انطلقت مساء امس الأول فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان المسرح الأكاديمي، الذي ينظمه المعهد العالي للفنون المسرحية، برعاية وزير التربية وزير التعليم العالي د. سعود الحربي، وحضوره، الى جانب المدير العام للهيئة العامة للشباب عبدالرحمن المطيـــــــري، وعـــمـــيـــــــــد المعهــــــــــد د. علي العنزي وعميد المعهد العالي للفنون الموسيقية د. رشيد البغيلي، بينما قدم فقرات الحفل الطالبان مصعب السالم وفرح الجلي.واستقبل طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية الحضور في بهو المعهد بعرض مسرحي حركي من إخراج الفنان خالد أمين، وكان بمثابة بانوراما عن العروض المسرحية المشاركة في المهرجان، بينما جاء عرض الافتتاح بعنوان «الحكواتية» والذي قدمه مجموعة من الطلاب، ثم شاهد الحضور فيلما تسجيليا يوثق مسيرة المعهد ويسلط الضوء على تاريخه.
تاريخ عريق
وألقى الوزير الحربي كلمة ثمن خلالها التاريخ العريق للثقافة الكويتية التي وصفها بأنها نبض الحياة، مؤكداً اهتمام الحكومة بالشأنين الثقافي والمسرحي منذ سنوات طويلة. وأضاف أن «الحركة الثقافية والمسرحية في الكويت اصبحت عنصرا فاعلا ومساهما على مستوى الوطن العربي»، وأن المسرح سيظل رافدا من روافد الثقافة في الكويت، مبيناً أن ممن ساهموا في بناء هذا المسرح، الرواد زكي طليمات ومحمد النشمي وصقر الرشود وعبدالحسين عبدالرضا، والدور سيكون على الطاقات الشبابية في العمل لاستكمال مسيرة هؤلاء الرواد.وذكر الحربي أن الوعي المسرحي يساهم في الارتقاء بذوق الإنسان العربي، وعلى طلاب المعهد المسرحي «التركيز على التجارب المسرحية الهادفة»، مشيرا إلى أن «الحياة هي المسرح، ونحن بحاجة إلى محتوى ذي رسالة للمجتمع». بدوره، قال عميد المعهد د. علي العنزي، في كلمته، ان هذه الدورة تأتي تحت شعار «الكويت تفخر»، وهو الشعار الذي جاء في الخطاب السامي لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، والذي دعا فيه المؤسسات كافة للاحتفاء بما يحققه شباب الكويت من إنجازات رائعة في مجالات متعددة لرفع مكانة وطنهم عاليا.أفق عالٍ
وأضاف العنزي أن «أفق طموحنا عال، وهذا ليس بغريب على الكويت، التي احتضنت المسرح منذ نشأتها، حتى فاض خليجيا وعربيا، وصارت بلادنا دائرة ثقافية هامة في محيطها العربي»، لافتاً إلى «المعهد يريد أن يحقق المسرح الأرفع والأنفع، ومن هنا جاءت استضافة الدورة التاسعة لهامات مسرحية عربية».واستطرد بأنه «كان لزاما علي أن أقف عند اثنين من هذه الهامات، الأول هو المخرج المسرحي الكبير الأستاذ الدكتور حسن خليل، الذي يعتبر الكويت بلده الثاني، وتعتبره الكويت أحد مواطنيها الأجلاء، وهو من أقدم من أتوا لتدريس المسرح بالكويت، كما نقف ملياً عند قامة كبيرة، وهو الأستاذ الدكتور أسامة أبوطالب، وهو عالم متوهج، وواحة علمية تكبر مع الزمن، له حضور فكري متجذر، امتدت دلالته امتدت لتحاور وعينا، وتعيد إلى المواقف المسؤولة معنى النبل والأخلاق».واعتبر أن «وجود هذه المنارات الثقافية بيننا اليوم، يعكس وفاء المعهد لأساتذته، وحرصه عبر وزارة التعليم العالي على التشرف بدعوة من يستحق أن يكون حيث يجب، وإن ضيوفنا الذين يزورن دولة الكويت للمرة الأولى سيطل طلبتنا من خلالهم على آفاق جديدة، لينهلوا من علمهم وخبرتهم».ثم تم عرض فيلم تسجيلي تناول العروض المسرحية الستة المشاركة في منافسات المهرجان، وهي «من حيث جئت»، «الخروج إلى الحياة»، «سبيليات إسماعيل»، «لم أقصد»، «غزالة»، «التيه»، وتضمن الفيلم كلمات لرؤساء الأقسام في المعهد عن الدورة التاسعة.لجنة التحكيم
وتم الكشف عن أسماء أعضاء لجنة التحكيم، برئاسة د. حسن خليل، وعضوية كل من د. أسامة أبوطالب من مصر، ود. حسين علي حسين من الكويت، ومكرم نصيب من تونس، وماجد العوفي من سلطنة عمان.وعلى هامش المهرجان وتكريما ووفاء للشخصيات الفنية الكويتية الرائدة، واستذكارا لعطاءاتها وبصماتها المسرحية محليا وخليجيا وعربيا، وتخليدا لتلك الكوكبة الرائدة لتكون نبراسا مشرقا للأجيال الشابة المتعاقبة، دشن المعهد مكتبة الفنان الراحل صقر الرشود، بحضور الوزير د. سعود الحربي، والعميد د. علي العنزي، وضيوف الكويت من المسرحيين العرب، ورؤساء الأقسام في المعهد المسرحي، حيث أعلن الوزير الحربي الافتتاح على خشبة المسرح، بحضور د. خالد أمين الذي قدم تلك الفقرة.إشادة بكلمة الوزير الحربي
حظيـــت كلمـــة وزيــــــــر التربـــيـــــــــة وزيــــر التــعليــــم العـــــالــــي د. سعود الحربي خلال إفتتاح المهرجان بإشادة واسعة من المسرحيين والمثقفين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أن الكلمة تنم عن ثقافة واسعة وإلمام بتاريخ المسرح العالمي وآدابه والتأكيد على دور الثقافة و أهميتها، حيث استشهد الحربي بأسماء مسرحية عالمية مثل شكسبير و تولستوي و تشيخوف وكبار كتاب المسرح والأدب بالعام، داعيا المسرحيين إلى الإهتمام بالقيمة الفنية الهادفة وتقديم الكوميديا الراقية البعيدة عن الابتذال.