مناكفات ترامب وبيلوسي تطغى على «حال الاتحاد»

الرئيس الأميركي: الوظائف تزدهر والمداخيل ترتفع والفقر يتراجع والثقة تتعزَّز
«قادة إيران يرفضون التفاوض لحماقتهم أو لكبريائهم... وسأحطم طغيان مادورو»
● كورتيز غابت حتى «لا تشرعن» حكم ترامب
● الديمقراطيات بالأبيض دفاعاً عن المساواة
● «تباين» حزبي في الكونغرس
● ترامب يكرّم الإذاعي راش ليمبو

نشر في 06-02-2020
آخر تحديث 06-02-2020 | 00:04
بينما كان الرئيس الأميركي يلقي خطابه عن حال الاتحاد، كان نصف الحاضرين يهتفون تأييداً له فيما كان يجلس النصف الثاني في تجهم وصمت تخللته أحياناً صيحات الاستهجان والهمسات المتقطعة، إلى أن قامت زعيمتهم نانسي بيلوسي في النهاية بتمزيق نص خطاب الرئيس.
بعد 6 أسابيع على تصويت مجلس النواب بعزله، وقبل يوم من تبرئته المتوقعة في مجلس الشيوخ، ألقى أمس، الرئيس الأميركي دونالد ترامب (73 عاما) الخطاب السنوي حول حال الاتحاد بحماس المنتصر، وسط استقطاب كان في أشد مظاهره، شدّد خلاله على أنّه «وفى» بوعوده التي كان قطعها، لكنّه لم يتطرّق إلى محاكمته.

واستقبلت صيحات «أربع سنوات أخرى! أربع سنوات أخرى» الرئيس لدى دخوله المجلس الذي ترأسه خصمه السياسية في واشنطن، رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي (79 عاما).

وحتّى قبل بدء إلقاء خطاب حال الاتّحاد التقليدي، كان الانقسام الذي يسود الطبقة السياسيّة في البلاد واضحاً، فبعد أن مشى ببطء في الممر وسط القاعة فيما ربت على ظهره نواب جمهوريون، سرع خطاه نحو المنصة وسلم بيلوسي نص خطابه.

ومدت رئيسة مجلس النواب يدها للمصافحة، إلا أن ترامب، وفي لفتة ذات دلالات، لم يبادلها بالمثل، ما دفع ببيلوسي إلى إبداء علامات الحنق، وبعد ذلك تمزيق خطاب الرئيس ما إن انتهى من إلقائه ثم ألقت بها جانباً.

وقال ترامب في خطابه «بخلاف كثيرين آخرين قبلي، أنا أحافظ على وعودي»، في وقتٍ علا تصفيق الجمهوريّين، بينما لم يبد أيّ تأثّر على المعارضة الديمقراطيّة.

ويجتاز الرئيس الأميركي فترة جيّدة عموماً، فتبرئته شبه المؤكّدة أمام مجلس الشيوخ، حيث يُحاكم بتهمة استغلال السلطة، وعرقلة عمل الكونغرس تُثبت أنّ الحزب الجمهوري جاهز لدعمه.

وما يزيد من الظروف المواتية للرئيس، هي الانتخابات التمهيديّة للحزب الديمقراطي المنافس التي انطلقت في ولاية أيوا، وانتهت بفشل مدوّ أتاح له البقاء تحت الأضواء في مركز اللعبة السياسيّة، وهو الموقع المفضّل لديه.

وفي القاعة نفسها حيث تمّ اتّهامه باستغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس، شدّد ترامب في خطابه على «العودة الكبرى لأميركا»، وعلى «النجاح الاقتصادي الكبير» للولايات المتحدة.

وقال: «الوظائف تزدهر، المداخيل ترتفع، الفقر يتراجع، الجريمة تنخفض، الثقة تتعزز» وسط تصفيق الحاضرين وقوفا كما فعلوا عشرات المرات خلال الخطاب.

وتابع: «لقد نجحت استراتيجيتنا»، متحدّثًا عن اتفاقاته التجاريّة الأخيرة مع الصين وكندا والمكسيك.

مفاجأة الجندي

وذهب ترامب إلى حد تخصيص امرأة في الحضور في خطابه. وقال لها إن زوجها الذي يخدم في الجيش في الخارج ولم يأت منذ أشهر لديه «مفاجأة مميزة جدا».

وما لبث أن أطل الزوج ببزته العسكرية لينزل الأدراج وينضم إلى أفراد أسرته في لقاء دامع، أمام كاميرات التلفزيون الوطني في ساعة الذروة.

إيران

وبينما تجاهل ملف كوريا الشمالية، دافع ترامب عن سياسة الضغط الأقصى مع إيران وخطّة «صفقة القرن» للسلام في الشرق الأوسط ومشروعه لسحب الجنود الأميركيين من أفغانستان بعد توقيع اتفاق مع «طالبان».

وفي ما يتعلق بإيران، ركّز ترامب على حملة «الضغط الأقصى» على النظام الإيراني وعلى الضربة التي أمر بشنّها الشهر الماضي، وأدّت الى مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال الإيراني قاسم سليماني في العراق الذي جدد وصفه بأنه «أكبر جزاري النظام الإيراني قسوة»، وأنه «وحش، قتل وجرح الآلاف من أفراد القوات الأميركية في العراق»، واعتبره «أكبر إرهابي في العالم».

وأشاد ترامب بالحراك الشعبي في إيران، قائلاً «في الأشهر الأخيرة، رأينا الإيرانيين الفخورين يرفعون أصواتهم ضد حكامهم القمعيين. يجب أن يتخلى النظام الإيراني عن سعيه للأسلحة النووية، وأن يكف عن نشر الرعب والموت والدمار، وأن يبدأ العمل لمصلحة شعبه».

