إخفاق تنظيمي وكارثة سياسية للديمقراطيين في أيوا

ترامب يصف أول تمهيدية لخصومه بـ «الكارثة»... وساندرز وبوتيجيدج يتنازعان النصر

نشر في 05-02-2020
آخر تحديث 05-02-2020 | 00:04
بوتيجيدج  وشريكه يلتقطان سيلفي مع فتيات في أيوا أمس الأول	 (أي بي أيه)
بوتيجيدج وشريكه يلتقطان سيلفي مع فتيات في أيوا أمس الأول (أي بي أيه)
بدأ الديمقراطيون بولاية أيوا مؤتمرات تحضيرية في أنحاء الولاية، في مستهل معركة حامية قد تستغرق شهوراً، لاختيار منافس يواجه الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات نوفمبر المقبل، إلا أن مسؤولي الحزب الديمقراطي في أيوا نسبوا إلى «خلل فني» التأخير في الإعلان عن فائز في تصويت الاثنين.
شهدت أول عملية اقتراع في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين في ولاية أيوا إخفاقاً تنظيمياً وكارثة سياسية في ظل غياب نتائج نهائية، مما دفع السناتور الاشتراكي بيرني ساندرز، الذي يمثل الجناح اليساري للحزب الديمقراطي، إلى إعلان تقدمه على بيت بوتيجيدج المعتدل، والمرشحين الآخرين في السباق لاختيار منافس لدونالد ترامب، الذي وصف الأمر بأنه «كارثة مطلقة».

وقال بوتيجيدج، في خطاب حماسي جدا مساء أمس الأول، «أيوا فاجأت البلاد»، وذهب في خطابه إلى حد إعلان نفسه «منتصرا». وأضاف رئيس البلدية الشاب (38 عاما) في ولاية إنديانا: «هذا المساء أصبح أمل لم يكن مرجحا، واقعا لا يمكن إنكاره». وهو يأمل في إحداث مفاجأة وتولي قيادة الجناح المعتدل في الحزب.

أما ساندرز (78 عاما) فقد صرح بأنه «عندما تعلن النتائج، أشعر بأننا سنرى نجاحاً جميلا جداً هنا في أيوا»، مؤكداً أن «هذا اليوم يشكل بداية نهاية دونالد ترامب».

وأعلن فريق حملة ساندرز أنه نشر معطيات جزئية خاصة به تشمل نحو 40 في المئة من مراكز التصويت، «نظرا لعجز الحزب الديمقراطي في أيوا عن نشر النتائج»، بسبب خلل فني.

وتفيد هذه الأرقام بأن ساندرز حصل على 28.62 في المئة مقابل 25.71 في المئة لبوتيجيدج، و18.42 في المئة للسناتورة التقدّمية إليزابيث وارن.

وأهم ما تكشفه هذه الأرقام إذا تأكدت صحتها هو الأداء السيئ لنائب الرئيس السابق جو بايدن (77 عاما)، الذي حل في المرتبة الرابعة بحصوله على 15.08 في المئة، بعدما بقي أشهراً في الطليعة باستطلاعات الرأي.

وقد تقدم عليه بوتيجيدج، أول مثلي معلن يملك فرصة الوصول إلى البيت الأبيض، وكذلك عضوة معتدلة في مجلس الشيوخ هي إيمي كلوبوشار، التي لم تتقدم يوما على المستوى الوطني. وقالت بارتياح: «نحن تقدمنا على ما كنا نأمل به».

وعلى غرار مرشحين آخرين، يفترض أن تستقل كلوبوشار الطائرة للتوجه إلى نيوهامبشير، ثاني ولاية ستجري فيها الانتخابات في 11 فبراير، بينما لم يعلن بعد رسميا اسم الفائز في انتخابات أيوا.

وبعد ساعات على بدء المجالس الانتخابية، لم يكن الحزب الديمقراطي قادراً على تحديد موعداً لإعلان نتائج الانتخابات. وتحدث المنظمون عن «عدم تطابق» في جمع النتائج، وأوضحوا أنهم يريدون التأكد من صدق المعطيات، لكنهم نفوا حدوث أي مخالفة، بينما اتهم معسكر ترامب القادة الديمقراطيين بالغش.

وكان الإحباط واضحا في بلد شهد من قبل مشاكل في تنظيم انتخابات. وقال المتطوع في حملة ساندرز محسن زركش (29 عاما) «إنه إخفاق واضح».

ووجه فريق بايدن رسالة إلى المنظمين لطلب «توضيحات»، وقال إن «التطبيق الذي كان يفترض أن ينقل إلى الحزب نتائج مجالس الناخبين لم يعمل، وكذلك نظام الاتصال الهاتفي للحالات الطارئة».

يضاف هذا الإخفاق إلى نظام معقد أساسا يعتمد على نحو 1700 مجلس انتخابي يسمى «كوكوس»، وهو تجمعات لاختيار مرشحهم في دورتي تصويت في أجواء من الفوضى في بعض الأحيان.

وتفتتح أيوا الولاية الريفية الصغيرة، التي تغطيها الثلوج في هذه الفترة من السنة، موسم الانتخابات التمهيدية منذ سبعينيات القرن الماضي. وهي لا تقدم سوى عدد قليل من المندوبين الذين تتم دعوتهم في نهاية المطاف إلى اختيار المرشح للبيت الأبيض. لكن نتيجة جيدة أو أداء سيئاً يمكن أن يغير مسار ترشيح ما.

وبمعزل عن الانقسامات في البرنامج بين الجناح اليساري وتيار أكثر اعتدالا، تأمل القاعدة الديمقراطية في اختيار المرشح القادر على إلحاق الهزيمة بالرئيس الجمهوري في انتخابات الثالث من نوفمبر. لكنهم لا يملكون جميعا رؤية واحدة للمرشح المثالي.

أما الملياردير مايكل بلومبرغ فلم يشارك في انتخابات أيوا، ويفضل التركيز بثروته الهائلة على ولايات ستصوت في وقت لاحق وتؤمن عددا كبيرا من المندوبين لضمان اختياره.

ترامب

وفي تغريدة على «تويتر»، كتب ترامب أمس، واصفاً انتخابات أيوا التمهيدية بأنها «كارثة مطلقة». وأضاف: «لا شيء يعمل، تماماً كما أداروا البلاد». وملمحا إلى فوزه في هذه الولاية الزراعية، قال ترامب إن «الشخص الوحيد الذي يمكنه إعلان نصر كبير جدا في أيوا الليلة الماضية هو ترامب».

وتحظى انتخابات أيوا بأهمية خاصة في المنافسة على ترشيح الحزب الديمقراطي. فخلال الانتخابات الرئاسية الأربعة الأخيرة، حصل المرشحون الذين فازوا في الولاية على ترشيح الحزب.

وستجرى الانتخابات المقبلة في ولاية نيوهامبشر في 11 من الشهر الجاري، ثم ستجرى في وقت لاحق انتخابات في ولايتي نافادا وساوث كارولينا، قبل أن تصوت أكثر من 10 ولايات فيما يعرف بيوم «الثلاثاء الكبير» الذي يوافق الثالث من مارس المقبل.

back to top