كشف مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي عن تمديد عروض مسرحية الثمن ليومي 9 و10 فبراير الجاري على أن يكونا آخر عرضين للمسرحية التي قدمت من 23 إلى 26 يناير الماضي على مسرح "الدراما" وحققت اصداء طيبة. وتأتي عروض "الثمن" في إطار الفعاليات المتنوعة للموسم الثقافي الثالث، لمركز جابر الأحمد الثقافي حيث تتواصل العروض الفنية والمسرحية المتميزة، التي تحمل صبغة محلية، وتناقش موضوعات اجتماعية متنوعة.
ميراث عائلي
ومسرحية «الثمن»، للكاتب الأميركي آرثر ميلر، بمعالجة كويتية للكاتب المسرحي عبدالعزيز السريع تدور أحداثها عام 1968، حول ميراث عائلي (أثاث) يعرض للبيع بعد وفاة رب الأسرة، وتناقش المسرحية القيمة المادية والمعنوية لقطع الأثاث في سياق القرارات التي يتخذها الأبناء والصراع الناشئ بينهم بسبب اختلاف توجهات كل منهم في بحثهم عن السلام في الماضي والأمل في المستقبل.وتتميز المسرحية بأن أحداثها تدور في مكان واحد وزمن واحد، وتتناول العلاقة بين شخصياتها الأربع، من خلال الحوار الكاشف عن أبعاد تلك الشخصيات ومنطلقاتها.العرض الأول
وعرضت المسرحية للمرة الأولى عام 1988 على مسرح الدسمة، في افتتاح الدورة الأولى لمهرجان الفرق المسرحية الأهلية الشابة لدول مجلس التعاون، وأخرجها حينئذ الراحل فؤاد الشطي، ولم يتم تصويرها للتلفزيون.واختار الكاتب السريع في معالجته للنص الأصلي إلباسه ثوبا كويتيا، بحيث يتم إسقاط أحداثها على واقع المجتمع المحلي، وحظيت المسرحية آنذاك بأصداء إيجابية، لكنها لم تقدم للعرض العام بسبب تزامن عرضها مع حدث اختطاف «طائرة الجابرية».ورأى السريع مؤخرا إعادة عرضها، نظرا لأهميتها بين أعمال آرثر ميلر من جهة، وموضوعها الرئيس الذي لا يزال صالحا لتسليط الضوء عليه في الوقت الحالي من جهة أخرى.الشخصيات
وأسند السريع إخراج مسرحية «الثمن» للفنان الشاب يوسف الحشاش، ويؤدي أدوار الشخصيات النجم عبدالله السدحان من السعودية، وناصر كرماني وشهاب جوهر وفاطمة الطباخ من الكويت، ويصمم الديكور محمد الربيعان.وتأتي «الثمن» إضافة جديدة ضمن فعاليات الموسم الثالث لمركز الشيخ جابر الثقافي، التي تبلغ أكثر من 100 فعالية، وتتنوع بين أعمال استعراضية، ومسرحية، وموسيقية، وغيرها، وتتميز فنيا بالابتكار والتنوع.ولعل تجارب السنوات السابقة شكلت حافزا كبيرا لابتكار أنشطة كويتية خاصة بالمركز، تحمل في طياتها مزيجا من القيم الفنية والثقافية مع الحرص على تقديمها بقالب ممتع.منصة مجتمعية
يذكر أن مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي يهدف إلى رعاية الأنشطة والفعاليات الفنية والثقافية والإبداعية الاستثنائية التي يستضيفها ويعرضها على مسارحه، إضافة إلى تعزيز مكانته كمنصة مجتمعية تفاعلية قادرة على إثراء المشهد الثقافي والفني في المجتمع الكويتي.وللتعرف على آخر عروض وفعاليات الموسم الثقافي الحالي، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني الرسمي لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي www.jacc-kw.com، ومتابعة حساباته عبر @jacc_kw على انستغرام وتويتر.السريع: المسرح الاجتماعي يروق لي
يرى الكاتب السريع أن أهمية "الثمن" تأتي من أن موضوعها لا يقتصر على زمان أو مكان محددين، ويعتبر حضورها فرصة لمن يحب المسرح النوعي الذي يخاطب عقل الإنسان ووجدانه، فضلا عن تسليطها الضوء على صراع الإنسان مع نفسه وغيره وصراعه مع البيئة المحيطة به والغيبيات.وعن سبب اختيار السريع مسرحية الثمن لتكون ضمن أعماله العديدة، سواء التي قام بإعدادها أو كتابتها، يقول السريع إن المسرح الاجتماعي الذي يبحث هموم المجتمع يروق له. ويضيف أن لدى آرثر ميلر، الذي يعتبره ملك المسرح الاجتماعي، مسرحيات منها "بعد السقوط" و"كلهم أبنائي" و"موت بائع متجول"، لكنه اختار "الثمن" لأنها الأقرب لمعالجة قضايا تهم المجتمع في الكويت بشكل خاص، والوطن العربي بشكل عام.ويرى أن المسرحية تتحدث عن البون الشاسع بين الطبقات المحدودة الدخل والطبقات الثرية وطغيان المادة على حياة الإنسان، وهو ما يجعل موضوعها حياً وقابلاً لأن يكون عملاً مسرحياً يرضي شريحة كبيرة من الناس.وحول المواضيع التي تدور حولها المسرحية، يقول السريع إنها مسرحية تعالج هموم الإنسان والمواطن وتناقش فكرة مألوفة، وهي كيف يتم استغلال الإنسان الضعيف، وكيف يزداد الغني ثراء، إضافة إلى أنها تتطرق إلى الاحتكار وسيطرة رؤوس الأموال على مفاصل الحياة.من زاوية أخرى، يرى السريع أن المسرحية موجهة بشكل خاص إلى الأجيال الشابة أكثر مما هي موجهة إلى الأجيال السابقة.هموم المواطن
وحول أهميتها، يؤكد السريع أنها مهمة جدا، ولولا أهميتها، لما قدمها في المهرجان الأول التابع لمجلس دول مجلس التعاون الذي أقيم في الكويت عام 1988 من إخراج المرحوم فؤاد الشطي.وأضاف أن في رصيده العديد من المسرحيات التي تلامس عواطف الناس وتقترب منهم كثيراً وتعالج هموم المواطن وتكشف حياته، مثل "ضاع الديك"، و"1، 2، 3، 4 بم"، و"بحمدون المحطة"، و"الجوع"، و"الأسرة الضائعة"، و"الدرجة الرابعة".