الصين: أميركا تنشر الذعر ولم تساعدنا في «أزمة كورونا»
• بكين هوّنت من خسائرها الاقتصادية: «مؤقتة» ولا تمنع النمو
• روسيا تحظر دخول الصينيين
أعلنت السلطات الصينية، أن عدد الوفيات المؤكدة في البلاد من جراء فيروس كورونا المستجد ارتفع إلى 361، بعدما أودى هذا الفيروس التنفسي المميت بحياة 56 شخصاً إضافياً في مقاطعة هوبي، بؤرة الوباء في وسط البلاد.
انتقدت الصين، أمس، الولايات المتحدة بشدة لفرضها قيوداً على دخول المواطنين الصينيين إلى أراضيها بسبب فيروس كورونا المستجد، الذي ارتفعت وفياته إلى 361، واتهمت واشنطن بـ "اثارة الذعر ونشره".وكان مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض روبرت أوبراين، قال، في مقابلة مع قناة CBS الأميركية، إن "الصين لم تقبل عروضنا بالمساعدة في احتواء المرض".وأضاف: "لم ترد بكين إلى الآن على عروض المساعدة من المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وكل العروض من مختصين صحيين آخرين".
وتابع: "نمتلك خبرة هائلة فيما يتعلق بتلك الأمراض، نعلم أن انتشاره مصدر قلق عالمي، لذلك نريد أن نساعد زملاءنا في الصين، ومازلنا نقدم العرض ونأمل أن يقبلوه".من ناحيته، قلّل الرئيس الأميركي دونالد ترامب من شأن المخاوف من تأثير الفيروس، وقال في الوقت نفسه، إن الولايات المتحدة اتخذت إجراءات حاسمة لحماية الأميركيين من خطر "كورونا".وردت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيانغ على تصريحات أوبراين، بأن "الولايات المتحدة لم تقدم مساعدة مهمة، وكانت أول من قام بإجلاء طاقم قنصليتها في ووهان، وتحدث عن سحب جزئي لطاقم سفارة بلاده وفرض قيود دخول على المسافرين الصينيين".وأضافت: "بعض الدول، خصوصا الولايات المتحدة، تتعامل مع فيروس كورونا بطريقة عجيبة جداً. لم تتلق الصين أي مساعدة جوهرية من الولايات المتحدة، وكل ما تلقته بكين هو خلق حالة من الخوف ونشر الذعر في كل العالم". وأوضحت هوا من ناحية أخرى، أن الصين "بحاجة ملحة لأقنعة طبية واقية وبزات واقية ونظارات وقاية" مع تجاوز عدد الوفيات بسبب الفيروس كورونا المستجد عدد ضحايا أزمة فيروس "سارس" عام 2002، بينما فاق عدد المصابين 17 ألفا.وأعلنت السلطات الصينية، أمس، أنّ عدد الوفيّات المؤكّدة في البلاد من جرّاء الفيروس ارتفع إلى 361 بعدما أودى هذا الفيروس التنفّسي المميت بحياة 56 شخصاً إضافياً في مقاطعة هوبي، بؤرة الوباء في وسط البلاد.
المستشفى الميداني
وفي مواجهة ازدحام يفوق طاقة المستشفيات، استقبلت مدينة ووهان ومقاطعة هوبي التي تقع فيها وباتت مع سكانها البالغ عددهم 56 مليون نسمة، مقطوعة عن العالم منذ 23 يناير الماضي، أمس، أوائل المرضى في مستشفى تم تشييده خلال مهلة قياسية تبلغ 10 أيام.ورافقت عملية بناء "المستشفى الميداني لإله النار" دعاية إعلامية كبيرة شملت بثا متكررا للقطات على التلفزيون. ويفترض أن يتسع المستشفى لألف شخص. وسيتولى طاقم طبي من 1400 عسكري الاهتمام بالمرضى.ويجري تشييد مستشفى أكبر يتسع لـ 1600 شخص في المدينة نفسها، سيفتح أبوابه خلال أيام.أسواق المال
وبعد عطلة استمرت 10 أيام بمناسبة رأس السنة الصينية، تكبدت أسواق المال الصينية التي تشعر بقلق كبير من شلل البلاد وآفاق اقتصادية سيئة، خسائر كبيرة.وفي مواجهة الأزمة، أغلقت بورصتا الصين القارية أمس، على تراجع تجاوز السبعة في المئة في أسوأ انخفاض يومي منذ صيف 2005، في أسواق تسودها حالة ذعر من الوباء.وحدث ذلك مع أن السلطات الصينية أعلنت أمس الأول اجراءات لطمأنة المستثمرين. لكن نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح ليان وي ليانغ شدد على أن الفيروس سيؤثر بشكل مؤقت على الاقتصاد الصيني والأسس الاقتصادية لتحقيق النمو في البلاد لم تتغير.وأضاف: "إننا قادرون على تقليل آثار الفيروس على الاقتصاد"، موضحا أنه على الرغم من أن الفيروس شكل اضرارا على صناعات مثل النقل والسياحة فإن قطاعات مثل التسوق عبر الانترنت والأغذية وشركات الترفيه قد سجلت نموا سريعا.