رحل عن الدنيا، أمس الأول، صانع البسمة الكاتب المسرحي المصري لينين الرملي عن عمر ناهز 74 عاماً بعد أن رسم البهجة على وجوه الملايين قرابة خمسة عقود بأعمال جسدها كبار الفنانين.

وقالت زوجته الكاتبة فاطمة المعدول، إنه تعرض لأزمة صحية قبل أيام ونقل على أثرها للمستشفى حيث وافته المنية.

Ad

وقالت وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم في بيان: "برحيل لينين الرملي ودع فن التأليف المسرحي أحد العباقرة، ومن أكثر الأقلام تحضراً وتدفقاً ًبالمثل والقيم الإنسانية السامية".

ولد لينين فتحي عبدالله الرملي في أغسطس آب 1945 بالقاهرة وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية.

قدم الرملي عشرات المسرحيات التي تعد علامات فنية بارزة منها "سك على بناتك" مع فؤاد المهندس، و"عفريت لكل مواطن" مع نبيل الحلفاوي، و"زكي في الوزارة" مع حسين فهمي، و"الحادثة" مع أشرف عبدالباقي، و"اعقل يا دكتور" مع فاروق الفيشاوي.

وعلى خشبة المسرح القومي قدم ثلاثية "أهلا يا بكوات"، و"وداعا يا بكوات"، و"اضحك لما تموت".

شكل ثنائياً ناجحاً مع صديقه الممثل محمد صبحي فقدما معاً مسرحيات "انتهى الدرس يا غبي" "1975" التي كانت من بطولة الفنانين محمد صبحي وهناء الشوربجي ومحمود المليجي وتوفيق الدقن، ومسرحية "عفريت لكل مواطن" التي تناولت الفساد في المؤسسات الحكومية والنفاق بين الموظفين والمديرين وعرضت على المسرح في نهاية الثمانينيات.

وفي مسرحية "وجهة نظر" للفنان محمد صبحي وفرقته الفنية، تناول قصة مكفوفين يجري استغلالهم من مسؤول دار المكفوفين الذي يجمع التبرعات لمصلحته الشخصية، وفي مسرحية "الهمجي" التي صنفت على أنها كوميديا سياسية، تناول -بأسلوب واقعي في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي- خصال الحسد والشك والخيانة وتبرير الشيطان لها، وكيف يمتحن الإنسان فيها بين خيارات الخير والشر.

وفي مسرحية "تخاريف" التي كتبها الرملي وقدمها الفنانون محمد صبحي وهناء الشوربجي وهاني رمزي، يظهر عفريت ليحقق لمجموعة من الإخوة أمانيهم، فيطلب منه أحدهم التسلط على الناس والتحكم بمصائرهم، ويطلب الآخر القوة، بينما يطلب البقية الجاذبية والثروة والمساواة.

وفي مجال الدراما التلفزيونية قدم مسلسلات "حكاية ميزو" و"هند والدكتور نعمان" و"قط وفار" وغيرها، وتعاون مع عادل إمام في السينما في أفلام "بخيت وعديلة" و"الإرهابي" و"هاللو أميركا".

واختار له والده الصحافي اليساري فتحي الرملي اسمه "لينين" تأثراً بالزعيم السوفياتي الشهير، واختار لشقيقه اسم ستالين، واعتبرت مهارته الحاذقة في تحويل المشكلات والهموم إلى كوميديا مضحكة تعبيراً عن نمط الفكاهة المصرية التي اعتادت على السخرية وتحويل الوجع إلى نكتة تنتقد الواقع وتسخر منه في الوقت ذاته.