إغلاق ملفات الإلهاء!
رحلت د. غدير أسيري عن الوزارة، بعد ما يقارب ٤٣ يوماً مشهودة صنعتها عبثية الحكومة وعدم قراءتها الصحيحة للأوضاع السياسية والاصطفافات البرلمانية التي تسببت في مواقف محرجة، وربما مؤلمة، للوزيرة السابقة السيدة أسيري.ملف آخر من ملفات الإلهاء المتواترة منذ سنوات في البلد أُقفل، والتي تُصنع لإلهاء الناس عن قضاياهم المهمة التي تستوجب طرحها على طاولة البحث، لاتخاذ قرارات بشأنها، فما زالت قضايا التوظيف والإسكان والرواتب وتنويع دخل البلد وتحسين مستوى معيشة الموظف والمتقاعد وتعديل التركيبة السكانية تراوح مكانها.
بينما نواب "حدس" ومناصروها والقوى الأصولية تمنحهم الحكومة نصراً معنوياً بطعم طائفي، حتى يغيِّبوا عقول ناخبيهم عن القضايا الأساسية المتعلقة بمستقبلهم بالعصب الطائفي الذي يخدر غالباً عقل المواطن العربي، وكذلك لتطمئن "حدس" و"ربعهم" من الهواجس التي انتابتهم من وجود د. أسيري كمشرفة، بحُكم منصبها، على جمعياتهم ولجانهم الخيرية.السؤال المستحق: ماذا استفاد المواطن الكويتي من الاستجوابات التي أدت إلى استقالة حكومة في نوفمبر الماضي ورحيل وزيرة في يناير الجاري؟في الواقع لم يستفد المواطن الكويتي قيد أنملة من كل ذلك، ولم نشهد سوى مناكفات وبطولات وهمية وعناد بين جماعات متصارعة لا علاقة لها بالناس ومصالحهم وهمومهم، وما هي إلا ملفات إلهاء للشارع يتم "فبركة" الواحد منها تلو الآخر لكي يتهربوا من الاستحقاقات الوطنية والقرارات الشجاعة التي لا يستطيعون، سواء كانوا وزراءً أو نواباً، أن يتخذوها.