سربت السلطات الأوكرانية تسجيلاً صوتياً يظهر أن الإيرانيين علموا من اللحظة الأولى بأنهم أسقطوا الطائرة المدنية الأوكرانية بصاروخ أطلقه الحرس الثوري مطلع يناير الماضي، مما أثار غضب طهران التي أعلنت أنها لن تشارك المعلومات مع الخبراء الذين أوفدتهم كييف إلى الجمهورية الإسلامية مجدداً.

وبث التلفزيون الأوكراني الرسمي التسجيلات المسربة، التي تظهر لأول مرة أن السلطات الإيرانية كانت تعلم منذ الوهلة الأولى أن الطائرة تم إسقاطها بصاروخ خاطئ.

Ad

ويظهر نص التسجيلات، محادثة باللغة الفارسية بين وحدة تحكم الحركة الجوية وطيار إيراني يقود طائرة من طراز «فوكر 100» لمصلحة شركة طيران «آسمان» الإيرانية في طريقها من مدينة شيراز إلى طهران.

ويقول الطيار في التسجيل لبرج المراقبة: «أرى سلسلة من الأضواء، إنها مثل. نعم، إنه صاروخ، هل هناك خطأ ما؟»

ثم يسأل برج المراقبة مرة أخرى «لا لم يصبني شيء؟ على بعد كم ميل؟ أين اتجه؟»

ثم يكرر الطيار في رسالة أخرى أنه رأى النور بالقرب من مدينة بيام، المكان الذي أطلق منه صاروخ «جارد تور إم-1» الذي ضرب الطائرة الأوكرانية.

وقال الطيار في رسالته الثانية: «إنه ضوء صاروخ، ألم تروا شيئاً حتى الآن؟»

وأضاف قائلاً: «عزيزي المهندس الموجود في البرج، لقد كان انفجاراً، لقد رأيت ضوء كبيراً جداً هنا، لا أعرف حقاً ماذا كان».

وقال رئيس فريق التحقيق الإيراني حسن رضائي فر، أمس: «في خطوة غريبة نشر فريق التحقيق الفني في تحطم طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية الملف الصوتي السري لاتصالات قائد طائرة كانت تحلق في نفس وقت تحليق الطائرة المنكوبة».

وأضاف: «تصرف الأوكرانيين دفعنا لعدم مشاركة أي أدلة أخرى معهم». واعترف فر، بصحة التسجيل وأنه تم تسليمه إلى المسؤولين الأوكرانيين، لكنه لم يكن مسموحاً بتداوله في الإعلام.

ووجه اتهاماً إلى أوكرانيا بانتهاك قواعد التحقيق ورجح تأثير ذلك على تعاون طهران حول الحادث.

من جهته، أكد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أن التسجل يعتبر «دليلاً مهماً بأن الجانب الإيراني كان يعرف منذ البداية أسباب الكارثة لكنه كان يسعى لإخفاء الحقيقة».

واستدرك «نسافر دوماً للمساعدة في فك تشفير الصناديق السوداء، لكننا نسعى كذلك أن ننقلها إلى هنا كي نفحصها بأنفسنا، فهذا أمر مهم جداً بالنسبة لنا». وأكد الرئيس أن كييف غير راضية عن حجم التعويض الذي عرضته إيران على أسر 10 أوكرانيين لقوا حتفهم في الحادث الذي تسبب بمقتل 176 شخصاً أغلبهم من الإيرانيين.

وقال: «الجانب الإيراني عرض على الفور دفع 80 ألف دولار لكل أسرة. هذا مبلغ ضئيل جداً. سنضغط من أجل الحصول على مبلغ أكبر».

في سياق آخر، أعلن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي، أن طهران ستطلق قمراً صناعياً بنهاية الأسبوع الجاري، مسلطاً الضوء على برنامج تقول الولايات المتحدة إنه واجهة لتطوير الصواريخ الباليستية.

وكتب جهرمي على «تويتر»: «لا نخشى الفشل ولن نفقد الأمل. بصلواتكم وثقتكم في الله سيكون قمر ظفر الصناعي بحلول نهاية هذا الأسبوع. متجهاً نحو مدار يبعد 530 كيلومتراً من الأرض».

وكان مصدر بمنظمة الفضاء الإيرانية قد كشف لـ«الجريدة» في وقت سابق أن بلاده تستعد لعملية الإطلاق بالتزامن مع احتفالات ذكرى الثورة وبعد عام من فشل محاولة مماثلة أفادت مصادر بأن واشنطن احبطتها عبر التشويش الإلكتروني.

إلى ذلك، رأى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن «القناة الإنسانية السويسرية» التي أعلن الخميس الماضي تشغيلها لنقل سلع ضرورية تشمل أغذية وأدوية إلى طهران دون الاصطدام بالعقوبات الأميركية، ليست مؤشراً على حسن نية الولايات المتحدة.

وقدم ظريف الشكر إلى الحكومة السويسرية، قبل أن يلتقي مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في طهران أمس.

وأجرى ظريف جولتين من المحادثات مع بوريل تمحورت حول العلاقات الثنائية بين إيران والاتحاد الأوروبي، فضلاً عن آخر المستجدات الإقليمية والدولية.

وهذه هي أول زيارة يقوم بها بوريل للجمهورية الإسلامية منذ توليه المنصب وبعد تفعيل الدول الأوروبية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا آلية فض النزاع المنصوص عليها في الاتفاق النووي التي قد تقود إلى إعادة فرض العقوبات الدولية على طهران وانهيار الاتفاق المبرم عام 2015 بشكل كامل.