بعد نجاحهما على مدى نحو 8 سنوات في تجنب مواجهة عسكرية مباشرة بينهما، باستثناء حادثة إسقاط الجيش السوري مقاتلة تركية في 2012، دخلت تركيا وسورية أمس في أعنف صدام عسكري بينهما منذ سنوات.وأعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل 6 من جنودها وإصابة تسعة بجروح، في قصف مدفعي شنّه الجيش السوري ضد قواتها المتمركزة في نقاط بمحافظة إدلب السورية (شمال غرب)، مما دفعها سريعاً إلى الرد بهجوم واسع على إدلب وريفي حماة واللاذقية، أسفر عن مقتل عدد من الجنود السوريين، كما شمل الهجوم الوحدات الكردية في محيط عين عيسى بريف الرقة.
وقال الرئيس رجب طيب إردوغان، قبل وصوله إلى أوكرانيا، إن «طائراتنا من طراز F16 ومدفعيتنا تقصف حالياً أهدافاً حددتها أجهزة استخباراتنا، وقتلت ما بين 30 و35 عنصراً من القوات السورية»، مضيفاً: «لا يمكننا أن نقف صامتين بينما جنودنا يُستشهدون، وسنواصل المطالبة بالمحاسبة». وتوجّه إردوغان إلى موسكو بقوله: «أريد أن أبلغ السلطات الروسية أن محاورنا هنا ليست أنتم، بل النظام، ولا تحاولوا عرقلة عملنا».وفي حين نفت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) وقوع «أي إصابة أو ضرر»، أكد مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن «مقتل 13 جندياً سورياً، وإصابة نحو 20 بجروح في استهداف عشرات الصواريخ لمواقعهم في جنوب إدلب ومحافظتي اللاذقية وحماة المحاذيتين».من ناحيتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ مجموعة من الجنود الأتراك قاموا بتحركات في إدلب، ليل الأحد- الاثنين، من دون إبلاغها بالأمر، ووجدت نفسها تحت نيران القوات الحكومية السورية أثناء استهدافها الإرهابيين في منطقة سراقب في ريف إدلب الجنوبي، مؤكدة أنها على «تواصل دائم» مع أنقرة.وبينما قام وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ورئيس الأركان يشار غوبر وقادة القوات في المنطقة بزيارة قصيرة وعاجلة لمقر العمليات على الحدود السورية، اعتبر الناطق باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم عمر جليك، أن النظام السوري نفّذ هجومه؛ لأنه يشعر أنه «محمي بالمظلة الروسية»، مؤكداً أن «جنوده وعناصره الموجودين بهذه المنطقة أهداف بالنسبة لنا، وعلى روسيا ألا تدافع عنه أو تحميه بأي شكل كان». وقال مدير الاتصالات التركي إن أنقرة لن تتردد في اتخاذ إجراء ضد القوات السورية، إذا لم تتمكن روسيا من احتوائها.
أخبار الأولى
أعنف مواجهة تركية - سورية منذ سنوات
04-02-2020