في قلب مدينة الكويت العاصمة تمتد حديقة الشهيد وهي الحزام الأخضر سابقاً لتروي حكايات عن جغرافية الكويت وتاريخها وتكون محطة زاخرة تحوي منصات ثقافية فنية ورياضية توفر للزوار فرصة الاستمتاع والمعرفة من خلال مرافقها الطبيعية والتثقيفية المتنوعة.

وتقام الحديقة التي تعد أكبر الحدائق العامة في دولة الكويت بمساحة تقريبية بالغة 320 ألف متر مربع يمتزج الجمال المعماري البديع لمرافقها المتعددة بالطبيعة الخلابة لأشجارها وورودها لترسم صورة رائعة الجمال تضفي على المكان رونقاً خاصاً وبهاء خلاباً.

Ad

وتزدان أرض الحديقة بحلة خضراء تظهر من السماء كأنها سهل طبيعي وسط المرافق والمباني الكثيرة المحيطة بها حيث تضم نصب الشهيد تخليدا لذكرى شهداء الكويت الأبرار ونصب الدستور وساحة السلام وقاعات متعددة الأغراض لعمل الفعاليات المختلفة ونوافير وشلالات وبحيرات وممرا لهواة المشي وممراً آخر للدراجات الهوائية وكذلك تضم متحفيها المتميزين «متحف الذكرى» و«متحف الموطن» قصة محطات مهمة في تاريخ الوطن وحكاية البيئة الكويتية ونظامها البديع.

وأفاد رئيس الشؤون المالية والإدارية في الديوان الأميري عبدالعزيز اسحق أن الديوان الأميري قام بدوره بإعادة إحياء حديقة الشهيد «الحزام الأخضر سابقا» لتكون مقراً لنصب الشهداء تخليداً لذكراهم وذلك برغبة أميرية سامية لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

وأضاف اسحق أن هذه الخطوة تعتبر فريدة من نوعها بأن يقوم طاقم الديوان الأميري وهو من أهم رموز السيادة في دولة الكويت والمقر الدائم لنخبة الحكم فيها بالمبادرة لإعادة إحياء حدائق الحزام الأخضر والإشراف على تشغيل وصيانة الحدائق الكامل.

كما اهتم الديوان الأميري بتحفيز الشباب الكويتي من خلال ادارة الحديقة بادارة شبابية تعمل من اجل التنمية الشاملة والمتكاملة للشباب الكويتي التي تركز على تمكين الشباب من خلال تشجيع مبادراتهم بعرضها وتعريف مجتمع الحديقة عليها وتفعيل دور الورش التدريبية التي تقدمها مجانا للشباب لتطوير قدراتهم عبر فرص التدريب العملي ضمن برنامج المرشدين المتميز لديها.

كما اهتم الديوان الاميري بضمان الامن والسلامة العامة للزوار وارشادهم من خلال مرشدين متخصصين إلى المرافق المطلوبة وتعريفهم بمحتوياتها وكذلك من خلال المرشدين الذين تم تمكينهم منذ افتتاح الحديقة اكثر من 500 مرشد.

وبلغ عدد زوار حديقة الشهيد منذ أن افتتحها سمو الامير في الثالث من مارس عام 2015 وحتى سبتمبر 2019 نحو اكثر من 5 ملايين زائر من شتى الاعمار والجنسيات كما أن الحديقة احتضنت نحو اكثر 3600 فعالية ما بين معارض ثقافية وفنية وتعليمية ومجتمعية ورياضية وقد حضر فعاليات الحديقة 2.200.000 شخص.

كما بلغ عدد الجولات السياحية نحو اكثر من 1900 جولة من شتى الزوار ومن مختلف الجنسيات سواء شركات او افراد او طلبة وطالبات المدارس الحكومية والخاصة بحيث تم تسجيل عدد المنتفعين من الجولات السياحية باكثر من 38.405.

لا بد أن نفيد بان رؤية حديقة الشهيد تتمحور حول تحويلها إلى منصة ثقافية فنية ورياضية توفر للزائر فرصة الاستمتاع والمعرفة من خلال مرافقها الطبيعية والتثقيفية المتعددة وكذلك فرصة المشاركة الفاعلة في صناعة الحدث الثقافي والاجتماعي والرياضي من خلال انشطتها النوعية المميزة والموجهة للطفل والشباب والاسرة مع المتعاونين والشراكات المتخصصة باكثر من 1100 شراكة.

واوضح اسحق إن من اهداف الحديقة صقل وتغذية فن وتاريخ وثقافة البلاد عبر انشطة متكاملة من الفعاليات المتنوعة التي تقام في مساحاتها الفضاء وفي عدد من مرافقها على مدار العام.

وافاد ايضاً إن الاعمال الفنية الحديثة ومعالم تاريخية كنصب الشهيد وكذلك نصب الدستور الذي يعتبر منحوتة اثرية اقيمت بذكرى اليوبيل الذهبي لدستور دولة الكويت بمرور 50 عاماً على وضع الدستور اضافة إلى النباتات الجميلة والبحيرات والنوافير والشلالات والمماشي ومسارات الهرولة اضافة إلى المتاحف تعد من اهم المميزات التي تتسم بها حديقة الشهيد.

وأوضح إن «متحف الذكرى» يعنى بأهم المعارك التي شهدتها ارض الكويت بحيث يزود المتحف الزوار بتفاصيل اكثر عن معركة الرقة ومعركة الصريف ومعركة الجهراء والغزو الغاشم لدولة الكويت وذكر إن للمتحف مرافق عديدة منها غرفة مخصصة للبحث العلمي بهدف جمع المعلومات التاريخية.

وأضاف اسحق إن زوار الحديقة سيتعرفون بشكل اكبر على اهمية جغرافية الحديقة من خلال «متحف الموطن» الذي يروي حكاية البيئة الكويتية والنباتات البرية ومواسم وتفاصيل هجرة الطيور بطريقة مسلية وتفاعلية اضافة إلى زيارة محمية الطيور الموجودة بالقرب من المتحف.

ويحتوي المتحف على مختلف الوسائل التعليمية توفر للزائر فرصة لاستكشاف تنوع الانظمة البيئية بهدف تعزيز تجربتهم اضافة إلى مقهى ومحل للهدايا التذكارية وكذلك احتواء المتحف على مساحة مخصصة للطلبة.

ونظراً لان حديقة الشهيد تطمح لان تكون المنبر الثقافي الاول في الكويت فهي توفر للمواطنين الكثير من المساحات الداخلية او الخارجية التي يمكن استخدامها في مختلف النشاطات والفعاليات.

كما حرص مهندسو الديوان الاميري اثناء تنفيذ المشروع على اشادة المسرح الخارجي اضافة إلى مساحات عشبية متنوعة وقاعات متعددة الاغراض موجودة في حديقة الشهيد المرحلة الاولى واخرى في المرحلة الثانية فيما تحوي الحديقة العديد من المنحوتات الجميلة التي نحتها فنانون محليون.

كما تضم الحديقة عدداً من المطاعم والمقاهي التي تناسب متطلبات وكذلك عدداً من المحلات التجارية ومراكز تعليمية ورياضية وترفيهية للعب الاطفال مع امكنة لعائلاتهم ويسهم في الجمع بين التعليم والترفيه.

وكذلك تحوي حديقة الشهيد مواقف للسيارات بسعة 900 سيارة لكل مرحلة على حدة تمكن الزائر الوصول من الطريق الامثل والاسهل إلى هذا الصرح الجميل الذي يعتبر من أهم معالم دولة الكويت.