جدة تستضيف اجتماعاً إسلامياً لرفض «صفقة القرن»

موسكو تشكك في قابلية الخطة للحياة... وباريس تطالب بـ «دولتين حقيقيتين»

نشر في 03-02-2020
آخر تحديث 03-02-2020 | 00:04
فلسطينية خلال مواجهات القوات الإسرائيلية أمس الأول   (أ ف ب)
فلسطينية خلال مواجهات القوات الإسرائيلية أمس الأول (أ ف ب)
بعد الإجماع العربي على رفض خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، تتجه الأنظار اليوم إلى منظمة التعاون الإسلامي، ترقباً لاتخاذها قراراً مماثلاً دعماً للفلسطينيين، في وقت ألغت الحكومة الإسرائيلية اجتماعاً لبحث ضم أجزاء من الضفة الغربية.
يعقد وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، اليوم في جدة، اجتماعاً طارئاً ومفتوحاً، لبحث موقفها من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، (السلام في الشرق الأوسط) المعروفة باسم "صفقة القرن"، التي خلص اجتماع وزراء الخارجية العرب، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى رفضها، وعدم التعاون في تنفيذها، باعتبارها "لا تلبي الحد الأدنى من حقوق وطموحات الشعب الفلسطيني، وتخالف مرجعيات عملية السلام المستندة إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".

في المقابل، ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماع حكومته أمس المخصص سابقاً للبحث لبحث ضمّ أجزاء من الضفة الغربية، في إطار التنفيذ الفوري لخطة ترامب المثيرة للجدل، التي تتضمن إقامة دولة فلسطينية في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل.

ورغم التحذير الأميركي من ضم مستوطنات الضفة الغربية ومناطق ستصبح جزءاً من إسرائيل، بما في ذلك غور الأردن قبل الانتخابات الاسرائيلية المقررة في 2 مارس المقبل، أكد مسؤولون إسرائيليون أن نتنياهو سيعقد اجتماعاً حول ضم بموجب خطة ترامب.

وفيما بدا أنه عرض للمقايضة، يدرس حزب "ليكود" الذي يقود الائتلاف الحاكم، على اقتراح مصادقة الحكومة على خطة ترامب بالكامل بما في ذلك اقامة دولة فلسطينية، ثم اجراء تصويت في الكنيست على ضم المستوطنات بالضفة.

وترفض أحزاب اليمين المتشدد والديني موافقة اسرائيل على قيام دولة فلسطينية، لكنها تستعجل "الضم".

وكان منافس نتنياهو، بيني غانتس زعيم حزب "ابيض ازرق"، اقترح قبل ايام التصويت على الصفقة بالكامل في الكنيست لإحراج نتنياهو مع أحزاب اليمين المتشدد والديني.

وبعد أن تمهلت موسكو في إعلان موقفها من الخطة الأميركية وقولها انها ستدرسها بتأن،

اعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس أنه "يمكن بالعين المجردة رؤية أن صفقة القرن لا تتوافق مع عدد من قرارات مجلس الأمن"، مؤكداً أن "رد فعل فلسطين وعدد من الدول العربية عليها تجعلنا نفكر بمدى قابليتها للحياة".

ومن ناحيته، شدد كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر، على "الخطة عرض صلب وجاد وعلى القيادة الفلسطينية المشاركة في العرض، وإذا كانت هناك أشياء يريدون تغييرها ولا تعجبهم الأماكن التي رسمناها فليأتوا ويقولوا لنا أين يريدون رسم الخطوط، أما إذا أرادوا الموقف الذي تمسكوا به على مدار 25 عاماً فلن يحصلوا على شيء".

وأكد صهر ترامب أن "استمرار القضية الفلسطينية بدون حل سيؤدي إلى زيادة التطرف، وإلى لجوء الجهاديين لاستغلالها لإثارة الكراهية، ودفع الناس للقيام بأفعال سيئة".

