لا يختلف إثنان على أن المجتمع الدولي يرصد بكثير من الدقة والترقب الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة حسان دياب، منتظراً الالتزام الجدي بتنفيذ الإصلاحات الموعودة تمهيداً للمساعدات المنتظرة. وحتى اليوم لم تقدم خطوة تشكيل الحكومة شيئاً على صعيد حلحلة الأزمة الاقتصادية، على العكس، زادت من حدّة الأزمة وسط الانقطاع الدولي والعربي عن تقديم مساعدات للحكومة. وأعلن المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش "محاولة تحريك المجتمع الدولي لتأمين المزيد من المساعدات للبنان"، مجدداً القول، إن "مسألة شكل الحكومة في لبنان هي مسألة داخلية لكننا نريد حكومة تجتمع وتستمع لمطالب الناس وتستجيب لها وتعمل على معالجة الأزمات المالية والاقتصادية".
وقال كوبيتش بعد زيارة قام بها الى نقابة محرري الصحافة أمس: "شروط المجتمع الدولي لمساعدة لبنان هي الإصلاح والإصلاح والإصلاح، ومن المعيب مثلاً أن يبقى وضع الكهرباء على ما هو عليه". ولفت الى أن "الإصلاحات يجب أن تترافق مع مهل زمنية للتنفيذ"، مؤكدا أنه "إذا لم يساعد لبنان نفسه فلن يساعده المجتمع الدولي".إلى ذلك، أكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن "دقة الظروف الراهنة لا تحتمل جلد الناس والوطن المؤسسات". وقال خلال لقاء "الأربعاء النيابي" أمس: "نحن أمام فرصة حقيقية للإنقاذ فإما أن نتلقفها فننجح أو ننكفئ عنها فننفصل". واستغرب بري "ما نسب في البيان الوزاري لجهة مقاربة موضوع الكهرباء كما كان في السابق وسأل لماذا لا تتم معالجة هذا الملف في لبنان على غرار معالجته في مدينة زحلة؟" وقال: "خمسة مصارف تأكدنا أن أصحابها حوّلت أموالها الشخصية إلى الخارج وتقدر بمليارين و300 مليون دولار وجلسة مناقشة البيان الوزاري على الأرجح أن تعقد ابتداء من الثلاثاء المقبل في حال إحالة البيان إلى المجلس النيابي كحد أقصى يوم الجمعة".في سياق منفصل، وقع عراك بالأيدي وتدافع مساء أمس الأول في مطعم "ديوان بيروت" في جل الديب بين محتجين حاولوا دخول المطعم ومرافقي عضو كتلة "لبنان القوي" النائب زياد أسود الذي كان موجوداً فيه مما أدى إلى إصابة امرأة من المحتجين. وبعد مغادرة المتظاهرين تجمع عدد من المناصرين لـ"التيار الوطني الحر" أمام المطعم حيث انضم عضوا تكتل "لبنان القوي" النائبان ايدي معلوف والياس بوصعب لأسود داخل المطعم. وبعد الإشكال توجّه أسود بكلمة إلى اللبنانيين قائلاً: "نحن الأوادم وما منعتدي على حدا ونحن يللي عنا أخلاق. ما حدا بيضهّرنا لا من مطعم ولا من بيت ولا من طريق، وما حدا يلعب معنا، من هلأ ورايح المزح خلص". ويأتي تحرك المحتجين في إطار الحملة التي ينفذونها ضدّ السياسيين بغية جعلهم يغادرون الأمكنة العامة، لاعتبارهم أنّهم أشخاص "غير مرغوب فيهم".
دوليات
الأمم المتحدة لحكومة دياب: ساعدوا أنفسكم لنساعدكم
06-02-2020