بعد حملة مكثفة استمرت أشهراً وسبع مناظرات تلفزيونية وانسحاب عدد من المرشحين، جاء دور الناخبين الديمقراطيين للإدلاء بأصواتهم، مدشنين أمس، انتخابات تمهيدية لاختيار منافس دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في نوفمبر المقبل.

وجرى التصويت فجر اليوم بتوقيت الكويت، في مجالس انتخابية (كوكوس)، حيث جلس في صالات في جميع أنحاء الولاية، كل ناخب تحت راية المرشح الذي اختاره.

Ad

ويحتل أربعة من المرشحين الـ11 الطليعة في استطلاعات الرأي في الأشهر الأخيرة في "آيوا"، على رأسهم السناتور التقدّمي بيرني ساندرز في المرتبة الأولى متقدما على نائب الرئيس السابق جو بايدن، وهما رجلان سبعينيان يملكان معاً ثمانين 80 عاماً من التجربة السياسية، ثم رئيس البلدية الشاب المثلي بيت بوتيدجيدج وعضو مجلس الشيوخ التقدمية إليزابيث وارن. وسجلت السناتورة إيمي كلوبوشار تقدما في نوايا التصويت أخيرا.

وعشية عقد مجالس الناخبين، أظهر استطلاع أجراه "معهد ايمرسون" أن ساندرز يحظى بدعم 28 في المئة من الناخبين في "آيوا"، بفارق 7 نقاط عن الوسطي بايدن الذي يتصدر نتائج الاستطلاعات على مستوى البلاد.

ويأتي خلف بايدن بوتيدجيدج ووارن بفارق أربع نقاط.

ومن المرجح أن يتقلّص مجال المنافسة أكثر عقب انتخابات الولاية المُهمّة التي تقدم أول نتائج موثوقة في سباق سيحدد التوجه المستقبلي للحزب وحامل لوائه في الانتخابات الرئاسية في 2020.

وقال ساندرز (78 عاماً)، الذي هزم في هذه الولاية أمام هيلاري كلينتون قبل أربع سنوات، لأنصاره: "كل شيء يبدأ بآيوا". وهو يعتمد على الأقليات والشباب الذين يصفهم بأنهم "الأكثر تقدمية في تاريخ هذا البلد".

أما وارن (70 عاما) فقد أكدت أن "أهم شيء هو دحر دونالد ترامب".

ومنذ أشهر، يدعو المرشحون والناخبون الديمقراطيون على حد سواء إلى "إلحاق الهزيمة بترامب" قبل كل شيء في الثالث من نوفمبر المقبل.

ويبدو ترامب حاضرا بقوة في هذه الانتخابات التمهيدية لا سيما مع اقتراب جلسة تبرئته في مجلس الشيوخ لتبرئة ترامب غداً بعد محاكمته. وترامب متهم بأنه طلب من أوكرانيا إجراء تحقيق بشأن خصمه الديمقراطي المحتمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة جو بايدن، وبتجميد مساعدة عسكرية لكييف للضغط في هذا الاتجاه.

ولا يتردد ترامب في التعليق بسخرية في أغلب الأحيان على المتنافسين في هذه الانتخابات. فقد قال في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، أمس الأول: "لديّ ألقاب صغيرة لهم جميعاً".

وبشأن ساندرز، قال ترامب: "أعتقد أنّه شيوعي، أفكّر بالشيوعية عندما أفكّر ببيرني"، مضيفاً: "أعتبره اشتراكياً، لكنّه أبعد بكثير من الاشتراكي"، لكنه رأى "على الأقلّ هو صادق فيما يؤمن به".

وواصل الملياردير الجمهوري ذمّه السناتور عن ولاية فيرمونت: "أدعوه بيرني المجنون"، متّهماً مرة أخرى منافسي ساندرز الديمقراطيين بأنهم "يزوّرون نوعاً ماً الانتخابات ضدّه"، قبل أن يطلق سهماً جانبياً على السناتورة إليزابيث وارن "التي لا تقول الحقيقة".

أما نائب الرئيس السابق جو بايدن، فقال عنه ترامب: "أَنظر إليه فحسب، إنّه نعسان. جو النعسان"، مردّداً بذلك نعتاً كثيرا ما أطلقه على نائب الرئيس السابق.

ولم يوفّر ترامب في هجومه الساخر مايكل بلومبرغ، فقال "إنّه صغير البنية جدّاً"، مؤكّداً أنّ الملياردير والرئيس السابق لبلدية نيويورك طلب أن يوضع له "صندوق" خلف المنصّة كي يقف عليه خلال المناظرات التلفزيونية من أجل أن يبدو أطول ممّا هو عليه.

وقال ترامب: "لا مشكلة في أن تكون صغيراً (...) لكنّه يريد صندوقاً للمناظرات، لماذا ينبغي أن يحقّ له بذلك؟".

وسارعت الحملة الانتخابية لبلومبرغ إلى نفي ما قاله ترامب. وقالت جولي وود المتحدثة باسم الحملة إنّ "الرئيس يكذب، إنه كذّاب مرَضي يكذب بشأن كلّ شيء: شعره المزيّف، ووزنه الزائد وسُمرة بشرته الاصطناعية".

وتجري الانتخابات الرئاسية الأميركية في 3 نوفمبر، أي في غضون 275 يوماً.