أمهل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الأربعاء النظام السوري حتى نهاية فبراير لسحب قواته من محيط نقاط المراقبة التي أقامتها أنقرة في شمال غرب سورية، بعد مواجهات غير مسبوقة أججت التوتر مع موسكو.

Ad

ويخشى أن يؤدي التصعيد بين تركيا والنظام السوري بعد تبادل لإطلاق النار خلف أكثر من 20 قتيلاً الاثنين إلى تدهور أكبر للوضع المضطرب في محافظة إدلب، آخر معقل كبير تهيمن عليه الفصائل الإسلامية المتطرفة وفصائل أخرى معارضة وحيث الوضع الإنساني حرج.

في نيويورك، افاد دبلوماسيون ان مجلس الامن سيعقد اجتماعا طارئا بعد ظهر الخميس لمناقشة اخر التطورات في شمال غرب سورية.

والاجتماع الذي طلبته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا سيعرض فيه الموفد الاممي الى سورية غير بيدرسون الوضع في محافظة ادلب.

يحاول النظام السوري بإسناد من الطيران الروسي منذ ديسمبر التقدم ميدانياً في إدلب وذهب إلى حد محاصرة نقطتي مراقبة أنشأتهما أنقرة في إطار اتفاق أبرم في عام 2018 مع موسكو .

لكن التوتر ازداد الاثنين عندما قصفت القوات السورية موقعين تركيين موقعة ثمانية قتلى. وردت أنقرة بقصف مواقع سورية موقعة 13 قتيلاً.

وقال اردوغان في خطاب في أنقرة "تقع اثنتان من نقاط المراقبة الاثنتي عشرة التابعة لنا خلف خطوط النظام. نأمل في أن ينسحب بعيداً عن مراكز المراقبة هذه قبل نهاية شباط/فبراير. وإذا لم ينسحب النظام، فان تركيا ستتكفل ملزمة بذلك".

وتقع نقطتا المراقبة هاتان في موريك وسرنام، جنوب شرق مدينة إدلب.

وأعلن الرئيس التركي أنه نقل فحوى رسالته خلال اتصال هاتفي الثلاثاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

ووصف اردوغان الاربعاء هجوم النظام السوري على القوات التركية بانه يشكل "منعطفا" في النزاع السوري، مضيفا "لن نسمح للأمور بان تستمر كما كانت في السابق، بعدما تمت اراقة دماء جنود أتراك".

وحذر الرئيس التركي بالقول "سنرد بدون أي انذار على أي هجوم جديد ضد عسكريينا أو ضد المقاتلين (السوريين) الذين نتعاون معهم".

وفي دمشق، ندد مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية بتصريحات اردوغان، ونقل عنه الاعلام الرسمي ان "ما يقوم به أردوغان هو حماية أدواته من المجموعات الإرهابية التي قدم لها وما يزال مختلف أشكال الدعم".

واعتبر أن تصريحات "رأس النظام التركي تؤكد مجدداً نهج الكذب والتضليل والمراوغة الذي يحكم سياساته وعدم احترامه لأي التزام أو اتفاق سواء في إطار استانا أو تفاهمات سوتشي أو موجبات اتفاق اضنه".

ورغم التحذيرات التركية، واصلت قوات النظام السوري التقدم في شمال غرب سورية الأربعاء، حيث سيطرت على مدار الـ 24 ساعة الماضية على أكثر من 20 قرية وبلدة في جنوب محافظة إدلب، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان ووكالة الأنباء السورية (سانا).

وافاد المرصد ان غارات جوية روسية اسفرت عن مقتل ثلاثة افراد في عائلة واحدة عند اطراف ادلب.

وفي ريف حلب الغربي، قتل مدني بقذائف اطلقتها قوات النظام على قرية عينجارة وفق المصدر نفسه.

أودى النزاع في سورية بأكثر من 380 ألف شخص منذ عام 2011، وأرغم أكثر من نصف سكان البلاد الذين كانوا يعدون أكثر من 20 مليون نسمة قبل الحرب على النزوح أو اللجوء خارج البلاد.

ورغم أن تركيا تدعم الفصائل المعارضة فيما تساند روسيا النظام، فقد عززت الدولتان تعاونهما منذ عام 2016، لتثبتا أنهما لاعبان رئيسيان في سورية.

ووقعت أنقرة وموسكو العديد من الاتفاقيات التي يُفترض أن توقف إطلاق النار في محافظة إدلب. لكن هذه الاتفاقات تُنتهك بصورة متكررة، وهو ما تندد به تركيا الآن علناً.