ترامب «المنتصر» في محاكمة العزل: سأبقى رئيساً للأبد

• اتهم رومني بـ«العمالة للديمقراطيين»
• إيفانكا: ما جرى «لا يغتفر» لكن علينا المضي قدماً

نشر في 07-02-2020
آخر تحديث 07-02-2020 | 00:03
تظاهرة مناهضة لحكم براءة ترامب أمام مبنى الكابيتول في واشنطن أمس الأول (ا ف ب)
تظاهرة مناهضة لحكم براءة ترامب أمام مبنى الكابيتول في واشنطن أمس الأول (ا ف ب)
انتهت محاكمة الرئيس دونالد ترامب، أمس، بلا أي مفاجآت؛ فقد كان القرار «براءته». لكن نهاية القصة على أرض الواقع ستتكشف في نوفمبر المقبل، عندما يتوجه الناخبون الأميركيون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم.
بعدما برّأ مجلس الشيوخ الأميركي الرئيس دونالد ترامب خلال مساءلة أنقذه فيها رفاقه الجمهوريون، الذين احتشدوا في مجلس الشيوخ لحمايته قبل 9 أشهر من انتخابات رئاسية سيسعى خلالها للفوز بفترة ثانية بالبيت الأبيض، علّق ترامب، الذي تابع التصويت مع كبار مساعديه في قاعة طعام بالبيت الأبيض يستخدمها كمكتب خاص، على التبرئة بنشره تغريدات على "تويتر" ناكف خلالها الديمقراطيين، مؤكداً لهم أنه سيبقى رئيساً للولايات المتحدة الى الأبد، مهاجما في الوقت نفسه النائب الجمهوري ميت رومني الذي غرّد وحيداً خارج الحزب وأيد إجراءات عزله.

وفي أول تصريح له، منذ أن برأه مجلس الشيوخ، قال ترامب إنه مرّ "بمحنة فظيعة من قبل بعض الأشخاص غير الشرفاء والفاسدين"، مضيفا "لقد فعلوا كل ما بوسعهم لتدميرنا، ومن خلال القيام بذلك ألحقوا ضرراً كبيراً بأمتنا".

ونجا ترامب، رجل الأعمال الذي تحول إلى السياسة والبالغ من العمر 73 عاما، من ثالث مساءلة يخضع لها رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، في أصعب فصل من فصول رئاسته العاصفة. وهو يتأهب الآن لدخول موسم انتخابي من المتوقع أن يزيد البلاد انقساما.

وفي تصويت شهد اختلافاً واضحاً بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، برئت ساحة ترامب، أمس الأول، من تهمتين أقرهما مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديمقراطيون في 18 ديسمبر. وكانت الأصوات المؤيدة لإدانة ترامب أقل بوضوح من أغلبية الثلثين المطلوبة في مجلس الشيوخ المؤلف من 100 مقعد لعزله من منصبه بموجب الدستور.

وصوّت 52 عضواً جمهورياً من أصل 53 على تبرئة الرئيس من تهمة استغلال السلطة التي وجهت إليه فيما يتعلق بطلبه من أوكرانيا التحقيق مع منافسه السياسي جو بايدن الساعي لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة المقررة في 3 نوفمبر، في حين صوّت 53 عضواً جمهورياً على تبرئته من تهمة عرقلة عمل "الكونغرس".

ودخل رومني، وهو من ولاية يوتا، التاريخ كأول سناتور يصوّت لإدانة رئيس ينتمي إلى حزبه، بتصويته إلى جانب الديمقراطيّين لمصلحة إدانة ترامب بتهمة استغلال السلطة.

وقال مرشح الرئاسة لعام 2012، في كلمة أمام مجلس الشيوخ، إنّ "الرئيس مذنب بإساءة استخدام مروّعة للثقة العامة"، علماً أنّه برّأه من تهمة عرقلة عمل "الكونغرس".

في المقابل، صوّت كل الأعضاء الديمقراطيين على إدانة ترامب بالتهمتين.

وقال رئيس المحكمة العليا القاضي جون روبرتس الذي ترأس المحاكمة إنّ "ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ الحاضرين لم يعتبروا ترامب مذنباً، لقد قرّر المجلس أنَّ المدّعى عليه دونالد جون ترامب، رئيس الولايات المتحدة، غير مذنب في التّهمتين الموجّهتين إليه".

ترامب

وقبل ساعات من إلقائه بياناً عاماً، مساء أمس، "للتحدث عن نصر بلدنا على مخطط المساءلة"، نشر الرئيس على "تويتر" تسجيلاً مصوراً يظهر لافتات لحملات انتخابية يخوضها في 2024 وما بعدها، وينتهي بعبارة "ترامب للأبد".

ويظهر الفيديو غلافاً افتراضياً لمجلة "تايم"، وعليه شعار حملات ترامب الانتخابية للسنوات القادمة... حتى وصل من شعار "ترامب 2020" إلى "ترامب للأبد".

