انتهت اللجنة الوزارية المكلّفة بمناقشة البيان الوزاري من صياغته، على أن يطرح ويقر في مجلس الوزراء خلال الساعات القليلة المقبلة. وفي حين تفرض الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة، التي يمرّ بها البلد، نفسها على المناقشات، بحيث ستحظى بحصّة الاسد في الصيغة من خلال البحث في الاجراءات الطارئة التي يجب اتّخاذها سريعاً للحدّ من حجم الخسائر وملاقاة مطالب الانتفاضة الشعبية والدول المانحة بإقرار اصلاحات ضرورية للحدّ من الهدر ومكافحة الفساد، تترقّب الأوساط المحلية ومعها المجتمع الدولي الفقرة المتعلقة بسياسة الحكومة في البيان الوزاري، باعتبار انها ستكون الاشارة التي ينتظرها اللبنانيون والخارج لتحديد هوية حكومة حسان دياب.

وقالت مصادر سياسية مقربة من قوى "8 آذار" إن "حزب الله يرفض اي مسّ بالثلاثية الذهبية: الشعب والجيش والمقاومة، تحت اي حجّة، كما يرفض اي إخراج انشائي بشأنها"، مضيفةً: "لا تغيير في صيغة الثلاثية، انطلاقاً من أنه لا يجوز المسّ بسيادة لبنان تحت الحجج والذرائع. هذه السيادة خط احمر ولا نقبل التفاوض عليها ولا اجراء عملية تبادل بشأنها مع مساعدات ووعود واهية". ورفضت المصادر ما يروّج من أن "فتح حنفية المساعدات الدولية للبنان مرهون ببيان وزاري لا يتضمّن الثلاثية الذهبية"، مشيرةً الى ان "كل الدول تتآمر علينا بحجّة المساعدات المالية".

Ad

إلى ذلك، لفت نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، أمس، إلى انه "الحمد لله تشكلت الحكومة في لبنان بعد جهد، وقد بدأ ركب الحكومة ينطلق، وأنتم تسمعون اليوم انتقادات واعتراضات فقط من أجل الانتقاد والاعتراض، على كل حال انكشف أيضاً من لا يريد قيام الدولة ولا الحكومة".

وأضاف قاسم: "علينا أن نستمر في السير وعلى الحكومة ان تلتفت تماماً إلى الأولويات، يجب عليها أن تعمل على الموضوع النقدي والمالي والاقتصادي والاجتماعي، وأن تضع الخطط وأن تعرف أنها مسؤولة أمام الشعب وأننا معنيون بأن نسألها وأن نحاسبها أيضاً، ولكن من الآن أقول لكم: حاسبوا الحكومة على ما تملكه وما تعرفه، وأيضاً حاسبوا المدَّعين الذين يقولون إنهم سيدعمون الحكومة من دول الخارج إذا لم يقدموا لها الدعم المطلوب".

في سياق منفصل، تظاهر عشرات اللبنانيين، أمس، أمام السفارة الأميركية في عوكر، رفضاً لـ"صفقة القرن" التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء الماضي. وتحت شعار "تسقط صفقة العار"، أطلق المتظاهرون الهتافات المنددة بالإدارة الأميركية، معتبرين أن "كل فلسطين لهم ولأولادهم وأحفادهم، وأن القضية الفلسطينية هي قضية الشرق الأوسط".

ودعا المتظاهرون "جميع العرب إلى النزول إلى الشوارع"، مؤكدين أن "هذه الصفقة ستسقط أمام إرادة الشعب الفلسطيني، كما سقط من قبلها سايكس بيكو ووعد بلفور".

وتمكّن بعضهم من تجاوز الأسلاك الشائكة، ووصلوا إلى الباب الحديدي الذي قطعت به الطريق المؤدية إلى السفارة، وقرعوا عليه بالحجارة، وسط تدابير أمنية مشدّدة اتخذتها فرقة من قوى مكافحة الشغب وعناصر من القوى الامنية خلف الباب الحديدي، في حين انتشرت قوّة من مغاوير الجيش على الشرفات.

وعمد بعض المعتصمين إلى رشق عناصر القوى الأمنية بالحجارة، التي ردت بدورها برش مادة تحرق العيون، مما أدّى إلى حالات إغماء واختناق في صفوف المتظاهرين.