«أسرار وكواليس الخارجية الروسية في غزو الكويت» يكشف الأحداث المأساوية حتى التحرير
صدر حديثاً عن مكتبة «ذات السلاسل» كتاب «أسرار وكواليس الخارجية الروسية في غزو الكويت»، وترجمه عن الأصل الروسي
د. جمال حسين علي، والكتاب أول منشور باللغة الروسية يتحدث بالتفصيل عن الغزو العراقي للكويت، وما رافقه من أحداث مأساوية حتى تحريرها.
والكتاب يقع في «540 صفحة»، من القطع الكبير، ويسرد المؤلف بيلونوغوف الذي كان يشغل في تلك الأشهر العصيبة منصب نائب وزير خارجية الاتحاد السوفياتي، مشاركاً في الأحداث عن كيفية تشكيل موقف الاتحاد حيال الأزمة وعن تقلبات محادثات موسكو المختلفة ويحاول الإجابة عن السؤال: لماذا لم يتسن لأحد إيجاد مخرج سلمي للأزمة بالرغم من كل الجهود.
د. جمال حسين علي، والكتاب أول منشور باللغة الروسية يتحدث بالتفصيل عن الغزو العراقي للكويت، وما رافقه من أحداث مأساوية حتى تحريرها.
والكتاب يقع في «540 صفحة»، من القطع الكبير، ويسرد المؤلف بيلونوغوف الذي كان يشغل في تلك الأشهر العصيبة منصب نائب وزير خارجية الاتحاد السوفياتي، مشاركاً في الأحداث عن كيفية تشكيل موقف الاتحاد حيال الأزمة وعن تقلبات محادثات موسكو المختلفة ويحاول الإجابة عن السؤال: لماذا لم يتسن لأحد إيجاد مخرج سلمي للأزمة بالرغم من كل الجهود.
يعتبر كتاب "أسرار وكواليس الخارجية الروسية في غزو الكويت"، لمؤلفه ألكسندر بيلونوغوف ذا قيمة كبيرة، إذ يقول المؤلف في مقدمته للطبعة العربية، لم أشأ أن يطلع القارئ الروسي فقط على كتابي الخاص بأزمة الكويت الصادر في موسكو عام 2001، بل كان في غاية الأهمية أن يطلع القارئ العربي عليه أيضاً.وقال بيلونوغوف، "لقد شاركت في الكثير من الأحداث الدولية المتعلقة بالأزمة الكويتية وساهمت مع الآخرين في البحث عن طرق لتذليلها، وأرى من واجبي المعنوي أن أتحدث بإخلاص وبشكل موضوعي حول كل شيء كنت أعرفه عنها، وأنطلق من حقيقة أنه لا ينبغي تكرار تلك المأساة التي حدثت في عامي 1990 – 1991 مع الكويت وشعبها اللذين أصبحا ضحية عدوان مسلح واحتلال ونهب وعنف وقسوة ، في أي مكان وفي أي زمان". وتابع أن الوقت يجري، للأسف، بسرعة ويتبدل الجيل القديم بشكل طبيعي بجيل جديد وقد لا يعرف هذا الجيل حسناً عما حدث في الماضي، وكيف حدث، ويمكن أن تعينهم ذكريات شهود العيان للأحداث المهمة، وأولئك المشاركين في صناعتها، لاسيما لو وضعت على الورق، وهي ليست خدمة للمعاصرين فحسب، بل للأخلاق أيضاً لأن على الذاكرة الإنسانية أن تعي دروس التاريخ، وآمل في أن كتابي سيكون من وجهة النظر هذه، مفيداً لدرجة ما بالنسبة لسكان روسيا والعرب على السواء.
