رغم انتقاله إلى 25 دولة واستمراره في حصد المزيد من الأرواح في الصين، حيث أودى بحياة أكثر من 425 شخصاً وأصاب 20 ألفاً، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس، أن فيروس كورونا المستجد «لا يمثل بعد حالة وباء عالمي»، وذلك بعد أن أعلنته «حالة طوارئ صحية» ذات بعد دولي في 31 يناير الماضي.وفي وقت سجلت أمس، أوّل حالة وفاة مرتبطة بالفيروس في هونغ كونغ، والثانية خارج برّ الصين الرئيسي، فُرضت قيود على حركة التنقل في مدينتين أخريين بعيدتين عن مدينة ووهان عاصمة إقليم هوبي وسط الصين وبؤرة الفيروس الذي أعلنت وزارة الصحة الصينية حالة طوارئ صحية بسببه، تضم إحداهما موقع «مجموعة علي بابا للتجارة الإلكترونية».
وفي جنيف، قالت رئيسة إدارة مكافحة الجوائح والأمراض الوبائية في منظمة الصحة العالمية، سيلفي بريان للصحافيين، «حالياً لسنا في حالة وباء عالمي، نحن في مرحلة يعد فيها الوباء متعدّد البؤر».كما أكدت بريان، التي عادت أمس الأول من الصين، «أن العلماء تمكنوا من تحديد التسلسل الجيني وأساليب تنقله».أضافت أنه في حين يتم رصد انتقال سريع للفيروس في هوبي، تعتبر الحالات خارج المقاطعة «حالات انتشار» مع تجمعات متفرقة من حالات العدوى.وأملت بريان «أنه بناء على تلك التدابير في هوبي وأماكن أخرى تم تسجيل انتشار إليها، يمكننا وقف العدوى والتخلص من الفيروس».إلى ذلك، أصبحت هونغ كونغ، أمس، ثاني منطقة خارج الصين القارية تسجل فيها وفاة بالفيروس بعد الفلبين.وأعلنت هونغ كونغ، التي أغلقت كل المعابر مع الصين القارية، باستثناء اثنين، لمنع انتشار الفيروس، وفاة رجل في الـ 39 من العمر كان قد زار ووهان الشهر الماضي. والأحد، سجّلت الفلبين وفاة صيني قدِم من ووهان أيضاً.وأعلنت الصين، في وقت سابق أمس، 64 وفاة جديدة، وهو رقم قياسي ليوم واحد، ناجمة عن الفيروس لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية للوفيات إلى 425 مع أكثر من 20 ألف إصابة في أنحاء البلاد. وبينما تسعى الصين بصعوبة لاحتواء الفيروس، رغم تفعيل تدابير غير مسبوقة مثل عزل أكثر من 50 مليون شخص في هوبي، تمّ فرض قيود على مناطق بعيدة عن بؤرة المرض.وستسمح مدينة تايتشو وثلاث مناطق في مدينة هانتشو، بينها المنطقة التي تضم المكاتب الرئيسية لعملاق التجارة الإلكترونية الصيني «علي بابا»، لشخص واحد من كل أسرة بالخروج من المنزل مرة كل يومين لشراء الحاجيات، وفق مسؤولي المدينة، وهي تدابير ستؤثر على 9 ملايين شخص.وأعلنت مدينة أخرى في مقاطعة جيجيانغ، هي مدينة وانتشو التي تضم 9 ملايين نسمة، الإجراءات نفسها نهاية الأسبوع الماضي.وفي اعتراف نادر من نوعه، أقرت القيادة الشيوعية الصينية بـ«قصور وصعوبات في الرد على الوباء».وطالبت اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الحاكم بتحسين «الجهاز الوطني لمواجهة الحالات الطارئة وتعزيز مراقبة السوق، وتطبيق حظر حازم واتخاذ إجراءات صارمة ضد أسواق الحيوانات البرية غير القانونية وتجارتها».وكررت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ الانتقادات للولايات المتحدة في بيان امس، داعية واشنطن إلى «الامتناع عن المبالغة في رد الفعل» والتعاون مع الصين في السيطرة على تفشي الفيروس.وفي مسعى للحيلولة دون توسيع الحظر المفروض على المسافرين من أراضيها، كثفت الصين جهودها الدبلوماسية لطمأنة الدول في مختلف أنحاء العالم بأنها قادرة على السيطرة على تفشي الفيروس.وذكرت بيانات لوزارة الخارجية الصينية نشرت الأحد وأمس، أن عضو مجلس الدولة وانغ يي تحدث مع وزراء خارجية 7 دول منها ألمانيا وماليزيا والسودان والسعودية خلال الأيام الماضية، جدّد خلالها التأكيد «أن الصين واثقة من قدرتها على السيطرة على انتشار الفيروس» وعارض في بعض الحالات فرض قيود على السفر.وبرزت مخاوف عالمية بشأن الفيروس مع إعلان منظمي الرحلات البحرية السياحية أنهم لن يسمحوا بصعود ركاب وأفراد طواقم زاروا أخيراً الصين.وفرضت اليابان حجراً صحياً على سفينة سياحية تقل 3711 شخصاً فيما أجرت، أمس، فحوص على الركاب لرصد أي إصابة بعد أن تم الإعلان عن إصابة راكب سابق بالمرض في هونغ كونغ.وسجلت سنغافورة أول حالات إصابة بالفيروس لـ 4 أشخاص لم يسبق لهم زيارة الصين. وبذلك يبلغ عدد الحالات المصابة بالفيروس في سنغافورة 24 حالة.وفي كوالالمبور، أكد سلطات الصحة، أمس، تسجيل إصابة جديدة بين مواطنيها ليرتفع بذلك العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة في ماليزيا إلى 10 حالات.وأعلنت كوريا الجنوبية أمس، تسجيل إصابة جديدة ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 16 حالة.كما أعلنت السلطات الصحية الأميركية تسجيل حالتي إصابة مؤكدتين بالفيروس بمنطقة سان بينيتو في ولاية كاليفونيا لترتفع بذلك حالات الإصابة المؤكدة في عموم الولايات المتحدة إلى 11 حالة.وقالت السلطات الصحية في بلجيكا، إنها سجلت أول إصابة بالفيروس لمواطن بلجيكي كان في ووهان.وأعلنت حكومة ماكاو أمس، أنه سيتم إغلاق صالات القمار مدة نصف شهر لمنع تفشي «كورونا».
دوليات
«كورونا الجديد» يواصل التمدد و«الصحة العالمية» لا تعتبره وباء
05-02-2020