على وقع سجال واتهامات متبادلة مع الروس بانتهاك اتفاقات سوتشي، دخلت 3 أرتال عسكرية للجيش التركي إلى الأراضي السورية من معبر كفرلوسين وتوجهت نحو ريف حلب الجنوبي مروراً بريفي إدلب الشمالي والغربي بهدف تعزيز نقاط المراقبة المنتشرة على خطوط التماس بين الجيش السوري وفصائل المعارضة، وتحديداً في سراقب، التي تعد نقطة تقاطع الطرق الدولية بين دمشق وحلب M5 وبين حلب واللاذقية M4.

وأنشأ الجيش التركي 10 حواجز عسكرية ووزع قواته الجديدة، في منطقة الصوامع، ومفرق كفر عميم جنوب شرقي سراقب، وتل عيس والراشدين جنوبي حلب، إضافة إلى إنشاء نقطة مراقبة هي الثالثة في المنطقة بين بلدة الزربة وبلدة خان طومان على طريق دمشق-حلب الدولي M5.

Ad

وفي مؤشر على التصعيد مع روسيا، التي واصلت قصفها الهسيتيري على إدلب، أفاد المرصد السوري بأن القوات التركية أعلنت طريق حلب - اللاذقية منطقة عسكرية.

وعلى غرار بلدات وقرى عدّة في محيطها، فرغت سراقب من سكانها على وقع تقدم قوات الحكومة وسيطرتها منتصف الأسبوع على معرة النعمان، ثاني كبرى مدن إدلب، في إطار تصعيد مستمر في المنطقة.

وإذ تحدث عن استهداف الطائرات الروسية محيط الرتل التركي أثناء مروره بالقرب من قرية كفر حلب، أحصى المرصد مقتل تسعة مدنيين على الأقل معظمهم من أفراد عائلة واحدة جراء غارات مماثلة على مناطق، فضلاً عن ١٥٠ مقاتلاً في المعارك الدامية.

وللمرة الأولى منذ عملية "درع الفرات" التركية المنتهية في مارس 2017، استهدفت خمس غارات جوية مدينة الباب شرقي محافظة حلب، مخلفة إصابات طفيفة بين المدنيين وحرائق في المدينة.

وفي وقت سابق، اتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الخميس الماضي روسيا بعدم الالتزام باتفاق سوتشي الموقع بينه وبين الرئيس فلاديمير بوتين في سبتمبر 2018 وانتهاك مسار "أستانة"، مؤكداً أن "صبره ينفد وسيتخذ إجراءات في إدلب من الآن فصاعداً".

في هذه الأثناء، ظهر القائد العام لجبهة "النصرة" سابقاً أبو محمد الجولاني، لأول مرة بعد معارك ريف إدلب وريف حلب الغربي، ضمن مقاتلين من مجموعة "العصائب الحمراء".

ونشرت وكالة "إباء" التابعة للجبهة تسجيلًا السيت يظهر الجولاني خلال "اجتماع لبيعة انغماسيي العصائب على الموت قبيل دخول جمعية الزهراء"، مشيرة إلى بدء عملية عسكرية في الأحياء الغربي لمدينة حلب.

وفي مواجهة التصعيد السوري بدعم روسي ونزوح مئات الآلاف باتجاه مناطق أكثر أمناً قرب الحدود التركية، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى وقف "فوري" للمعارك، مبدياً "قلقه البالغ" من "استهداف المدنيين والبنى التحتية بشكل غير مقبول".

وفي خضم أزمة اقتصادية ومالية حادة تشهدها سورية الغارقة في الحرب منذ نحو تسع سنوات، بدأت وزارة التجارة وحماية المستهلك ،أمس الأول، بيع عدد من المواد الغذائية الأساسية المدعومة، عبر نظام "البطاقة الذكية"، محددة سقف شهري لبيع كيلو السكر للشخص على ألا تتجاوز حصة الأسرة أربعة كلغ، ومثله من الأرز على ألا تتجاوز الأسرة 3 كلغ. أما الشاي فهو بمعدل 200 غرام للفرد على ألا تتجاوز الكمية كيلو واحداً للأسرة.