«المركز»: تفشي «كورونا» أثّر في حجم الطلب على السوقين الخليجي والعالمي
0.9% تراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز» المُركّب لدول مجلس التعاون الخليجي في يناير
قال المركز المالي الكويتي (المركز) في تقريره الشهري عن أداء الأسواق لشهر يناير 2020، إن الأسواق الخليجية أنهت هذا الشهر بمؤشرات سلبية متأثرة بالخسائر المتكبدة في السوق السعودي، بينما أعلنت الأسواق الخليجية الأخرى تحقيق مكاسب متواضعة. ووفق التقرير، تأثر إقبال المستثمرين سلباً نتيجة المخاوف بشأن تفشي فيروس كورونا في الصين وأثره اللاحق على النمو العالمي، إضافة إلى التوترات الجيوسياسية في مطلع يناير.وسجل المؤشر العام للأسهم الكويتية مكاسب متواضعة بارتفاع نسبته 0.7 في المئة في شهر يناير، ومن الشركات القيادية الكويتية، كانت «أجيليتي» و»بيت التمويل الكويتي» الأكثر ربحاً، بمكاسب شهرية بنسبة 3.9 في المئة و3.2 في المئة على التوالي.
وأعلن بيت التمويل الكويتي تحقيق زيادة سنوية بنسبة 10.4 في المئة في أرباح عام 2019. وحقق قطاع النفط والغاز أفضل أداء في يناير، إذ ارتفع مؤشر القطاع بنسبة 4.4 في المئة في حين سجل قطاع التكنولوجيا أكبر تراجع بانخفاض نسبته 3.8 في المئة. وعلى الصعيد الإقليمي، فإن مؤشر «ستاندرد آند بورز» المُركّب لدول مجلس التعاون الخليجي تراجع بنسبة 0.9 في المئة لهذا الشهر مع تعويض الخسائر المتكبدة في السوق السعودي بمكاسب متواضعة في الأسواق الأخرى. وأنهت السعودية تعاملات هذا الشهر بمؤشرات سلبية مسجلة تراجعاً بنسبة 1.7 في المئة، وأثر انخفاض أسعار النفط على السوق السعودي، تزامناً مع انخفاض سهم شركة أرامكو السعودية بنسبة 3.1 في المئة في هذا الشهر. وحققت البحرين أفضل أداءً في شهر يناير بارتفاع نسبته 2.9 في المئة ، تليها عمان وأبوظبي اللتان حققتا ارتفاعاً نسبته 2.5 في المئة و 1.6 في المئة على التوالي. وكان بنك قطر الإسلامي أفضل الشركات القيادية أداء في دول مجلس التعاون الخليجي، إذ ارتفعت أسهمه بنسبة 8.9 في المئة، مدعومة بتحقيق أرباح هائلة وارتفاع صافي ربحه لعام 2019 بنسبة 11 في المئة عنه في عام 2018، واحتلت «موانئ دبي العالمية» المرتبة الثانية بين الشركات المحققة للأرباح بارتفاع بنسبة 6.9 في المئة. وسادت حالة من التراجع في أداء أسواق الأسهم العالمية مع انخفاض مؤشر MSCI العالمي بنسبة 0.7 في المئة خلال الشهر. وتراجعت الأسهم الأميركية (إس آند بي 500) بنسبة 0.24 في المئة في يناير. وعلى الرغم من المؤشرات الإيجابية المتمثلة في ارتفاع معدل الوظائف غير الزراعية الأميركية وإبرام الصفقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين وانتعاش سوق الإسكان في الولايات المتحدة وتحقيق الشركات أرباحًا جيدة، فإن تراجع الأسواق نجم عن مخاوف انتشار فيروس كورونا وانخفاض حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في الوقت الراهن. وأغلق سوق المملكة المتحدة (مؤشر فوتسي 100) على انخفاض بنسبة 3.4 في المئة خلال شهر يناير. وبعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، المعروفة إعلامياً باسم «بريكست»، رسمياً في 31 يناير 2020، ستصبح في فترة انتقالية لمدة 11 شهراً، وبعدها ستنسحب بالكامل من الاتحاد الأوروبي. وعلى الرغم من التفاعل الإيجابي للأسواق تجاه هذا التغيير، فإن ضعف مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة وتفشي الفيروس ساهما في تراجع السوق البريطاني. كما أنهت الأسواق الناشئة تعاملاتها لهذا الشهر بمؤشرات سلبية، إذ سجل مؤشر MSCI للأسواق الناشئة خسائر شهرية بنسبة 4.7 في المئة. وإضافة إلى ذلك، سجلت الصين، مركز تفشي فيروس كورونا الذي أثار الفزع في الأسواق العالمية، خسارة بنسبة 2.4 في المئة في شهر يناير. وأغلقت أسعار النفط عند حاجز 58.2 دولاراً أميركياً للبرميل في نهاية شهر يناير 2020، مسجلة تراجعاً بنسبة 11.9 في المئة عن شهر ديسمبر 2019. وأثار تفشي فيروس كورونا في الصين المخاوف حول حجم الطلب على النفط من ثاني أكبر مستورد للنفط، مما تسبب في التراجع الحاد في أسعار النفط مع نهاية شهر يناير. وظلت أسواق النفط في حالة متقلبة طوال الشهر، إذ نتج عن المواجهة التي دارت بين الولايات المتحدة وإيران في مطلع يناير ارتفاع أسعار النفط حتى 68.7 دولاراً للبرميل. كما نتج عن تراجع حدة التوتر وضعف نمو الاقتصاد الصيني انخفاضًا في أسعار النفط خلال الشهر، على الرغم من حالة التفاؤل التي سادت عند إبرام اتفاق تجاري مرحلي بين الولايات المتحدة والصين. ودفعت هذه المخاوف المستثمرين نحو الاتجاه إلى أصول أكثر أماناً، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الذهب بنسبة 4.8 في المئة لهذا الشهر.