في إطار ما يقوم به من مجهودات في سبيل النهوض بفن الخزف في الكويت، أقام بيت الخزف الكويتي "معرض الخزف الأول" في متحف الفن الحديث. وافتتح المعرض الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. بدر الدويش، ومدير إدارة الفنون التشكيلية ضياء البحر، ومسؤولة بيت الخزف ديمة القريني.
وشارك في المعرض نخبة من الخزافين الكويتيين الذين قدموا أعمالهم في أنساق فنية متنوعة، بمدلولاتها الواقعية والخيالية، وتنوعت المدارس التي استخدمها الفنانون في إنجاز أعمالهم الخزفية، وفق تصوراتهم، مما أوجد حزمة من التنوع في الخزفيات التي تضمنها هذا المعرض في نسخته الأولى.
حاجات الإنسان
وجاء في كلمة لأمانة المجلس الوطني: "لازم فن الخزف حاجات الإنسان النفعية والجمالية منذ بدايات الحياة البشرية، وحقق مع مرور الوقت مكانة بارزة في مجالات الفنون التشكيلية، وساهمت تحولاته الفنية في استعراض اعتباراته الجمالية، من حيث الشكل والصورة والعمل التقني وخلق السرد بشكل تمرد على كونه صناعة وتقنية إنتاج وصناعة قالب باستخدام الطين والجص". وبينت أن المجلس قد خصص مبنى بيت غيث بن عبدالله بن يوسف، الذي قام بترميمه وصيانته، مقرا للخزافين، ومكانا لإقامة ورشهم وفعالياتهم، عرفانا منه بالدور الفني والثقافي الذي يقومون به من أجل إغناء المشهد الثقافي في الكويت، وأن المجلس بإقامته المعرض المشترك لفناني بيت الخزف الكويتي إنما يؤكد دعمه غير المحدود لكل أنواع الفنون التشكيلية.الساحة الفنية
واختار المعرض الفنان الرائد في مجال فن الخزف خزعل القفاص ليكون ضيف الشرف، بفضل ما يحمله من تاريخ فني طويل على الساحة الفنية وخصوصاً الخزف، وعرفاناً بدوره المشهود في تنشيط فنون الخزف في الكويت، من خلال أعماله التي لاتزال تؤكد قدرة الفنان الكويتي على التفوق والنبوغ خلال تعاطيه مع تقنيات الخزف، وما يحتاج إليه من مراس وخبرة وإتقان.وشارك نحو 19 فناناً وفنانة في المعرض، ومنهم عباس مالك، وعلي حسن العوض، وفواز الدويش، والدكتورة جميلة جوهر، وأمل الجفيرة، وجعفر الحمر، ومنال العصفور، ونورة المري، وعبدالعزيز الخباز، ونورة العلي، ودلال ملك، وطليعة الخرس، وحسن النجادة، ومحمد الحطب، وهناء البلوشي، ودلال السعيد.وجالت "الجريدة" في المعرض، ويلاحظ أن المشاركين فيه فنانون كبار جنباً إلى جنب مع فنانين شباب، مما أعطى المعرض مساحة واسعة من التنوع، الذي يظهر قيمة فنون الخزف في الحياة اليومية وما يمثله من جماليات، تحفز الذهن على التفكير، واستخدم بعض الفنانين في خزفياته الزخرفة اللونية التي تعطي انطباعات فنية في مسائل تتعلق بالحياة، وأخرى تتعلق بتحري الجمال في مادة الخزف من خلال الألوان الزاهية التي تعطي أحاسيس بالسعادة والفرح. وهناك أعمال امتازت بالخيال من خلال ما احتوته من مزج في استخدام الأساليب والمدلولات للوصول إلى حالات متقنة من الرمز، ومن ثم التفاعل معه في سبيل إثراء الفكرة وتحويلها إلى معاناة إنسانية تشير إلى الواقع ولكن بطريقة رمزية.