وأوضح أن «العقوبات الاقتصادية الأميركية على النظام الإيراني ساهمت في الضغط على النظام، وأن الاقتصاد الإيراني يعمل بشكل سيئ. يمكننا أن نساعدهم على جعله جيدا جدا في فترة زمنية قصيرة، لكن ربما يكونون فخورين جدًا أو حمقى لطلب المساعدة. نحن هنا. دعونا نرى الطريق الذي يختارونه. الأمر متروك لهم تماما».

وعن جهود إدارته لمكافحة تنظيم «داعش»، قال: «تم تدمير دولة التنظيم، حيث كان يسيطر على نحو 20 ألف ميل مربع من الأراضي في سورية والعراق».

أفغانستان

وعن ملف أفغانستان، جدد ترامب من جديد رغبته في «إنهاء أطول حرب أميركيّة وإعادة قوّاتنا إلى الوطن». وأضاف: «أنا لا أريد أن أقتل مئات آلاف الأشخاص في أفغانستان، أغلبيّتهم أبرياء تمامًا».

صفقة القرن

وعن خطة السلام، قال ترامب «الأسبوع الماضي، أعلنت خطة رائدة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين». وأضاف: «نظراً الى أن جميع المحاولات السابقة قد فشلت، يجب أن نكون مصممين وخلاقين من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة ومنح ملايين الشباب فرصة لتحقيق مستقبل أفضل».

كذلك، دافع الرئيس في خطابه عن دعمِه للمعارض الفنزويلي خوان غوايدو، الذي تعترف به الولايات المتحدة وأكثر من 50 دولة رئيساً مؤقّتاً لفنزويلا، وكان حاضرا على القاء الخطاب.

وقال ترامب إنّ «طغيان الرئيس الفنزويلي الاشتراكي نيكولاس مادورو سيتمّ تحطيمه». واعتبر أنّ «مادورو زعيم غير شرعي، طاغية يُعامل شعبه بوحشيّة».

بيلوسي

وبعدما أنهى ترامب خطابه، أخذت بيلوسي، التي كانت تقف خلف الرئيس على نحو متعمد، نسخةً من الخطاب كانت موضوعة أمامها ومزّقتها، موجهة رسالة سياسية حادة بثتها التلفزيونات مباشرة.

ولاحقاً، نشرت بيلوسي، صورة عبر «تويتر» تظهر الرئيس يتجاهل مصافحتها قبل خطاب الاتحاد، مؤكدة أن «الديمقراطيين لن يتوقفوا عن مد يد الصداقة من أجل إتمام المهمة للشعب الأميركي». وأضافت: «سنعمل لإيجاد أرضية مشتركة حيث نستطيع، لكننا سنلتزم بموقفنا إذا تعذر ذلك».

وقالت بيلوسي إن «الأكاذيب التي قدمها الرئيس دونالد ترامب، صفحة بعد صفحة في خطابه، يجب أن تكون بمنزلة دعوة للتحرك لجميع من يتوقعون الحصول على الحقيقة من الرئيس والسياسات الجديرة من الإدارة الأميركية تجاه الشعب الأميركي».

وعلّق ترامب على تمزيق بيلوسي لخطابه قائلا: «هذا ما مزقته بيلوسي، إنها فعلة شائنة حقاً، حتى بالنسبة لها».

كما كتب نجله، دونالد ترامب جونيور على «تويتر»: «خطوة مخزية حقا، خصوصاً لبيلوسي».

وأشاد الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بتحدي بيلوسي للرئيس، حيث علّقت مارتينا: «الأفضل أن يمزق خطابه، من أن يمزق بلدنا»، وأكد آخر أنها «بطلة وملكة وأسطورة».

كورتيز غابت حتى «لا تشرعن» حكم ترامب

غابت النائبة اليسارية الديمقراطية ألكساندر أوكاسيو كورتيز، عن الخطاب. وقالت: «بعد كثير من المداولات، قررت ألا أستخدم حضوري في حفل رسمي لإضفاء الشرعية على سلوك ترامب غير القانوني وتخريبه الدستور».

الديمقراطيات بالأبيض دفاعاً عن المساواة

ارتدت النساء المنتميات إلى الحزب الديمقراطي اللون الأبيض أثناء خطاب حالة الاتحاد. وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي: «نحن نرتدي الأبيض لإظهار الدعم للمعركة المستمرة لتحقيق المساواة للمرأة في جميع أنحاء البلاد».

«تباين» حزبي في الكونغرس

قوبل خطاب الرئيس دونالد ترامب برد فعل متباين إلى حد كبير من جانب الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس. وبينما كان الجمهوريون يهتفون ويصفقون بحفاوة بالغة، جلس الديمقراطيون من دون تصفيق.

ترامب يكرّم الإذاعي راش ليمبو

استغل الرئيس دونالد ترامب خطابه، ليمنح أعلى وسام مدني للإذاعي المثير للاستقطاب راش ليمبو.

وبدا التأثر على ليمبو الذي كان جالساً إلى جوار السيدة الأولى ميلانيا، في حين خاطبه ترامب قائلاً إنه يمنحه وسام الحرية «اعترافا بكل ما قدمته لبلدنا». وعلا صوت بعض المشرعين الديمقراطيين وهم يقولون «لا».

ولم ينتظر ترامب لوضع الوسام بنفسه حول عنق ليمبو وفقاً لتقليد البيت الأبيض، وترك ذلك لميلانيا، في حين صفق وهلل المشرعون الجمهوريون.

back to top