقبل. وأفاد نحو نصف الناخبين الديمقراطيين في آيوا بأنهم لم يتّخذوا قرارهم بعدُ، قبل انعقاد المجالس الانتخابية (كوكس)، التي يعبّر الناخبون الحزبيون فيها عن خيارهم بالانتقال بين أطراف القاعة وتشكيل تجمعات من المؤيدين لأحد المرشحين على عكس الانتخابات التمهيدية (برايمريز) التي تجري كأي اقتراع انتخابي عادي حيث يُسجل الناخبون ويدلون بأصواتهم لأحد المرشحين.ولا يزال هناك 11 مرشحاً في السباق، وكثّف عدد منهم حملاتهم، في مسعى لجذب ناخبي أيوا الذين لم يختاروا مرشحهم بعد، وتحقيق نصر في الولاية، والحصول على الزخم الذي يحتاجونه، للمضي قُدما إلى السباقات الأخرى، انطلاقا من نيو هامبشر في 11 فبراير. وتشير استطلاعات الرأي إلى احتدام المنافسة في الولاية. وتوجه إلى اليساري المتشدد بيرني ساندرز (78 عاما)، الذي يحل أولاً في استطلاعات الرأي، متفوقاً بفارق ضئيل على نائب الرئيس السابق جو بايدن (77 عاما)، الذي جاب الأسبوع الماضي جميع أنحاء أيوا في الأيام الماضية بجولة تحت عنوان «روح الأمة»، على أمل أن يساعده ذلك في الحلول أولاً غداً.ويتواجد كذلك على الأرض في أيوا رئيس بلدية إنديانا السابق المثلي بيت بوتيدجيدج (38 عاما)، الذي يتخذ موقفا معتدلا مثل بايدن، حيث يشير إلى أن الوقت حان لطي الصفحة باتجاه قيادة أكثر تطلعا إلى المستقبل.ويتوقع أن تحضر كذلك السيناتورة التقدمية إليزابيث وارن، التي تحل في المرتبة الرابعة بالاستطلاعات، وإيمي كلوبوشار التي تأتي في المرتبة الخامسة. وأخذ ثلاثة أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي استراحة من مهامهم المرتبطة بمحاكمة عزل ترامب للتوجه إلى أيوا، لينضموا إلى أبرز خصومهم في آخر عطلة نهاية أسبوع من الحملات.