مثلما أدى إلى موت صحف السفير والأنوار والمستقبل سابقاً، عاد الإعصار المالي ليودي بحياة أول وأقدم صحيفة لبنانية تصدر باللغة الإنكليزية "الدايلي ستار"، في وقت يتوقع إصابة صحف أخرى بهذا المرض.فقد اعتذرت، أمس، الصحيفة المملوكة لعائلة الحريري منذ 1996 عن توقف النسخة الورقية، معربة عن أملها التمكن من الخروج من هذه الأزمة.
وذكرت الصحيفة، في بيان صادر عنها، أن موقع "الدايلي ستار" ومنصات التواصل الاجتماعي ستظل قيد التشغيل، أي أنها ستصدر إلكترونياً، عازية ذلك إلى الانخفاض المستمر والمتواصل للإيرادات الإعلانية، الذي أصاب الصحف كافة، وزاد عليها الأزمة المالية الخانقة التي تواجه لبنان حالياً.ولم يعد موت صحيفة يشكل صدمة للناس في السنوات الثلاث الأخيرة، وإن كانت هذه الصحيفة من الأُوليات، إذ صدرت عام 1952، كأول صحيفة تصدر باللغة الإنكليزية في العالم العربي، وهي التوأم لجريدة الحياة، لصاحبها كامل مروة.وبينما تترنح صحف وتعاني شحاً في التمويل انعكس على العاملين فيها، إذ أدى إما إلى تسريح المحررين أو تخفيض رواتبهم أو عدم الالتزام بمخصصاتهم المالية، تنعم أخرى باستقرار مالي مقبول تبعاً للملاءة المالية لمالكيها، مثل "الجمهورية" و"نداء الوطن" و"الأوريو لوجور" الصادرة بالفرنسية.ومازالت الصحف الثماني الباقية على قيد الحياة تصارع وهي معرضة لهزات وربما سكتات دماغية مفاجئة، في مؤشر يعكس أزمة الصحافة الورقية بالعالم العربي والعالم في مواجهة الصحافة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي والمنصات المكملة لها.وفي تقديري أن غياب النسخة الورقية لن يعوضه الإصدار الإلكتروني أو يحل مكانه، وخصوصا في الصحف التاريخية التي لها جذور ممتدة وحضور قوي.وبتوقف النسخة الورقية لـ "دايلي ستار" ستفقد الصحافة اللبنانية واجهة ثقافية موجهة للناطقين باللغة الإنكليزية والقراء الذين يتابعونها في بلد اشتهر بصحافته وتنوعها، وبالحريات التي كانت تعزز مكانة بيروت الإعلامية كمنبر مهم ذي مكانة.
أخر كلام
إعصار السقوط الورقي يهوي بـالـ «الدايلي ستار» اللبنانية
05-02-2020