ينكب الرسام البلغاري ستامين كارامفيلوف على لوحة ليضيف إليها اللمسات الأخيرة، وينجز عملا ليس بالهين على الإطلاق بالنظر إلى فقدانه البصر على نحو شبه تام.

وبعد أن فقد كارامفيلوف الأمل تماما في العودة للرسم في البداية إثر إصابته بالعمى فجأة في 2015 ووصوله إلى حالة من اليأس جعلته يفكر في الانتحار، اكتشف أنه لايزال هناك سبيل لمواصلة الرسم بعد أن مرت أصعب لحظات الأزمة.

Ad

ويقول الفنان البالغ من العمر 76 عاما وقد علت الابتسامة وجهه، إن السر يكمن في الخبرة الكبيرة والحس المرهف. وكان يتحدث في مرسمه بمدينة بلوفديف جنوب بلغاريا وحوله لوحات مليئة بالحيوية والألوان لمناظر طبيعية وأخرى تجريدية.

واكتشف كارامفيلوف أنه لايزال قادرا على تمييز الفرق بين مجموعات الألوان وبين الداكن والفاتح بعينه اليسرى، أما باقي ما يحتاج إليه ليرسم لوحة إبداعية فيعتمد على موهبته ومهارته والذكريات التي جمعها عبر مسيرته الطويلة كفنان ومرمم لرسوم الكنائس.

وأوضح: "أرسم فقط على لوح أسود، لأن بمقدوري التعرف على الألوان الدافئة مثل البرتقالي والأحمر والأخضر الفاتح. أذهب للرسم في الخارج عندما يكون الجو مشرقا ومشمسا، لأنني أستطيع أن أرى الظلال حينئذ".

وفي المراحل الأولى من الرسم، يقف على بعد سنتيمترات من لوح الرسم، ويقسم الصورة في ذهنه إلى مربعات صغيرة، ثم يبدأ رسمها وربطها معا، ويغطي سطح اللوحة بشمع شفاف سائل، وهي وسيلة كلاسيكية تمكنه من الشعور بالخطوط والمساحات اللونية.