خرج إلى العلن في الساعات الأخيرة خلاف قوي داخل عائلة الصدر العريقة، التي تعتبر أقدم عائلة شيعية عربية في المرجعيات، بسبب المواقف الأخيرة لمقتدى الصدر الذي يتولى زعامة التيار الصدري، ويعتبر الوريث السياسي للعائلة.

ومنذ «غارة مطار بغداد»، في مطلع يناير الماضي، التي قضى فيها الجنرال الإيراني قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، إحدى الشخصيات العراقية العسكرية المرتبطة بإيران، دخل مقتدى في صدام مباشر مع الحراك الاحتجاجي الذي يطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية، والمتواصل منذ أكتوبر الماضي.

Ad

وبعد أن تجنب الطرفان المواجهة في مليونية كبيرة ضد الوجود الأميركي، دعا إليها الصدر وأيدها حلفاء طهران المعارضون للاحتجاجات، اتخذت الأمور بُعداً آخر بعد تسمية محمد توفيق علاوي لرئاسة الحكومة.

وأصبح الصدر هو السياسي الوحيد الذي أعلن تأييد تسمية علاوي، بل دعا أنصاره ممن يطلقون على أنفسهم اسم «أصحاب القبعات الزرق» للنزول إلى الشارع، ومنع قطع الطرقات وإغلاق المؤسسات الحكومية.

ووسط انتقادات لاذعة للصدر من بعض الذين كانوا يعتبرونه الأقرب إلى الحراك، قام جعفر الصدر، الابن الوحيد للمرجع الديني الراحل محمد باقر الصدر، الذي أسس حزب الدعوة الإسلامي عام 1957، وابن عم مقتدى، بخطوة مفاجئة.

وغرد جعفر، الذي يشغل حالياً منصب سفير العراق في لندن، على حسابه في «تويتر» منتقداً جماعة «القبعات الزرق»، وكتب: «لا للقبعات، نعم للدولة وقبعاتها».

لكن الجدل لم ينتهِ عند هذا الحد، فقد ظهر حساب جديد أنشئ أمس الأول باسم جعفر الصدر، نُشِر فيه بيان، باسم السفير العراقي في لندن، ينفي التطرق بأي تدوينة إلى «القبعات الزرق»، الأمر الذي أثار التباساً لدى مواقع ووسائل إعلامية نقلت النفي على أنه صحيح.

وفي توضيح شبه رسمي، نقل موقع «ناس نيوز» العراقي الرصين، عن مصدر مقرب من جعفر الصدر، أمس، قوله إن مجهولين افتتحوا الحساب المزيف الذي نُشِر فيه بيان النفي. وأكد المصدر صحة الحساب الذي وردت فيه «تغريدة القبعات»، مضيفاً أن الحساب المزور تم إقفاله من قبل إدارة «تويتر».