بينما يمضي رئيس الحكومة العراقية المكلف محمد توفيق علاوي بمشاوراته لتشكيل حكومة، ويبدو الطريق أمامه معبداً على الأقل على مستوى الطبقة السياسية، حيث منحته الكتل الأساسية هامشاً معتبراً لتوزير شخصيات «غير جدلية»، شبهت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية حكومة علاوي المرتقبة بحكومة حسان دياب الجديدة في لبنان، مشيرة إلى أن «نفس قواعد اللعبة» ستعتمد في البلدين.

وأوضحت الصحيفة أن «عملية اختيار علاوي جرت باستخدام نفس قواعد اللعبة التي اتبعها «حزب الله» اللبناني المدعوم من إيران في تشكيل الحكومة الجديدة في بيروت رغم كل الاعتراضات الجماهيرية»، مضيفة أن النتيجة في البلدين «تعكس الفرق الصارخ بين تطلعات المحتجين والواقع».

Ad

إلى ذلك، واصل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إثارة الجدل بمواقفه التي يقول مراقبون أنها تهدف إلى السيطرة على الحراك الاحتجاجي وتفصيله على مقاسه.

وفي تغريدة جديدة، شكك الصدر أمس بوطنية المحتدين الذين يقطعون الطرق، ويغلقون المدارس والمؤسسات الحكومية.

وكتب على «تويتر»: «لا تمييز بين ثوار اكتوبر السلميين، وبين ثوار الإصلاح، إلا من له أجندات خارجية أو من يريد الفتنة، أو يحمل السلاح ضد العراقيين، أو من يريد تعطيل التقدم العلمي، من خلال غلق الصروح الدراسية، أو من يريد تعطيل الحياة اليومية، فكل هؤلاء ليس منا نحن العراقيين الوطنيين». وتابع: «هلموا معا، لنكشف المخربين وأدعياء الوطنية، وذلك من خلال مساعدة ومعونة قواتنا الأمنية البطلة، وما على الأعزة الغيورين، من أصحاب القبعات الزرق، إلا تمهيد الطريق لذلك، بكل ود وسلام ومحبة، فقلوبهم مفتوحة للجميع، كما عهدتهم وخبرتهم من ذي قبل».

وأمس الأول، وفي خطوة غريبة وغير مفهومة، دعا الصدر إلى دعم «الثورة» بأعداد حاشدة، علماً بأن أنصاره الذين يطلقون عليهم اسم «القبعات الزرق» يقمعون الاحتجاجات.

وكتب الصدر على «تويتر»: «تحية إجلال وإكبار وإكرام لمتظاهري أكتوبر، ولكل محبي الإصلاح ممن تعاونوا على إرجاع الدراسة والعلم والتعليم ليستتب الأمن والأمان». وأضاف: «لذا صار من الضروري دعم الثورة بأعداد حاشدة ليقوى عودها ويشتد ساعدها ضد الفاسدين ويحفظ سلميتها وهيبتها».

في سياق منفصل، كشف مصدر سياسي، أن قائد القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) في الشرق الأوسط الجنرال كنيث ماكينزي، الذي وصل الى بغداد، أمس الأول، أجرى مباحثات حول موضوع إخراج القوات الأجنبية والرد على هجمات الكاتيوشا على السفارة والقوات الأميركية من خلال نصب منظومة دفاع جوي أميركية.

وأكد المصدر أن ماكينزي أبلغ الرئيس العراقي برهم صالح خلال لقائهما، أمس الأول، رسمياً بأن واشنطن اتخذت قراراً دفاعياً لحماية نحو 5 آلاف جندي أميركي موجودين في عدة قواعد ب‍العراق بنصب منظومة حماية وردع جوي تعمل على مواجهة الصواريخ والاعتداءات الجوية.

وأكد أن «الجنرال ماكينزي بحث أيضاً موضوع سرب مقاتلات F16 العراقي، والتي توقفت واشنطن عن توفير الدعم الفني لها منذ نحو 4 أسابيع، وكذلك الذخيرة وقطع غيار أسلحة وعربات مدرعة ودبابات أميركية يستخدمها الجيش العراقي».

واعتبر تقرير بثته قناة «فوكس نيوز» الأميركية، أمس، أن ماكينزي عاد إلى العراق «بهدوء» بعد اضطراب العلاقات على خلفية تصفية الجنرال الإيراني قاسم سليماني قرب مطار بغداد مطلع الشهر المنصرم.

وكشفت القناة أن ماكينزي زار القوات الأميركية في قاعدة الأسد الجوية، التي قصفتها إيران الشهر الماضي. ونقلت عنه قوله عند مغادرته العراق: إن العلاقات مازالت تمر بفترة «من الاضطراب» ولكن هنالك «سبل للمضي قدما».

وكان الرئيس العراقي أكد للجنرال الأميركي أن العراق لن يكون ساحة للصراع والتناحر الدولي.

جاء ذلك، بينما نفت القائمة بأعمال السفارة الأميركية في عمان، أمس، احتمالية استضافة الأردن للقوات الأميركية بعد قرار البرلمان العراقي اخراجها من البلاد، مشددة على أن الحكومة العراقية ستكون ملزمة بتعويض خسائر الجيش الأميركي خلال حرب «تحرير العراق» إذا ما أصرت على إخراج القوات.