كما هاجم الرئيس الأميركي، السناتور رومني، وكتب على "تويتر": لو كرّس المرشح الرئاسي الفاشل ميت رومي نفس الطاقة والغضب اللتين استخدامها ضدي، في مواجهة باراك أوباما ربما كان فاز في الانتخابات".

ويقصد ترامب بكلماته فشل رومني في مواجهة الرئيس السابق باراك أوباما في انتخابات عام 2012، التي فاز فيها الأخير. وكان رومني مرشحا عن الحزب الجمهوري في تلك الانتخابات.

ونشر ترامب فيديو على "تويتر" اتهم فيه بشكل ضمني، رومني بأنه "عميل سري للديمقراطيين دأب على تسريب الأخبار لوسائل الإعلام".

وأشاد البيت الأبيض بتصويت مجلس الشيوخ ووصف عملية المساءلة بأنها "حملة... قامت على سلسلة من الأكاذيب". وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ستيفاني غريشام: "انتهت محاولة المساءلة المختلقة التي حاكها الديمقراطيون بإبراء تام لذمة الرئيس دونالد ترامب. وكما كنا نقول طوال الوقت هو ليس مذنبا".

ماكونيل

من ناحيته، حضّ زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، الديمقراطيين على قبول نتيجة المحاكمة، محذرا من أن مؤسسات الدولة معرضة للخطر بسبب التهور.

واعتبر ماكونيل أن سعي الديمقراطيين لعزل ترامب كان خطأً فادحاً سيصب على الأرجح في مصلحة الجمهوريين.

إيفانكا

أما ابنة الرئيس ومستشارته، فكتبت على "تويتر": "انتهت حمى الفصائل وعدم الاتساق وسوء التصور وتم تبرئة الرئيس بحق. حان الوقت لبلدنا للمضي قدما سويا. الرئيس حقق الكثير في حين لا يزال في البداية، والأفضل آت".

وفي مقابلة مع محطة "فوكس نيوز"، علّقت إيفانكا، على تصرفات عدد من السياسيين الديمقراطيين، خلال كلمة والدها في اجتماع حالة الاتحاد، حيث امتنع بعضهم عن الحضور، في حين رفض البعض الآخر التصفيق، كما مزقت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، نسخة من خطاب الرئيس بعد نهاية الكلمة.

وقالت إيفانكا إن هذه التصرفات "لا تغتفر، لأن حالة الاتحاد كانت فرصة للأميركيين للاتحاد معا والاحتفال بإنجازات الدولة". وتابعت: "عندما لا نتحد معا كأمة واحدة ولا نحتفل معا بنجاح أميركا هو أمر لا يغتفر".

شومر

في المقابل، قال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر إن تبرئة ترامب "لا قيمة لها عمليا"، بما أن الجمهوريين رفضوا استدعاء الشهود في محاكمته. وأضاف شومر للصحافيين: "تمت تبرئته من دون وقائع ومن دون محاكمة نزيهة".

بيلوسي

بدورها قالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إن ترامب يبقى "تهديداً مستمراً للديمقراطية الأميركية، بإصراره على أنّه فوق القانون وأنّه يُمكنه إفساد الانتخابات إذا أراد ذلك"، منتقدةً تبرئته من جانب مجلس الشيوخ.

وكانت بيلوسي استبقت نتيجة التصويت بقولها إنّه مهما حصل، سيكون ترامب ثالث رئيس يحمل وصمة "العزل"، منتقدةً تبرئته من جانب مجلس الشيوخ.

صناديق الاقتراع

وقال متابعون إن كلمة الفصل بالنسبة للديمقراطيين، ستتكشف في نوفمبر المقبل، عندما يتوجه الناخبون الأميركيون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، عندها سيدرك الديمقراطيون أخيرا ما إذا كانت مقامرتهم لعزل الرئيس قد آتت ثمارها وحققت لهم مكاسب انتخابية في الفوز بأصوات الناخبين الذين لم يحسموا رأيهم بعد.

وفي نوفمبر أيضاً، ربما يدرك نواب الحزب الجمهوري في الكونغرس، خصوصاً في الدوائر والولايات غير المحسومة، الثمن السياسي لإقامة حائط بشري للتصدي للمساعي الرامية لإخراج ترامب من المكتب البيضاوي.

على غرار بيلوسي... مكارثي يمزق «مواد العزل»

نشر زعيم الحزب الجمهوري في مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي فيديو له وهو يمزق على ما يبدو مقالات عن عزل الرئيس دونالد ترامب.

وخلال تمزيقه الأوراق، قال مكارثي: "تبرئة للأبد". وقد حظيت تغريدته بتفاعل واسع على "تويتر".

ويحاكي ما قام به مكارثي تصرّف رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي التي مزقت الثلاثاء خطاب "حال الاتحاد" الذي ألقاه ترامب في المجلس، فور انتهائه.

الديمقراطيون اعتبروا أن الرئيس سيبقى «تهديداً للديمقراطية»... ولا قيمة لتبرئته
back to top