بدأ الحزب الديمقراطي، أمس، من ولاية آيوا الصغيرة في الغرب الأوسط الأميركي، سلسلة انتخابات تمهيدية ومجالس انتخابية حزبية طويلة، تنتهي في 7 يونيو، لاختيار مرشح لمنافسة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 3 نوفمبر المقبل.

وبعد أشهر قضاها الحزب في اختيار مجموعة مرشحين، وعقد سبع مناظرات بينهم، أصبحت الكلمة الآن للناخبين الديمقراطيين لتحديد الشخص الذي سيقودهم في السباق إلى البيت الأبيض، وسط أعنف انقسام يشهده الحزب بين تياري الوسط واليسار.

Ad

وتكتسب «آيوا» أهميتها من أنها تعطي زخماً للسباقات في الولايات الأكبر في عدد السكان. وبعدها ستجرى 3 انتخابات تمهيدية في ثلاث ولايات في فبراير قبل «الثلاثاء الكبير»، في 3 مارس، عندما تنتخب 14 ولاية ومنطقة، بينها كاليفورنيا ونيويورك، مرشحها.

وفي «آيوا»، استقبلت نحو 1700 مكتبة وكنيسة ومقرات أخرى منتسبي الحزب الديمقراطي للمساهمة في المجالس الانتخابية المعروفة بـ «الكوكس»، والتي تشهد بعض الفوضى في معظم الأحيان.

وعلى عكس الانتخابات التمهيدية (البريمريز) التي تنظمها الولايات وتشهد اقتراعاً عادياً كأي انتخابات أخرى، يجلس مؤيدو الحزب خلال «الكوكس» تحت راية المرشح الذي يختارونه لإحصاء الأصوات، في تقليد لا يخلو من الغرابة.

ويتنافس في «آيوا» 11 مرشحاً، وتصدر المرشح الاشتراكي الديمقراطي السيناتور بيرني ساندرز (78 عاماً)، استطلاعات الرأي، وحظي بدعم 28% من الناخبين، متقدماً على نائب الرئيس السابق الوسطي جو بايدن (77 عاماً)، المرشح الأوفر حظاً لنيل الترشيح الديمقراطي، وكذلك على السيناتور التقدمية إليزابيث وارن (70 عاماً) التي تطمح إلى أن تكون أول رئيسة أميركية، يليها رئيس البلدية السابق بيت بوتيدجيدج، الذي سيكون أول رئيس مثلي في حال فوزه.

من جهته، لم يقف ترامب مكتوف الأيدي، فالرئيس الذي يهاجم الديمقراطيين باستمرار، كرر ذلك عشية «كوكس آيوا»، عندما وصف بايدن بـ»جو النعسان»، بسبب افتقاد أغلب مهرجاناته الانتخابية للإثارة على عكس منافسيه.

وبخصوص ساندرز، قال ترامب: «أظن أنه شيوعي»، قبل أن يطلق سهماً جانبياً على السيناتور وارن «التي لا تقول الحقيقة».

ولم يوفّر ترامب في هجومه الساخر المرشح الديمقراطي الملياردير مايكل بلومبرغ، الذي اختار عدم خوض الانتخابات التمهيدية، فوصفه بأنّه «صغير البنية جدّاً»، ويحتاج إلى أن يوضع له «صندوق» خلف المنصّة كي يقف عليه خلال المناظرات التلفزيونية.

وسارعت الحملة الانتخابية لبلومبرغ بالرد، إذ قالت المتحدثة باسمها جولي وود: «الرئيس يكذب، إنه كذب مرَضي يكذب بشأن كلّ شيء: شعره المزيّف، ووزنه الزائد وسُمرة بشرته الاصطناعية».