لا ثقة لحكومة اللون الواحد
وصف البيان الحكومي في الحكومة الجديدة بأنها ستكون حكومة مستقلة عن التجاذبات السياسية، وتعمل كفريق عمل من أهل الاختصاص، فلا وساطة ولا محاصصة، ولا مراعاة لأي كان على حساب القانون والمصلحة العامة، حكومة تلتزم بإنجاز خطة طوارئ خلال الأسابيع الأولى لمعالجة حاجات الناس.
هذا أحد الشعارات التي كان يرددها المحتجون في لبنان قبل الجلسة البرلمانية التي حددت لمناقشة البيان الوزاري والتوصية على الثقة بحكومة الرئيس المكلف حسان دياب، وفي بيان صدر من مجموعة من المحتجين طالبوا فيه بعدم منح الثقة أو إعطاء أي فرصة لهذه الحكومة، كما أكدوا أنهم بعد مرور مئة يوم من الانتفاضة لن نعطي الثقة ولا فرصة لحكومة المصارف والمنظومة السياسية الحاكمة التي مارست ضدهم العنف الاقتصادي والاجتماعي لسنوات. وطالبوا بحكومة مستقلة خارج المنظومة الطائفية قادرة على أن تحقق في تهريب الأموال المنهوبة لتنقل البلد من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد منتج، وعند وصول المسيرات وسط بيروت وقعت مواجهات بين المحتجين والقوات الأمنية لمنع المحتجين من الوصول إلى ساحة النجمة للوصول إلى السراي الحكومي، حيث تعقد حكومة دياب اجتماعها الأول بعد منحها الثقة، ولما أزال المحتجون الشريط الشائك والبوابة الحديدية المواجهة للسراي الحكومي واجهتهم عناصر قوى الأمن برشهم بالمياه والقنابل المسيلة للدموع فاضطر المحتجون للتراجع.
تواجه الدولة اللبنانية أزمة اقتصادية وسياسية حادة، ويبدو من تصرفات كبار المسؤولين في الدولة اللبنانية أنهم حتى الآن يتظاهرون أنهم لا يدركون المعنى الحقيقي لأزمة دولتهم، فعندما تعلن المصارف اللبنانية أنها ستتوقف عن إعادة أموال المودعين لأصحابها فهذا يعني أن الدولة تواجه انهيارا حقيقيا، فالدولة اللبنانية بحاجة ماسة إلى توفير أموال لمواجهة الانهيار الاقتصادي المتوقع، ولا يستطيع لبنان توفير تلك الأموال بدون مساعدات من الخارج، والدول القادرة على منح لبنان مساعدات مالية هي، دول الخليج العربي والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية. وأعتقد أن هذه الدول ليس لديها رغبة في تقديم أي نوع من المساعدات المالية لهذه الحكومة التي يرفض المحتجون منحها الثقة ويصفونها بأنها حكومة اللون الواحد أو حكومة حزب الله، وحزب الله أعلن بكل صراحة وبدون مواربة أنه تابع لإيران، وأنه جندي في خدمة ولي الفقيه الإيراني ويخوض حروبه التوسعية في المنطقة. وشهدت الساحة اللبنانية مظاهرات صاخبة يوم السبت 1 فبراير الجاري، وهذا يعني أن الاحتجاجات بدأت تدخل شهرها الرابع، ونادى المحتجون أنهم يسعون إلى عقد مواجهة وصفوها بأنها ستكون كبيرة وذلك يوم انعقاد جلسة الثقة النيابية بالحكومة، وفي هذه الأثناء برزت بعض الآراء التي تطالب بمنح حكومة سعد دياب فترة سماح لأنها تضم بعض الشخصيات المشهود لها بالكفاءة والنزاهة، وخاصة أن الدولة اللبنانية معرضة للانهيار. كما وصف البيان الحكومي الحكومة الجديدة بأنها ستكون حكومة مستقلة عن التجاذبات السياسية، وتعمل كفريق عمل من أهل الاختصاص، فلا وساطة ولا محاصصة، ولا مراعاة لأي كان على حساب القانون والمصلحة العامة، حكومة تلتزم بإنجاز خطة طوارئ خلال الأسابيع الأولى لمعالجة حاجات الناس، نتمنى أن تضع هذه الانتفاضة المباركة حدا لتسلط حزب الله على الدولة اللبنانية والتخلص من سلاحه غير الشرعي.