العرب بين الصفعة والصفقة
منذ عام 1974 أصبح العرب محوراً لمخططات أميركا في سياستهـا الخارجية، وذلك بعد مقابلة زعيم الأمتين الملك فيصل، رحمه الله، وهـنري كيسنجر في خيمة رفض الملك فيصل خلاله كل ما طلبته أميركا رغم عروض كيسنجر التي اعتبرها الملك فيصل لا تفي بتحقيق أهداف المسلمين والعرب، وبعد مغادرة كيسنجر للرياض، سأله أحد الصحافيين المرافقين له في الزيارة: ما تقييمك لزيارتك للملك فيصل؟ فقال بتنهيدة كبيرة: "إنه هزمني لأنه يملك أسلحة هـزيمتي". وخطط لمفاوضات مع مصر ونجح بسبب اغتيال الملك فيصل، ثم حصلت الحرب العراقية الإيرانية التي أنهكت دول الخليج والعراق، وجاءت مفاوضات أوسلو التي أكلت الأخضر واليابس، فإسرائيل دولة مغتصبة وطارئة في المنطقة، والعمليات الفدائية سلاح فتّاك ضدهـا ويهـزهـا ويرغمها على قبول شروط العرب. وهـناك دلائل سابقة حين كانت إسرائيل تعرض السلام مع العرب والعودة لحدود 1967م وعودة اللاجئين، والرسائل التي سلمها مستشار النمسا عام 1972م مع رئيس وزراء إيطاليا نهاية عام 1975م تؤكد ذلك، لذلك ستبقى القدس العاصمة الأبدية لفلسطين رغم أنف "الديلر ترامب" والمجرم "النتن ياهـو" وما على العرب سوى إيجاد الأسباب التي تؤدي للنصر.
ومن أهم أسباب النصر وجود اتحاد كونفدرالي خليجي، وتغيير ميثاق الجامعة العربية، ووضع صندوق لدعم العمل الفدائي، وبذلك تكون الجبهـة كبيرة على إسرائيل من الخليج للمحيط، ومقاطعة الشركات التابعة للدول التي تدعم إسرائيل في المحافل الدولية. فمتى ما توافرت الإرادة السياسية الصلبة مع توحيد الصف العربي وبدعم دول العالم الإسلامي فإن قطار النصر سيكون على السكة الصحيحة.إن نفوذ جمهورية الفرس التوسعية في العالم العربي يجب وضع حد له من خلال دعم الشخصيات التي تتعامل مع الولي الفقيه ولا تعترف بولايته في العراق، فهناك ما لا يقل عن 8 ملايين عراقي أصبحوا ضحية، لأن حكومة طهران تعاديهم وتقول أنتم عرب والدول العربية تقول لهم أنتم شيعة، ودعم إخوتنا العرب في الأحواز، والعمل على استقلالهم وضم دولتهم للجامعة ومنظمة المؤتمر الإسلامي.كما أن حل المشكلة السورية يتوقف على خروج كل الميليشيات الإرهابية الإيرانية من سورية، والعودة الى الدستور السوري عام 1950م الذي ينص على وحدة الأراضي السورية والمساواة بين القوميات والإثنيات السورية المتعددة، مع اشتراط انتخابات رئاسية مباشرة من الشعب، والضغط على إيران اقتصادياً، من خلال جاليتها التي لا تقل عن 500 ألف في الإمارات، و260 ألفا في الكويت، فيهم ما لا يقل عن 70 ألفا بدون إقامة.أسأل الله النصر لأمة العرب على أعدائها.