لجم العدوان
ويقول المؤلف، "أفتخر بذلك الدور الذي أداه الاتحاد السوفياتي في لجم العدوان العراقي وإعادة بناء الكويت كدولة ذات سيادة. ولكن الاتحاد السوفياتي غير موجود في الوقت الحاضر، وهناك روسيا ويجب أن يكون لقادتها وساستها ودبلوماسييها وقيادتها العسكرية تصور مضبوط جداً عما كانت تفعله موسكو في مراحل الأزمة الكويتية وتكمن هنا مهمة كتابي بالنسبة للقارئ الروسي، لأني أريد أن تبقى لسياسة روسيا في الشرق العربي كل فضائل سياسة الاتحاد السوفياتي الخارجية في هذه المنطقة. أما القارئ العربي، فآمل أن يكون بالنسبة له مفيداً النظر إلى أحداث ذلك الوقت من زاوية موسكو وأن يستمد منها شيئاً جديداً له وخاصة موقف موسكو وسلوك الطرف العراقي في اتصالاته معنا على سبيل المثال". وأوضح أنه "خلافاً للتوقعات العامة، لم يتغير في العراق إلا القليل جداً من الناحية السياسية في السنوات الماضية، والتي أعقبت هزيمته من القوات المتعددة الجنسية، ولاينحصر في الأمر أنه بقى في الحكم الأشخاص نفسهم الذين أوقعوا العراق مرتين في حروب ضد الجيران، بقدر عدم ظهور دلائل مقنعة على شعورهم بالندم لما قاموا به وإعادة إدراك دروس الماضي واستعدادهم للتخلي عن قصد لأسلوب القوة والعنجهية العسكرية بصفتها أداة رئيسية لوصولهم الى أهدافهم في علاقاتهم مع جيرانهم. ومن هنا ينطلق شعور عدم الثقة ببغداد ونوايا القيادة العراقية المستطردة وخصوصاً مساعيها في اقتناء أسلحة الدمار الشامل. وأضاف: لن تعجب أي دولة بالطبع إجراءات الرقابة الدولية المفروضة والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها وغيرها من التدابير الإجبارية، ولكن ألم تكن القيادة العراقية نفسها وفي الدور الأول مذنبة في اتخاذ جملة من التدابير ضدها عام 1991 وأبقتها على فاعليتها وقوتها لحد الآن؟ ورأى أن قصة علاقات بغداد مع مفتشي الأمم المتحدة أحسن دليل على هذا واظن بأن نهج بغداد السياسي تجاه الكويت يدل على هذا أيضا وفي النتيجة يؤثر التوتر في الإقليم والحمى في العلاقات مع بغداد وعدم تسوية الحالة مع العراق على هيبة الأمم المتحدة. ويقول بصفتي دبلوماسياً محترفاً فأنا نصير الحلول السلمية وأدرك جيداً بهذا القدر بأن مثل هذه الحلول ممكنة، لكن في تلك الحالة فقط، عندما يسعى إليها بشكل مخلص لذلك لا أفهم سلوك القادة الذين يلعبون بالنار خلافاً لمصالح شعوبهم، وأي منطق ولا أنسب لنفسي في شؤون الشرق الأوسط علاقات سياسية خاصة مع بلد عربي معين، فأعامل جميع شعوب العالم العربي بعطف واحترام وبشكل متكافئ ولكني طوال مدة الأزمة الكويتية لم أستطع إلا أن أكون الى جانب ضحية العدوان وكنت أسعى الى استرداد العدل إليه ولم يعقني العطف على الكويتيين وسروري بتحرير وطنهم التوصل في الوقت نفسه إلى وقف العمليات الحربية في أقرب وقت لتجنيب السكان الآمنين غير المذنبين بشيء مزيداً من المآسي. أما المذنبون فإنهم نجوا رغم الخوف الذي تملكهم لبعض الوقت، لكن هذا الخوف زال بسرعة حالما أدركوا بأن لا شيء يهدد حكمهم بعد كل الذي جرى. وبين، الآن وعندما أكتب هذه السطور تتوتر الغمائم حول العراق من جديد بصورة ملموسة ومهما كان الأمر، فإن رائحة البارود تفوح من جديد في المنطقة التي كانت تعاني جروح حروب كثيرة في الماضي وأرى أن ازدياد الاهتمام ببواعث الأزمة الكويتية ودروسها أمر طبيعي تماماً فمن المعلوم أن القوة لا تكمن في السلاح فحسب، بل في معرفة التاريخ أيضاً ولهذا السبب أرى أن نشر كتابي باللغة العربية عن هذه الأزمة جاء في وقت ملح جداً. وأشكر ناشري الكتاب العرب ومترجمه الدؤوب الكاتب والصحافي د. جمال حسين علي الذي عمل كثيراً في النقاط الساخنة ويدرك ماذا تعني الحرب.المترجم للكتاب
يعد هذا الكتاب أول منشور باللغة الروسية يتحدث بالتفصيل عن الغزو العراقي للكويت وما رافقه من أحداث مأساوية حتى تحريرها.ويسرد المؤلف ألكسندر بيلونوغوف الذي كان يشغل في تلك الأشهر العصيبة منصب نائب وزير خارجية الاتحاد السوفياتي مشاركاً في الأحداث عن كيفية تشكيل موقف الاتحاد السوفياتي حيال الأزمة وعن تقلبات محادثات موسكو المختلفة ويحاول الإجابة عن السؤال: لمَ لم يتسن لأحد إيجاد مخرج سلمي للأزمة على الرغم من كل الجهود؟وسيعرف القارئ لأول مرة في هذا الكتاب الذي نعربه من الروسية مباشرة، الكثير من الظروف الغامضة التي أحاطت بواحدة من أكثر أحداث القرن العشرين دراماتيكية في العالم ومنطقة الخليج، دون أن تفوتنا الإشارة إلى أن ذلك سيكون من وجهة نظر موسكو بتأكيد المؤلف نفسه.
أفتخر بالدور الذي لعبه الاتحاد السوفياتي في لجم العدوان العراقي وإعادة بناء الكويت
بيلونوغوف: بصفتي دبلوماسياً محترفاً فأنا نصير الحلول السلمية...
بيلونوغوف: بصفتي دبلوماسياً محترفاً فأنا نصير الحلول السلمية...