المجتمع يواجه الفساد بالسخرية
الفساد ظاهرة عالمية وتعانيه الدول المتخلفة علميا وأخلاقيا، فلم يعهد من قبل في تاريخ الأمم أن يتفشى الفساد وسط مجتمعات سليمة أخلاقيا أو تتوافر فيها سمات العدالة وتحري الحق في جميع مصالحها أو قضاياها، حيث يقول أحد الخبراء في القانون "إذا أردت أن يتفشى الفساد فضع له قانوناً"، قانون في ظاهره محاربة الفساد لكن الفاسدين والطغاة يستغلونه في استخدام ثغراته للنجاة منه أو لاستخدامه في تلبيس قضايا الفساد للصوص الصغار أو للتخلص من فاسد كما يقولون "احترق كرته" أو لمنعه من كشف مافيا الفساد بالكامل!المجتمعات التي تتقدم حضارياً وتتقدم عمرانيًا يعيش فيها الإنسان معززاً مكرماً يعرف فيها حقوقه، ويؤدي واجباته الوطنية والاجتماعية مع الآخرين بالأمانة والصدق، وتنحصر حالة السخرية في نطاق محدود ولا يخرج عن أعمال فنية كوميدية أو ضمن علاقات اجتماعية محدودة.
أما فيما يتعلق بالمجتمعات التي تعيش في بيئات خصبة بالفساد فإن المتنفس الوحيد لهذا الكبت والمعيشة السيئة والطغيان الفاحش من إدارات حكومية فاسدة، هو النكت السياسية الساخرة، ورسومات الكاريكاتير المشفرة بالرمزية باعتبارها وسيلةً ومتنفساً لانتقاد الوضع الفاسد، وإيجاد خطاب اجتماعي مشترك ضد الفاسدين غير قابل لحصره أو تكبيله بالقوانين المقيدة للحريات أو الحامية للفاسدين من نقد المجتمع!النكتة السياسية مؤشر لتنامي الفساد حتى لو كانت ترسم البسمة على وجوه مقهورة أو تعاني الفساد، وللأسف أن بعض ما يعانيه المواطن منذ سنوات قلة هو ندرة المرافق الترفيهية مع إغلاق طويل للمدينة الترفيهية وحديقة الشعب وغيرها من مرافق أهملت مع مرور الزمن. آخر نكتة سياسية ساخرة قرأتها: أن مواطناً نزّل إعلاناً يطلب فيه صينياً يعطس في المجلس وله الأجر والثواب، فقال له مواطن آخر: "أخاف أن يموت قبل ما يعطس بكورونا الفساد المنتشر في كل مكان".