وأضاف: "حاولنا أن نكون أول من يضع خريطة للسلام، وهذا شيء لم يتم من قبل، ولم يتم تنفيذه في سياق المفاوضات، ولم تكن هناك خريطة وافقت إسرائيل عليها، إن هذه خطوة رئيسية تاريخية استطاع الرئيس ترامب وحده أن ينجزها بسبب علاقته الوثيقة بإسرائيل، ولأن شعبها يثق به وكذلك الكثير من الدول العربية، يفهم أن أمن المنطقة مهم جدا بالنسبة له، وأنه يتفهم شواغلهم الأمنية".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة، على مدار العامين السابقين، تحدثت مع كل القادة العرب، متابعاً: "كلهم أرادوا رؤية الفلسطينيين يعيشون حياة أفضل، وكانوا يدفعوننا بمنتهى القوة لخلق شيء من شأنه كسر الجمود".

وفي قرار عقابي، أوقف وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت بدءاً من صباح أمس استيراد المنتجات الزراعية من الأراضي الفلسطينية، مرجعاً ذلك إلى الاستمرار في مقاطعة السلطة للمواشي، الذي تسبب في إلحاق أضرار بمئات المزارعين الإسرائيليين.

من جهة ثانية، أعلنت وزارة الدفاع، التي تسيطر على معابر غزة، تعليق شحنات الاسمنت الموجهة إلى القطاع المحاصر، وتعليق 500 تصريح تجاري بالدخول إلى إسرائيل "حتى إشعار آخر بسبب استمرار إطلاق الصواريخ والبالونات الحارقة".

ولليوم الثالث، أعلن الجيش الإسرائيلي قيام طائرات ومروحيات قتالية ليل السبت- الأحد باستهداف مواقع لحركة "حماس" في غزة، تتضمن بنية تحت الأرض وقاعة عمليات، مؤكداً أنه رد على إطلاق صواريخ من القطاع باتجاه الجنوب.

إلى ذلك، دعا الاتحاد الأوروبي أمس الفلسطينيين والإسرائيليين إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، مؤكداً أنه ليس هناك أي خطة سلام ناجحة بدون اتفاق الاطراف.

وعبر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، أمس، عن "تحفظات" بلاده حيال خطة ترامب، موضحاً أن "هناك إطاراً هو القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن. وهناك هدف وهو وجود دولتين يسود أمن بينهما وبحدود معترف بها دولياً، دولتان حقيقيتان مع كل الصلاحيات المرتبطة بالدول وكذلك مجمل الواقع الديموغرافي والمادي المرتبط بدولة". وأضاف: "ثم هناك منهجية وهي التفاوض. وفي الوضع الحالي المبادرات الاحادية الجانب ليست مثمرة آليا بالتالي لدينا علامات استفهام وتحفظات ازاء هذا الوضع".

ونفى وزير الخارجية وجود أي التباس بشأن رد الفعل الفرنسي الاول، مؤكداً: "أشدنا بجهود ترامب لا بنتائج الجهود".

ودعا إلى مباحثات مع دول المنطقة وبين الأوروبيين "لمحاولة اخذ موقف جماعي"، موضحاً أن فرنسا تؤيد نقاشاً في الأمم المتحدة، كما يطلب الفلسطينيون.

سجال بين عريقات وصهر ترامب

ردّ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات على اتهام مستشار الرئيس الأميركي وصهره غاريد كوشنر له بالفشل في التوصل لاتفاق سلام لشعبه، مؤكداً أن ذلك بسبب "أمثالك الذين يريدون الإملاءات، ويعتقدون أنهم يستطيعون فرض أبرتايد نتنياهو (نظام الفصل العنصري) على الشعب الفلسطيني للأبد". وقال كوشنر في مقابلة مع "إم بي سي مصر" أجراها الإعلامي عمرو أديب: "صائب عريقات كبير مفاوضات منذ 25 عاماً، لم يصل لأي اتفاق، هذا الرجل لديه رقم قياسي من الفشل في عقد صفقات السلام ويقول إن خريطة ترامب لا تقدم أي جديد، وأن هناك خرائط أخرى صادرة من قبل، أعتقد أنه رسمها على منديل ورقي وتخلص منها بعد ذلك".

back to top