من جهة أخرى، نظم مئات من العاملين في المستشفيات العامة في هونغ كونغ أمس إضرابا، للمطالبة بإغلاق الحدود مع الصين القارية من أجل خفض خطر انتشار الفيروس. وأكدت المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي أمس الأول، إصابة 15 شخصا كثير منهم جاؤوا من الصين. وأعلنت الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ كاري لام، إغلاق أربع نقاط حدودية إضافية تربط مدينتها بالبر الرئيسي الصيني.وفي الخارج، أعلنت دول مجموعة السبع، أنها ستتشاور لتقديم "رد موحد" على الوباء، حسبما أعلنت وزارة الصحة الألمانية، بينما أكد وزير الصحة في ولاية كيرالا الهندية، كيه كيه شايلاغا، تسجيل ثالث حالة إصابة في البلاد، في حين قالت وزيرة الصحّة الفرنسية أغنيس بوزين، إنّ أعراض "كورونا" ظهرت على نحو 20 شخصاً من أصل 250 جرى إجلاؤهم من الصين وأعيدوا إلى فرنسا أمس الأول.وأغلقت السلطات في فيتنام، أمس، المدارس في 26 مقاطعة على الأقل من بين مقاطعات البلاد البالغ عددها 64 في أعقاب توجيه حكومي بإغلاقها مدة سبعة أيام في محاولة لمنع تفشي الفيروس.روسيا
وعلى غرار الولايات المتحدة وأستراليا ودول عدّة أُخرى، هدّدت روسيا، بترحيل "أي أجنبي" يتم تشخيص إصابته بالفيروس.وخلال اجتماع مع حكومته، قال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستن، أمس، إن "خطة الوقاية الوطنية الروسية تنص على ترحيل المواطنين الأجانب المصابين بالمرض".من ناحيتها، قالت نائبة رئيس الوزراء الروسي تاتيانا غوليكوفا، إن موسكو ستمنع مؤقتا دخول الأجانب القادمين من الصين اعتبارا من اليوم.وكانت روسيا أعلنت في الأسبوع الماضي، تسجيل أول حالتي إصابة مؤكدتين، وهما لمواطنين صينيين في سيبيريا ومنطقة تيومين الواقعة على الحدود مع كازاخستان.من ناحية أخرى، قالت هيئة صحية روسية أمس، إنه لم يتم تسجيل إصابة أي مواطن روسي بالفيروس.وفي السياق، أعلنت "الرابطة الدولية لخطوط الرحلات البحرية"، أمس، أنه سيتم منع الركاب وأفراد الطواقم الذي سافروا أخيراً إلى الصين من الصعود على متن السفن السياحية في أنحاء العالم.وأكد مكتب الهيئة في هامبورغ في بيان "حظر أعضاء الرابطة الدولية لخطوط الرحلات البحرية حركة أفراد الطواقم من البر الصيني الرئيسي، وسيمنعون أي فرد سواء كان ضيفا أو من أفراد الطاقم سافر من أو عبر البر الصيني الرئيسي خلال الأيام الـ 14 الماضية من الصعود على متن السفن".الإمارات
وذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) أمس، أن الإمارات قررت تعليق الرحلات الجوية مع الصين، باستثناء العاصمة بكين، اعتبارا من الغد حتى إشعار آخر، في إطار الإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس.وفي لبنان، أعلن وزير الصحة حمد حسن، أن وزارته تتابع منذ ايام موضوع الباخرة القادمة من الشرق الأقصى، والتي سترسو في مرفأ بيروت اليوم. وأضاف انه في آخر اتصال مع الباخرة تبين ان الطاقم لا يعاني أي عوارض مرضية حالياً، لكنه ذكر: "سيتولى فريق الحجر الصحي التابع للوزارة الإجراءات المطلوبة".مصر
وإلى مطار العلمين الدولي غرب الإسكندرية، وصلت، أمس، طائرة الإغاثة المصرية التي نقلت عائدين من ووهان، حيث كان في استقبالها وزيرة الصحة والسكان هالة زايد وقيادات الوزارة الذين ارتدوا الملابس الواقية، للإشراف على استقبال أكثر من 300 راكب ومتابعة إجراءات الحجر الصحي عليهم والتي تستمر طوال 14 يوماً، هي فترة حضانة الفيروس.من ناحيته، قال وزير الطيران المدني محمد منار، إن الصين منعت سفر مواطنين مصريَّين بسبب الاشتباه في إصابتهما بالفيروس، لافتا إلى أن "المطارات المصرية جاهزة لاستقبال أي طائرات قادمة من الصين".في المقابل، وصل أمس، أكثر من 60 راكبا من مدينة أورومتشي الصينية إلى باكستان، بعد استئناف عمليات الطيران المباشر بين البلدين، بعد أن تم تعليقها ثلاثة أيام في 31 يناير، كإجراء وقائي.
الإمارات تعلق رحلاتها جزئياً ولبنان يترقب وصول «سفينة مشبوهة»
عودة 300 مصري إلى «العلمين» والصين تمنع سفر مصريَّين مشتبه بإصابتهما
عودة 300 مصري إلى «العلمين» والصين تمنع سفر مصريَّين مشتبه بإصابتهما