وثيقة لها تاريخ : إغلاق قضية طبعة العريفان ونقل أموال الخشب لورثة التاجر عبداللطيف
اليوم نختم قصة طبعة (غرق) سفينة التاجر عبداللطيف بن عبدالوهاب العريفان في عام 1904، وما حدث بعدها من مراسلات بين محكمة هندية والمقيم البريطاني في بوشهر والمعتمد البريطاني في الكويت. وكما قلنا سابقاً، فقد ترك عبداللطيف العريفان من خلفه بضاعة من الخشب في ميناء كروار، وظلت هذه البضاعة في عُهدة هنود أكثر من أربع سنوات، حتى وصل موضوعها إلى المحكمة، التي أمرت ببيع البضاعة في مزاد علني وتسليم ورثة عبداللطيف العريفان المال، بعد اقتطاع قيمة أي مطالبات أو رسوم. وفي رسالة موجهة إلى الشيخ مبارك الصباح بتاريخ 3 رمضان 1326، الموافق 29 سبتمبر 1908، أفاد المعتمد البريطاني في الكويت ميجر ناكس، بأنه تلقى رسالة من المقيم البريطاني في الخليج تتعلق بموضوع العريفان، وأن الأمور طيبة، وسيتم بيع الخشب بناءً على طلب الشيخ مبارك.
تقول الرسالة: "غب السؤال عن عزيز خاطركم لازلتم بخير بعده عنما (عندما) حكينا لجنابك من مدة يومين منطرف (من طرف) الكتاب الوارد لحضرة الصاحب ميجر كاكس أي. ي. رسدنت (المقيم) وقنصل جنرال الدولت (الدولة) البهية القيصرية الإنكليزية في خليج فارس هذا نقله تجده منطيه إنشاالله تشرف عليه وحنا حررناه لكم لاجل التذكرة وعنما (عندما) أمر جنابكم عن بيع الحطب وإرسال الدراهم إنشاالله نعرفهم عن ذلك. هذا ما لزم بيانه ودمتم محروسين". واستمرت بعد ذلك المراسلات تتناول تفاصيل عديدة، من بينها قيمة البيع بالمزاد العلني، وقيمة الرسوم المرتبطة بالبيع وحفظ الخشب طيلة السنوات الماضية. وفي نهاية الأمر تم تحويل المبلغ المتبقي إلى المعتمد البريطاني في الكويت، لتسليمه إلى أسرة العريفان. وقد تسلم المبلغ أخو عبداللطيف، وهو محمد العريفان، ووقَّع على كتاب يؤكد تسلمه المبلغ نيابة عن أرملة عبداللطيف وابنته. وإليكم نص الكتاب: "وجه تحرير هذه الورقة هو أنه أنا يا محمد بن عبدالوهاب بن عريفان قد قبضت من جناب المكرم الصاحب قبطان شكسبير بولتكل اجنت الدولت (الدولة) البهية القيصرية الإنكليزية في الكويت ماية وثلاثة وأربعين ربية وست آناة وارديين وذلك قيمة الحطب المبتاع عن يد السركال في البلام (السفينة) في كروار الراجع للمرحوم الأخ عبداللطيف بن الوالد عبدالوهاب بن عريفان ولاجل البيان أعطيته هذه الورقة حتى لا يخفى".هذه قصة من القصص التاريخية التي تحكي حياة الأهوال والمصاعب التي عاشها أجدادنا في الماضي، وإلى مقال آخر في الأسبوع المقبل ووثيقة تاريخية جديدة.