استضاف مسرح مركز اليرموك الثقافي بدار الآثار الإسلامية، مساء أمس الأول، أمسية موسيقية للمطرب يوسف ياسين بصحبة فرقته الموسيقية، التي ضمت مجموعة من العازفين البحرينيين الموهوبين.جاءت الأمسية لتعبر بقوة عن الإبداع المصاحب لروح الشباب، والقدرة على طرح الأفكار المغايرة التي تلقى ترحيباً وإقبالاً جماهيرياً كبيراً على مستوى الأجيال المختلفة، ودائماً طرحت فكراً جديداً ممزوجاً بعناصر القوة الفنية والإبداعية والموهبة الصادقة.
ترجمة الفنون
ويوسف ياسين، فنان وملحن كويتي تتميز موسيقاه بالتنوع ما بين التراث الشعبي والجاز والموسيقى المعاصرة التي تتمحور حول عزف المقامات العربية على آلة "الغيتار" الغربية، مما خلق له فرصة لترجمة بعض الفنون الشعبية العربية وتحديداً فن الصوت الخليجي بأسلوب غربي متميز.واستطاع ياسين من خلال ما أطلق عليه مطلح "الموسيقى العربية البديلة" طرح مفهوم مغاير للفن التراثي البحري الذي تشتهر به الكويت ودول الخليج عموماً، لكنه قدمه في قالب عصري شديد الاختلاف والتميز ليخلق حالة فريدة من التجربة الإبداعية للشباب، دون التخلي عن التراث القديم والانجراف خلف التجديد دون خطوات مدروسة.اللقاء الثالث
وجاء الحفل كثالث لقاء يجمع جمهور المركز بالمطرب الكويتي الذي تلقى دراسته في بوسطن بالولايات المتحدة الأميركية ولكنه لا يتوانى في تقديم حفلاته لمواطنيه سواء على مسرح اليرموك أو مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي الذي قدم على مسرحه عرضاً جماعياً لمجموعة من المقطوعات الموسيقية التراثية والمعاصرة.وتضمن برنامج الحفل مجموعة متنوعة من أغنيات التراث البحري القديمة إلى جانب عدد من أغنيات الألبوم الأول الذي طرحه ياسين في ألبومه الأول قبل 3 أعوام وحقق نجاحاً كبيراً، ومنها "الأشياء"، و"لو شنو يصير"، و"صرخة"، و"لمع البرق اليماني"، و"ملك الغرام"، و"عالم جديد" و"مر بي واحترش" و"الله أعلم".وشارك ياسين بالعزف على آلة الغيتار بصحبة فرقة "مخالف" البحرينية، التي جاءت تسميتها انتساباً لإيقاع "مخالف" الموسيقي، ونظراً إلى رغبة عازفيها الشباب في تقديم فن مخالف ومغاير لما هو مطروح بالأسواق واستقطاباً لشريحة معينة من الجمهور تهوى الفن الراقي وتعتز بالتراث وتقبل على الألوان الجديدة والمخالفة بتقدير وانفتاح.وضمت الفرقة الموسيقية أحمد الفردان على آلة الدرامز، وعبدالله حاجي عازف الساكسفون، وسعد العبار عازفاً على البيز.ألبوم جديد
وأعرب ياسين في تصريح لـ "الجريدة" عن سعادته باستقبال جمهور الأمسية لموسيقاه بقدر كبير من الإعجاب والتقدير، كاشفاً عن استعداده لطرح ألبوم جديد قريباً يعمل على الانتهاء منه حالياً.وأضاف أنه سيتوجه إلى البحرين لتنفيذ وتسجيل أغنيات ألبومه الثاني والذي يحمل عنوان "الله أعلم" ويضم 7 أغنيات، موضحاً أن الألبوم يقدم مجموعة متنوعة من الأغنيات والموسيقى العربية البديلة وجميع الأغنيات من تلحينه إلى جانب المشاركة في التأليف مع الفنان عبدالله حاجي.وذكر أنه بمجرد طرح الألبوم الجديد سيبدأ العمل على تنفيذ ألبوم تراثي بالكامل ولكن بأسلوب عصري مخالف.وأشار إلى أنه كوّن في السابق فرقة عربية في نيويورك تحت اسم visions أو رؤى، واهتمت بتقديم موسيقاها العربية البديلة وأنواع من الألحان التأملية المستوحاة من الطبيعة والكون والفضاء، وحققت نجاحاً وجمهوراً كبيراً، وهو ما دفعه لطرح ألبومه الأول عام 2016 وضم 6 أغنيات متنوعة تمزج بين المقامات العربية التي يتم عزفها عبر آلة الغيتار الغربية.